الرئيس التونسى يؤكد ضرورة تجاوز الخلافات مع ليبيا

 رئيس المجلس الرئاسي الليبى يستقبل الرئيس التونسى فى طرابلس
رئيس المجلس الرئاسي الليبى يستقبل الرئيس التونسى فى طرابلس

طرابلس- وكالات الأنباء:
قال الرئيس التونسى قيس سعيد خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفي، أمس، إن الوقت قد حان لتجاوز الجفاء بين ليبيا وتونس.

ولفت سعيد إلى أن تراب ليبيا امتداد لتراب تونس وتاريخنا حافل بمظاهر الوحدة، مشددا على أن «أمن ليبيا من أمن تونس». وقال إنه سيعمل على عودة نشاط الاتحاد المغربى إلى سابق عهده.

ولفت الرئيس التونسى إلى أن اللجنة العليا بين ليبيا وتونس ستناقش فى الأيام القادمة عددا من القضايا المهمة.

بدوره، أكد رئيس المجلس الرئاسى الليبى محمد المنفى عمق العلاقات بين ليبيا وتونس.

وناقش سعيد مع المنفى تعزيز التعاون بين البلدين فى المجالات كافة، وخاصة فى مجال الاستثمار، وقال بيان صدر عن الرئاسة التونسية إنه تم «وضع خطة لتيسير الإجراءات المالية بين البنك المركزى التونسى ومصرف ليبيا المركزي».

ووصل أمس سعيد إلى مطار معيتيقة الدولى بطرابلس فى زيارة رسمية تهدف إلى دعم الحكومة الجديدة التى أدت اليمين الدستورية أمام البرلمان الليبى فى طبرق الإثنين الماضى وتسلمت السلطة رسمياً أمس الأول من الحكومة السابقة.

وسعيد هو أول رئيس عربى أو أجنبى يزور ليبيا لتقديم التهنئة لرئيس المجلس الرئاسى الليبيى محمد المنفي، ورئيس الوزراء الليبى عبدالحميد دبيبة بمناسبة تولى السلطة الجديدة مقاليد الحكم.
ودعمت تونس الأفرقاء الليبيين بعدما استضافت ملتقى الحوار السياسى فى نوفمبر الماضى برعاية الأمم المتحدة والذى أعلن خلاله التوافق على عقد انتخابات عامة نهاية العام الجاري، وأفضى الشهر الماضى إلى اختيار حكومة مؤقتة جديدة فى جنيف.
وعين عبد الحميد الدبيبة (61 عامًا) رئيسًا للوزراء إلى جانب مجلس رئاسى من ثلاثة أعضاء فى 5 فبراير من قبل 75 مسؤولًا ليبيًا فى حوار سياسى رعته الأمم المتحدة.

وتشهد تونس التى تمثل ليبيا منفذًا رئيسيًا لها تدهوراً اقتصادياً لا سيما على مستوى التبادل التجارى بين البلدين، خاصة منذ العام 2014. إذ كلفت الأزمة الليبية تونس تراجعًا فى النمو الاقتصادى بنسبة 24% بين عامى 2011 و2015، بحسب تقارير دولية. وتشكل ليبيا شريكاً تجارياً مميزاً لتونس، إذ كانت قبل عام 2011 تستوعب الجزء الأكبر من إنتاج الصناعات الغذائية التونسية ومواد البناء. وتغذى ليبيا القطاع غير الرسمى فى تونس الذى يستورد سلعا استهلاكية بخسة الثمن. ويعمل فى ليبيا آلاف التونسيين إلا أن الإغلاق المتكرر للحدود عطل هذه المبادلات. كما للأزمة الليبية تداعيات أمنية على تونس إذ إن معظم الهجمات الإرهابية الرئيسية التى ضربت تونس فى السنوات الأخيرة أعدت فى قواعد خلفية فى ليبيا، خاصة على الحدود المشتركة.

وفى سياق آخر، ذكر تقرير من أكثر من 550 صفحة أعده خبراء فى الأمم المتحدة ونشر أمس الأول أن حظر الأسلحة المفروض على ليبيا منذ 2011 «غير مجد إطلاقا».

وقال التقرير الذى وضعه ستة خبراء مكلفين مراقبة حظر الأسلحة إن «الانتهاكات التى ارتكبتها الدول الأعضاء (فى الأمم المتحدة) التى تدعم أطراف النزاع بشكل مباشر عامة وصارخة وتدل على ازدراء تام بإجراءات العقوبات».