أضواء وظلال

خط أحمر على النيل الأزرق

خالد جبر
خالد جبر

فى‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يخرج‭ ‬فيها‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬ليتحدث‭ ‬عن‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭ ‬التى‭ ‬تهدد‭ ‬مصر‭ ‬وتمس‭ ‬أمنها‭ ‬الوطنى‭ ‬وتؤثر‭ ‬على‭ ‬استقراره‭ ‬وتنال‭ ‬من‭ ‬شعبها‭.. ‬يكون‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬عظيم‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬والمسؤولية‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬واحد‭.. ‬لاتفريط‭ ‬فى‭ ‬حقوق‭ ‬الوطن‭.. ‬ولااساءة‭ ‬أو‭ ‬تجاوز‭ ‬أو‭ ‬كلام‭ ‬للاستهلاك‭ ‬المحلى‭.‬

أكدت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حديث‭ ‬قائدها‭ ‬أنها‭ ‬دولة‭ ‬قويه‭.. ‬قرارها‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬داخلها‭.. ‬لاشئ‭ ‬يملى‭ ‬عليها‭..‬لا‭ ‬تنفع‭ ‬معها‭ ‬سياسة‭ ‬فرض‭ ‬الأمر‭ ‬الواقع‭.‬

فى‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يرسم‭ ‬خطا‭ ‬أحمر‭ ‬حول‭ ‬الامن‭ ‬الوطنى‭ ‬المصرى‭ .‬

وهاهو‭ ‬يرسم‭ ‬خطا‭ ‬أحمر‭ ‬لدولة‭ ‬الحبشة‭ ‬التى‭ ‬تنصب‭ ‬منها‭ ‬ثمانون‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬النيل‭ ‬وتريد‭ ‬ان‭ ‬تخنق‭ ‬دولتى‭ ‬المصب‭ ‬السودان‭ ‬ومصر‭ ‬وتعطش‭ ‬شعبهما‭ ‬بسد‭ ‬يحجب‭ ‬عنهما‭ ‬الماء‭ ‬ويجفف‭ ‬مجرى‭ ‬نهرالنيل‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬شريان‭ ‬الحياة‭.‬

الخط‭ ‬الاحمر‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬جغرافى‭ ‬وزمنى‭ ‬فى‭ ‬آن‭ ‬واحد‭.. ‬فهو‭ ‬جغرافى‭ ‬يرتبط‭ ‬بحدود‭ ‬السودان‭ ‬وأمنها‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭.. ‬وزمنى‭ ‬يرتبط‭ ‬بالخطوة‭ ‬الإثيوبية‭ ‬بالملء‭ ‬الثانى‭ ‬لسد‭ ‬الخراب‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬واحد‭ ‬دون‭ ‬اتفاق‭ ‬ملزم‭ ‬مع‭ ‬دولتى‭ ‬المصب

هذا‭ ‬الخط‭ ‬الأحمر‭ ‬أوله‭ ‬أربعون‭ ‬يوما‭ ‬تعود‭ ‬فيهاأثيوبيا‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬السودان‭ ‬ومصر‭ ‬بوجود‭ ‬أطراف‭ ‬دولية‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ ‬الامم‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأفريقى‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اتفقت‭ ‬عليه‭ ‬الدولتان‭.‬

‭"‬تم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬حتمية‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬مفاوضات‭ ‬جادة‭ ‬وفعالة‭ ‬بهدف‭ ‬التوصل،‭ ‬فى‭ ‬أقرب‭ ‬فرصة‭ ‬ممكنة‭ ‬وقبل‭ ‬موسم‭ ‬الفيضان‭ ‬المقبل،‭ ‬والاتفاق‭ ‬العادل‭ ‬الملزم‭ ‬قانونا‭ ‬بشأن‭ ‬ملء‭ ‬وتشغيل‭ ‬سد‭ ‬النهضة،‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬مصالح‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬أواصر‭ ‬التعاون‭ ‬والتكامل‭ ‬بين‭ ‬بلداننا‭ ‬وشعوبنا‭".‬

وفى‭ ‬مقالى‭ ‬الأخير‭ ‬قلت‭ ‬أن‭ ‬السودان‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬التصميم‭ ‬الإنشائى‭ ‬لسد‭ ‬النهضة‭ "‬لا‭ ‬يرقى‭ ‬لأن‭ ‬يكون‭ ‬تصميمًا‭ ‬لبناء‭ ‬عمارة‭"‬،‭ ‬مؤكدًا‭ "‬أنه‭ ‬سينهار‭ ‬ويدمّر‭ ‬مصر‭ ‬والسودان‭ ‬كماان‭ ‬هناك‭ ‬مخاطر‭ ‬حقيقية‭ ‬أخرى‭ ‬مستمرة‭ ‬سوف‭ ‬تعانى‭ ‬منها‭ ‬دولتاا‭ ‬مصر‭ ‬والسودان،‭ ‬ألا‭ ‬وهى‭ ‬مخاطر‭ ‬‮»‬التخزين‭ ‬المستقبلية‮«‬‭ ‬الاتية‭ ‬بعد‭ ‬ملء‭ ‬السد‭ ‬الاول،‭ ‬إذ‭ ‬أنها‭ ‬سوف‭ ‬تخضع‭ ‬فقط‭ ‬لهوى‭ ‬الجانب‭ ‬الإثيوبى‭ ‬ومتطلبات‭ ‬تشغيل‭ ‬السد‭.. ‬لأنه‭ ‬عند‭ ‬هبوط‭ ‬مستوى‭ ‬التخزين‭ ‬فى‭ ‬فترات‭ ‬شح‭ ‬الامطار‭ ‬لن‭ ‬تنال‭ ‬الدولتان‭ ‬حصتهما‭ ‬المقررة،‭ ‬وانما‭ ‬الفتات‭ ‬من‭ ‬مخلفات‭ ‬تشغيل‭ ‬السد‭.. ‬وهذه‭ ‬أحدى‭ ‬نقاط‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭..‬

ولكن‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬قبوله‭ ‬وتجاوز‭ ‬العديد‭ ‬منه‭ ‬بجولات‭ ‬الحوار‭ ‬،‭ ‬‮»‬الذى‭ ‬ترفضه‭ ‬وتتعنت‭ ‬فيه‭ ‬اثيوبيا‮«‭ ‬،،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬السكوت‭ ‬عليه،‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للسودان‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬السد‭ ‬بسلام،‭.. ‬لهذا‭ ‬صدٌرت‭ ‬مقالى‭ ‬هذا‭ ‬بأن‭ ‬على‭ ‬السودان‭ ‬،أن‭ ‬يدمر‭ ‬السد‭ ‬قبل‭ ‬نهاية‭ ‬أبريل‭ ‬كحد‭ ‬أقصى،،‭ ‬وألا‭ ‬يتفاوض‭ ‬حوله،‭ ‬لأن‭ ‬،التفاوض‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬خيارا،‭ ‬ولأنه‭ ‬لا‭ ‬يفيد‭ ‬حول‭ ‬،خطر‭ ‬حقيقي،‭ ‬ماثل‭ ‬يهدد‭ ‬وجود‭ ‬الدولة‭ ‬السودانية‭ ‬ذاتها‭..‬لهذا‭ ‬فالسودن‭ ‬يملك‭ ‬خيارا‭ ‬وحيدا‭ ‬لا‭ ‬بديل‭ ‬آخر‭ ‬له‭ ‬وهو‭ ‬تدمير‭ ‬السد،‭.. ‬اى‭ ‬،إما‭ ‬السد‭ ‬أو‭ ‬السودان،

لهذا‭ ‬فإن‭ ‬أى‭ ‬تحرك‭ ‬ضد‭ ‬السد‭ ‬تدميرا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬الستين‭ ‬يوما‭ ‬أو‭ ‬بالكثير‭ ‬التسعين‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬الان‭.‬

على‭ ‬جانب‭ ‬أخر‭ ‬وفى‭ ‬محاولة‭ ‬لطلب‭ ‬العفو‭ ‬والسماح‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أظهرت‭ ‬انيابها‭ ‬لاعدائهاوالمتربصين‭ ‬بها‭ .‬

انطلقى‭ ‬يا‭ ‬مصر‭.. ‬أمض‭ ‬يا‭ ‬قائد‭ ‬مصر‭.. ‬فلن‭ ‬يخذلك‭ ‬الله‭ ‬أبدا‭ .‬