حكايات| مئذنة «العمدة حيدر».. آخر مآذن العصر الملكي بالصعيد

 مئذنة «العمدة حيدر».. آخر مآذن العصر الملكي بالصعيد
مئذنة «العمدة حيدر».. آخر مآذن العصر الملكي بالصعيد

لا تزال ذاكرة التاريخ المصرية محتفظة بآخر مئذنة تم تشييدها في جنوب الصعيد، خلال العصر الملكي على النمط المملوكي، وهي مئذنة مسجد العمدة حيدر بقرية زليتم بنجع حمادي.

 

محمود مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بمصر العليا، تحدث عن مسجد العمدة حيدر فيقول إنه تم بنائه عام 1951، وتم تسليم البناء عام 1952م على نفقة مديرية الأوقاف المصرية.

ومن المفارقات أن نفس المقاول الذي قام ببناء مسجد سيدي عبدالرحيم القنائي، هو من قام ببناء مسجد العمدة حيدر، واستخدم لذلك نفس المعماريين والخطاطين؛ حيث توجد بالمسجد نقوش كتابية بنفس يد الخطاط ربيع شديد الذي ترجع إليه النقوش الكتابية بمسجد سيدي عبدالرحيم القنائي.

 

اقرأ أيضًا| عبدالفتاح يعقوب.. من «أُمي» لمدير فرع محو الأمية بالفيوم

 

وهذه المئذنة تقع في النهاية الشرقية للواجهة الشمالية بمسجد حيدر بقرية زليتن التابعة لمركز نجع حمادي، خارج كتلة بناء المسجد وقد بنيت المئذنة من الطوب الآجر يغطيه طبقة من البياض، وتتكون المئذنة من أربعة طوابق يعلوها جوسق وقلة.

 

أما الطابق الأول فهو مربع المسقط مصمت وخالي من الزخارف يرتفع حتى مستوى سطح المسجد تقريبا، وفي نهاية الطابق الأول يوجد ارتداد عبارة عن مثلثات أفقية مرتدة عن سمت الطابق الأول في الأركان لتحويل المسقط المربع إلى مسقط أفقي.

 

بينما الطابق الثاني فهو يعلو الطابق الأول وهو مثمن الشكل فتحت به في الأربع جهات التي توافق الجهات الأصلية نوافذ مستطيلة تنتهي في أعلاها بشكل عقد منكسر ويغشيها سياج من الخشب الخرط.

 

وينتهي هذا الطابق من أعلى بصفوف من المقرنصات تحمل فوقها شرفة المؤذن الأولى ويحيط بهذه الشرفة سياج أو درابزين من الجص المفرغ يتخلله دعامات بنايه يعلوها رمامين حجرية.

 

 

ويأتي الطابق الثالث ليأخذ شكلا ثماني ولكنه مصمت إلا من فتحة الباب التي تؤدي إلى الشرفة الأولى، وينتهي هذا الطابق من أعلى بصفوف من المقرنصات تحمل فوقها شرفة المؤذن الثانية وهي عبارة عن سياج أو درابزين من البناء يعلوه صف من شرافات المثلثات المسننة.

 

ويعلو الطابق الثالث جوسق المئذنة وهو مثمن الشكل له فتحات مستطيلة تنتهي من أعلى بشكل عقد منكسر، ويعلو هذا الجوسق قلة المئذنة، يعلوها هلال مثبت باتجاه القبلة.