بينى وبينك

الملهمـــــــة

زينب عفيفى
زينب عفيفى

«كل البيوت مظلمة، الى أن تستيقظ الأم» هذا مارآه جبران خليل جبران فى الأم، ووجده أدباء وشعراء فى محراب قلب الأم، فهى  مصدر للإبداع، سواء فى وجودها أوبعد رحيلها، ومع مرور الوقت تصير رواية أوقصيدة، فى عمل إبداعى يخلد دورها فى حياة المبدع.. لقد وجدنا أعمالًا أدبيةً خلدت أصحابها؛ لأنهم كتبوا روائع عن المرأة الأم منهم على سبيل المثال لا الحصر مكسيم جورجى فى روايته «الأم» التى صارت إحدى كلاسيكيات الأدب العالمي، و«الست أمينة» فى ثلاثية محفوظ وغيرهما من أعمال أدبية عظمت دور الأم فى حياتنا وقدمها المبدعون فى صور إبداعية مختلفة. 
رواية «الأم» لجورجى دارت حول فكرة الثورة البلشفية لتأسيس وتعزيز النظام الاشتراكى، حيث قام العمال بتوحيد وتجريد البرجوازية من ممتلكاتهم. كان بطل الرواية شابا ثوريا فى الأربعينيات من عمره، ساندته أمه فى البداية، ثم بعد فهم طموحاته وأهدافه، كافحت من أجل جميع زملائه، وخاصة العمال الذين عانوا خلال تلك الفترة من اضطهاد الطبقة التى تمتلك وسائل إنتاج.  وكانت «الأم»  هى الشخصية المحورية فى الرواية التى ولدت وقامت وعاشت حتى أعادت ابنها إلى الحياة من التعليم والرعاية والثقافة. كانت أمًّا نموذجية، حفزّت ابنها على العمل والتعلم والقراءة ودفعته إلى حل مشاكل الناس ومساعدتهم.وما قدمه نجيب محفوظ للأم فى ثلاثيته العبقرية، هو تمجيد للأم الطيبة الحنونة، فى صورة الست أمينة التى لا تغضب أحدًا، وتحاول إرضاء الجميع وعلى رأسهم الزوج، بعبارتها الشهيرة «حاضر يا سى السيد» تلك الصورة التى كان عليها نموذج الأمهات فى ذاك الوقت، وكانت مصر نفسها مستسلمة لقدرها من القهر والظلم والاحتلال إلى أن قامت الثورة وحررت البلاد من الاستعمار وظهرت نماذج جديدة للأم كملهمة ومعطاءة دون حدود، وأجمل ما قاله نجيب محفوظ عن «الأم » « المستهين بقدرات النساء أتمنى أن تُعاد طفولته من غير أُم.»