احتفالا بشخصية معرض الكتاب 52

«يحيى حقي».. أبدع في القصة القصيرة بـ«السهل الممتنع» وأصبح رائدها

رائد القصة القصيرة يحيى حقي
رائد القصة القصيرة يحيى حقي

«يحيى حقي» من أشهر رواد القصة القصيرة، صاحب الأسلوب الوسطي البسيط، حقق المعادلة الصعبة في التمكن من اللغة العربية الفصيحة، واستخدام العامية في مكانها المناسب.

 

وذلك ما ظهر جليًا في الدراسة التي أعدها عن رباعيات صلاح جاهين، ووضع منهجًا لتحليل القصة القصيرة، أصبح مرجعًا للنقاد، ليعكس بذلك عبقريته الأدبية.

 

وكان السر الأعظم لما منحه يحيى حقي للحياة الأدبية والثقافية هو معاصرته لعمالقة الثقافة المصرية، ومن بينهم طه حسين والعقاد والمازني وتوفيق الحكيم ومحمد حسنين هيكل، ومحمد مندور ولويس عوض وجمال حمدان ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وفتحي غانم وشكري عياد ورجاء النقاش.


وأصبح "يحيى حقي" أكثر أدباء جيله تأثيرًا على الأجيال اللاحقة من الكتاب، فقد كرَّس حياته لإرساء القيم الأدبية والفكرية والأخلاقية، وظل يرسي تلك المبادئ والقيم ويبثها في تلاميذه من خلال إبداعاته حتى آخر لحظة في حياته.

 

واستطاع كذلك أن يرسي أسس الدرس النقدي منذ وقت مبكر، فكان كتابه "فجر القصة المصرية"على صغر حجمه، تأصيلاً مبكرًا للأسس الفنية للنقد الأدبي لفن القصة.

 

وكان للإبداع الأدبي لدى "يحيى حقي" قيمة فنية وفكرية وجمالية، فقد كانت لديه قدرة عجيبة على استشراف آفاق المستقبل الأدبي، كما كان متمكنًا من الأداة اللغوية، عارفًا بتراث أمته وتاريخها، وهو ما أضفى على أدبه سحرًا فريدًا.

 

وقد خرجت كتاباته في لغة قصصية متميزة في إيقاعها وتراكيبها، متوهجة بالمشاعر والأحاسيس، متدفقة بالحركة، نابضة بالحياة، ذات قدرة فائقة على الإيحاء والتجسيد، والتأثير في المتلقي.

 

وتأثير "يحيى حقي" واضح على القصة العربية ليس فقط في مصر وحدها، وإنما في الأدب العربي عامة، وذلك خلال دوره في إرساء تقاليد هذا الفن الأدبي وإنضاجه، فبالرغم من قلة أعماله، وذلك لا يعني ضيق عالمه أو محدوديته، وإنما على العكس فقد كان يحيى حقي مدرسة لكثير من الأدباء، من بينهم وزير الثقافة الأسبق جابر عصفور

اقرأ أيضًا: بروفايل| «يحي حقي».. «صاحب القنديل» يضىء سماء الدورة الـ52 لمعرض الكتاب

وفاة يحيى حقي عن عمر 87 عاما 

وتوفي "يحيى حقي" في 9 ديسمبر 1992م، عن عمر بلغ سبعًا وثمانين سنة، بعد رحلة معاناة مع المرض، ولكنه كان دائمًا ثابت الجنان راضيًا مستسلمًا لقضاء الله.

اقرأ أيضًا: معرض القاهرة الدولى للكتاب 52 يحمل شعار «هوية مصر.. الثقافة وسؤال المستقبل»

          -  فتح باب الحجز للمشاركة بمعرض الإسكندرية التاسع للكتاب