رغم انفراده بقصائد القومية العربية.. «على الجارم» المظلوم بعد وفاته

الجارم
الجارم

انفرد الشاعر الراحل علي الجارم في القصائد التي دعت إلى القومية العربية، وذلك رغم اتهام البعض له بمبالغته في قصائد المدح الموجهة للملكين فؤاد وفاورق.

 

شاهد أيضا: «رحيل مفاجئ».. «علي الجارم» رحل عن العالم وهو يسمع رثاء صديقه بصوت ابنه


وكان لـ«علي الجارم»، دور بارز في تجديد الأفكار والمعاني، وقد احتفى شعره بتاريخ مصر الفرعوني والعربي، لتصبح إبداعاته الوطنية والشعرية حافلة بصور البطولة للدفاع عن الإسلام والعروبة واللغة العربية، وذلك ما اتفق عليه، وأكده عباس محمود العقاد، في استعراض جوانب نقدية عن الجارم.


تمتع الجارم بفصاحة اللسان، وأجاد فن الإلقاء باللغة الإنجليزية واللغة العربية، فاختاره أمير الشعراء أحمد شوقي لتبادل إلقاء قصائده.

كما أن الأديب الراحل عباس العقاد كتب مقدمة لكتاب "قصائد علي الجارم" يقول فيها: كان "علي الجارم" زينة المجالس ، كما كان يقال في وصف الظرفاء من أدباء الحضارتين العباسية والأندلسية ، وتجلس إليه فتسمع ما شئت من نادرة أدبية أو ملحة إجتماعية أو شاهد من شواهد اللغة ونكتة من نكت الفكاهة ، هو أديب وافر المحصول من زاد الأدبأ زاد الرواية الأدبية قديمها وحديثها ، ومن مبتكرها إلى منقولها ، وهو عالم باللغة ، وهو الشاعر الذي زوده الأدب والعلم بأسباب الإجادة والصحة .. نقول عليه .. أديب الشاعر العالم .. وكان شعره زادا لطالب البيان.

عرف عنه أنه كان يكره السياسة ولا يقترب منها ، ولكن "مصطفى صادق الرافعي" اعتبره "الشاعر الرسمي للملك فؤاد" مثلما كان أحمد شوقي شاعر القصر ، وزادت هذه الفكرة عن "علي الجارم" عندما صرح الملك فاروق ، وقال بعض المقربين منه أنه كان يرغب في أن ينعم عليه القصر بلقب "البكوية" مثلما أنعم علي "أحمد شوقي" بهذا اللقب ، وعلى الرغم من علاقاته الحميمة بمحمود فهمي النقراشي إلا أنه لم يدخل في أي نشاط لحزب الهيئة السعدية التي شكلها أحمد ماهر والنقراشي وعبد الهادي بعد إنفصالهم عن الوفد.

ورغم ذلك لم تتوقف الانتقادات الموجهة للجارم عقب وفاته في مثل هذا اليوم ٢٠ مارس، على العكس تعرض للتهميش والاتهام بالتقرب لأصحاب النفوذ، وذلك على الرغم من احتفاظه، باصوله الريفية والعيش في رشيد

ولد الشاعر والروائي، علي الجارم، في 1881 بمدينة رشيد في محافظة البحيرة، وتلقى تعليمه الأولي في إحدى مدارسها ثم أتم تعليمه الثانوي بالقاهرة وسافر إلى إنجلترا لإكمال دراسته ثم عاد لمصر ليشغل عددا من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي.

برع في الشعر التقليدي فأخرج ديوانا بأربعة أجزاء ضم عددًا من القصائد السياسية والأدبية والاجتماعية، أما في التاريخ والأدب فألف مجموعة من الكتب منها «الذين قتلتهم أشعارهم» و«مرح الوليد» تضمن السيرة الكاملة للوليد بن يزيد الأموي، و«الشاعر الطموح» تضمن دراسة عن حياة وشخصية الشاعر الكبير أبي الطيب المتنبي.

May be an image of 6 people