متحف المركبات الملكية ينشر قصة «أم المحسنين» احتفالا بعيد الأم

متحف المركبات الملكية
متحف المركبات الملكية

نشر متحف المركبات الملكية قصة أم المحسنين احتفالا بعيد الأم، حيث في الحادي والعشرين من مارس من كل عام، تحتفل العديد من الدول بعيد الأم، وهو يوم يأتي كل عام لتكريم الأمهات وللتعبير عن الحب والتقدير لها، لما قدمته لأبنائها في حياتهم.


واختير يوم 21 مارس تحديداً لأنه بداية فصل الربيع، وتم اختياره ليكون عيدًا للأم ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير، وكان أول احتفال بعيد الأم  في 21 مارس سنة 1956م.. وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلى بلاد الشرق الأوســط الأخرى.

من هي أم المحسنين؟

اقرأ أيضا |  متحف المركبات الملكية يحتفل بذكرى رحيل الملك فاروق الأول

هي أمينة هانم إلهامي ابنة إلهامي باشا ابن الوالي عباس الأول ابن طوسون بن محمد علي باشا .

ولدت في مدينة القسطنطينية (اسطنبول حالياً) في 24 مايو 1858، تزوجت من الخديوِ توفيق وأنجبت له الخديوِ عباس حلمي الثاني،  ومن بعده الأمير محمد علي (صاحب قصر المنيل) والأميرة خديجة والأميرة نعمت هانم .

 

 سبب وصفها بأم المحسنين

أوقفت أمينة هانم حياتها واهتمامها وتبرعاتها على العمل العام وكفالة المساكين والمرضى في الجمعيات الخيرية فلقبت بـ"أم المحسنين" حتى أن الكثير من المصريين كانوا لا يعرفون لها اسما سوى أم المحسنين.


كما عرفت بسيدة التعليم الأولى في مصر، حيث أنشأت عام 1911 (المدارس الإلهامية الصناعية الزخرفية) لإحياء الفن الإسلامي وكانت تدعم كل من لديه موهبة في هذا النوع من الفن، وتنمي المواهب بين أبناء الشعب المصري،  الذين خرج منهم الكثير من الفنانين.


وكانت شديدة التدين، حريصة على آداء الصلوات الخمس، وذهبت لأداء فريضة الحج، كان بيتها مفتوحا للضيوف، وامتنعت عن ارتداء المجوهرات بعد وفاة زوجها، وقد أقر من رأوها بأن تفوقها الحقيقي لم يأت من المال بل من النبل والبساطة .


 "أم مثالية"

كان لهذه الأم دور عظيم في حياة أبنائها، فقد حرصت أمينة هانم على تعليم أولادها الفنون الإسلامية والموسيقى، وعندما سافر ولديها عباس ومحمد علي للدراسة بالخارج في سويسرا ثم النمسا، كانت بينها وبينهما رسائل متبادلة  ويظهر لنا من هذه الرسائل أنها كانت تطلب منهم أن يحافظا على الصلوات في أوقاتها، ثم أوصتهما بتعلم الفنون والموسيقى وآثار البلاد . 


لذا نجد أن هذه التنشئة والتربية انعكست على إنجازات أولادها في الحياة،  فالخديوِ عباس حلمي الثاني هو أبو المتاحف المصرية، ففي عهده تم إنشاء أغلب وأهم متاحف البلاد، كما أنه ساهم في ترميم وصيانة الكثير من الآثار الإسلامية،  وأنشأ لأجل ذلك لجنة عرفت بلجنة حفظ الآثار العربية والتي يرجع لها الفضل في حفظ ما وصل إلينا من المباني التراثية والإسلامية والقبطية.  


وعن ابنها الثاني الأمير محمد علي، فإنه لقب بمحيي الفنون حيث قام ببناء قصره في منطقة المنيل، وقال عنه أنه قام ببناءه إحياء وإجلالا للفنون الإسلامية، ثم أوصى بعد وفاته بتحول القصر إلى متحف أهداه إلى الشعب المصري، وبالفعل تحول القصر إلى متحف به الكثير من التحف النادرة والتي لا تقدر بثمن.

وفاة أم المحسنين وحزن المصريين

توفيت أمينة هانم في 19 يونيو 1931، وقد اهتزت مصر كلها لوفاتها وكان ابنها الأمير محمد علي قد أحضر جثمانها من اسطنبول في 26 يونيو من العام ذاته، وأعلن الحداد الملكي عليها لمدة عشرين يوماً .

ونعتها مجلة المصور في عددها الصادر في 26 يونيو 1931 قائلة: "ماتت أم المحسنين وغربت عن مصر، طالما كانت أشعتها واسطة الحياة لكثير من الفقراء، ماتت أم المحسنين بعد حياة طويلة ضربت فيها المثل في الجود والسخاء والبر والإحسان".