اجتماعات مكثفة لاحتواء الوضع

خلافات «عون» و«الحريرى» تعرقل تشكيل الحكومة اللبنانية

عون والحريري فى لقاء سابق
عون والحريري فى لقاء سابق

ذكرت المديرية العامة لرئاسة الجمهورية فى لبنان، أنها تعول على الحس بالمسؤولية ‏الوطنية لدى رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، الذى توجه أمس إلى قصر بعبدا الرئاسى ليعرض تصورا ‏لتشكيل حكومة "تراعى مقتضيات التوازن والميثاقية والاختصاص" بحسب بيان رئاسة الجهورية اللبنانية.

وكانت الأزمة السياسية فى لبنان قد احتدمت بعدما اشتد الخلاف بين الرئيس ميشيل عون والحريرى على شروط تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.

وتأتى تصريحات الرئاسة بعد يوم من خطاب تليفزيونى لعون خير فيه الحريرى ما بين ‏تشكيل الحكومة بشكل فورى أو التنحى عن المهمة التى كلف بها فى أكتوبر الماضى ‏متهما إياه بتقديم مسودة حكومية لا تلبى الحد الأدنى من التوازن الوطنى ما ‏أدخل البلاد فى نفق التعطيل، وهو ما رد عليه الحريرى، قائلا: إنه زار عون 16 مرة منذ ‏تكليفه للاتفاق على حكومة اختصاصيين غير حزبيين، تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات المتفق ‏عليها ووقف الانهيار الذى يعانى منه اللبنانيون. وطالب الحريرى عون بإتاحة المجال ‏أمام انتخابات رئاسية مبكرة ومصارحة اللبنانيين بالسبب الحقيقى الذى يدفعه لمحاولة ‏تعطيل إرادة المجلس النيابي.‏

 فى غضون ذلك، استمر الحريري، قبل توجهه إلى قصر بعبدا، فى عقد لقاءات من عدد ‏من القيادات اللبنانية حيث استقبل المطران إيلى حداد الذى تمنى له لقاءا موفقا مع رئيس ‏الجمهورية.

ويأتى ذلك بعد ساعات من اجتماع الحريرى مع ‏كل من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حيث جرى عرض الأوضاع المالية ‏والاقتصادية العامة، وقبل لقاء مع هيئة علماء المسلمين فى لبنان برئاسة الشيخ محمد ‏الشاتي.‏

وكان عون قد كلف فى أكتوبر الماضى رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد ‏الحريرى بتشكيل حكومة جديدة، بعد استقالة حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت ‏المروع فى الرابع من أغسطس‎.‎‏ ومنذ ذلك الحين يتبادل الحريرى وعون الاتهامات ‏بالعرقلة وبوضع شروط مضادة‎. ‎‏ وتشير التقارير إلى أن تشبّث عون وتياره ‏السياسى بالحصول على حصّة حكومية ‏مرجحة او ما يعرف بالثلث المعطل هو ما يعيق ولادة الحكومة.

كما تتحدث التقارير عن إصرار ‏الحريرى على تشكيل حكومة اختصاصيين من ‏‏18 وزيراً، فيما يُطالب عون بزيادة عدد ‏الوزراء.‏. ورغم الانهيار الاقتصادى الذى يشهده لبنان منذ عام ونصف، لم تثمر الضغوط ‏الدولية، التى قادتها فرنسا خصوصاً، عن تشكيل حكومة قادرة على القيام بإصلاحات ‏ملحة تفسح المجال أمام حصول لبنان على دعم مالى دولى ضروري‎.‎

فى تلك الأثناء، قال رئيس المجلس النيابى نبيه برى، إن المطلوب اليوم قبل الغد هو إنجاز ‏حكومة تكون فيها كل "الأثلاث للبنان، ليس فيها ثلثا أو ربعا او فردا معطلاً"‏‎ ‎.

وشدد ‏برى على ضرورة تشكيل حكومة ‏ تستعيد ثقة اللبنانيين وثقة العالم بلبنان دولة المؤسسات ‏والقانون".. فى غضون ذلك، أعلن مصدر دبلوماسى فرنسى أن على الأوروبيين والأمريكيين زيادة ‏الضغط على الطبقة السياسية اللبنانية لتشكيل حكومة جديدة وقال إن ذلك قد يتم من خلال ‏‏"عقوبات"..

يأتى ذلك بالتزامن مع غليان فى الشارع اللبناني، حيث سقط عدد من الجرحى فى اشتباك ‏مسلّح قرب مسجد القصار فى منطقة عائشة بكار القريبة من دار الفتوى الإسلامية فى ‏العاصمة اللبنانية بيروت‎.‎‏ وذكرت مصادر خاصة لسكاى نيوز عربية أن الاشتباك اندلع ‏على خلفية قطع الطرقات، ولا زال هناك ظهور مسلح فى المنطقة‎.‎. فى الوقت نفسه، نظمت مجموعة من المحتجين أتوا من عكار شمالى لبنان، مظاهرة فى ‏محيط القصر الجمهورى فى بعبدا، اعتراضاً على الأوضاع المعيشية المتردية وأزمة ‏الدولار‎.‎‏

وقام الجيش اللبنانى وقوى الأمن الداخلى باستقدام تعزيزات أمنيه إلى المنطقة‎.‎. كما حاول لبنانيون اقتحام مقر وزارة الاقتصاد فى وسط بيروت، احتجاجا على الغلاء ‏وتراجع القدرة الشرائية، فى وقت تسجل فيه الليرة تدهورا قياسيا، ما أدى إلى إقفال عدد ‏من المصانع والمتاجر لإعادة تسعير سلعها، وتوقف محطات وقود عن العمل. ‏. ودفع التغير السريع فى سعر الصرف خلال الأيام الأخيرة عددا من المحال التجارية ‏الكبرى إلى إقفال أبوابها لإعادة تسعير سلعها. كذلك، أقفلت مصانع أبوابها بانتظار ‏استقرار سعر الصرف. وشهدت متاجر صدامات بين المواطنين على شراء السلع ‏المدعومة، كما توقفت محطات وقود عن العمل‎.‎