كل أم.. حكاية

كل أم.. حكاية
كل أم.. حكاية

يعتقد كثيرون أن تقليد الاحتفال بعيد الأم قد بدأ فى الغرب، مُنحدرًا عن احتفالات الربيع لدى الإغريق والرومان للاحتفاء بالإلهات الأمهات، أو يوم أحد الأمومة، الذى يأتى قبل عيد الفصح بـ3 أسابيع، لدى مسيحيي أوروبا منذ عام 1600، لكن الحقيقة أن أول احتفالات بعيد الأم كانت هُنا فى مصر الفرعونية، حيث أقام القدماء المصريون احتفالًا سنويًا لتكريم الإلهة إيزيس، أكثر الإلهات تحملاً وصبرًا فى مصر القديمة، والتى كانت رمزًا للأم والزوجة المثالية.

مرت آلاف السنين، والعالم يحتفل بعيد الأم، رمز العطاء غير المحدود، وعنوان الكرم والصبر والتضحية، من تعطى ولا تنتظر مُقابلا، وتتحمل أصعب المهام فى سبيل سعادة أبنائها.

نُدرك أن حب الأم لا يُحكى ولا يُكتب، لكننا نحاول فى صفحات هذا الملف أن نُرد الجميل لأمهات مصر، هؤلاء اللاتى تحملن مشقة الأيام، وتحدين الصعاب، وصبرن على الآلام بكل نفس راضية، فقدمن للمجتمع أجيالًا بعد أجيال لتستمر مسيرة العطاء على أرض الوطن.

هُنا نُلقى الضوء على نموذج لامرأة مصرية أصيلة رحلت عن عالمنا قبل أيام قليلة، وهى الحاجة زينب التى تبرعت بقرطها الذهبى "كل ما تملكه" لصالح صندوق تحيا مصر، ونستعرض بعضًا من السير العطرة لأمهات الشهداء "خير من أنجبت أرضنا"، ونروى بعضًا من القصص الإنسانية المُلهمة لأمهات مُحاربات، يحملن أوجاع وآلام فلذات أكبادهن الذين يعانون التوحد والشلل الدماغى، ونزور بعض الأمهات المُسنات لنحتفل معهن بالعيد، ونحاول إدخال البهجة إلى قلوبهن، ونرصد عن قرب تجربة دمج الأمهات المسنات مع أطفال مشردين فى تجربة تطبقها وزارة التضامن الاجتماعى لأول مرة، كما نتحدث عن تربية الأمهات "الراهبات" تلك التى أخرجت عظماء لخدمة الوطن، ونوجه إلى ضرورة التصدى لظاهرة "عقوق الوالدين" التى تُنغص حياة الكثير من الأمهات.