السيدة انتصار السيسى: يعكس قدرة صناع مصر على الإبداع والتعبير

بازار السعادة

السيدة انتصار السيسى خلال زيارتها للمعرض
السيدة انتصار السيسى خلال زيارتها للمعرض

كتبت: ياسين صبرى       تصوير: سامح مسلم 

تحتل الحرف التراثية مساحة واسعة من وجدان مصر، فمن قديم الأزل صاغت أيادى المصريين من الخامات الأولية تحفا جمالية أبهرت العالم، وفى إطار دعم الحرف والصناعات التراثية وتنميتها والنهوض بها، تتواصل فعاليات "معرض البازار للحرف والمشغولات التراثية"، الذى يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
ويقام المعرض من منطلق حرص الدولة على الاهتمام بالمشروعات والصغيرة والمتوسطة باعتبارها النواة الصلبة للاقتصاد المصرى وزيادة أعداد العاملين بها خاصة من فئة الشباب الذين انتقل إليهم شغف تعلمها وممارستها كهواية أو كعمل حر مما يبشر بالحفاظ على استمراريتها من خلال نقلها إلى جيل جديد يحافظ على كيانها بالتوازى مع دعمها عبر فتح أسواق محلية وخارجية لمنتجاتها.

المعرض يشهد مشاركة حوالى 400 عارض من مختلف محافظات الجمهورية أغلبهم من الفنانين والمتخصصين فى الأعمال التراثية وديكور المنزل وذلك على مساحة 6 آلاف متر مربع ويتم تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية لضمان تجربة تسوق آمنة لزائرى المعرض.


وكانت السيدة انتصار السيسى قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد قامت بزيارة معرض "البازار" للحرف اليدوية والتراثية واحتياجات المنزل، وأعربت عن سعادتها بقدرة المصريين على الإبداع والتصميم والتعبير عن أصالة الشخصية المصرية من خلال الحرف التراثية المختلفة، وقالت عبر صفحتها الرسمية بـ"فيس بوك": "سعدت اليوم بزيارة معرض "البازار" للحرف اليدوية والتراثية واحتياجات المنزل، وأود أن أشيد بشتى المصنوعات التى رأيتها داخل المعرض، التى قامت بنسجها وتصميمها أيادى العمالة المصرية الماهرة، فشكرا لمجهود القائمين على هذا العمل الباهر لما يمثله من أهمية فى الحفاظ على موروثنا الثقافى".
وقالت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، الرئيس التنفيذى لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، إن أصحاب المشروعات المشاركين فى معرض البازار أعربوا عن سعادتهم بالزيارة الكريمة التى قامت بها السيدة انتصار السيسى حرم السيد رئيس الجمهورية للمعرض التى تؤكد دعم الدولة المستمر لأبنائها العاملين فى قطاع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر خاصة مشروعات الحرف اليدوية والفنون التراثية وتشجيعهم على الاستمرار وزيادة الإنتاج وتطويره ونقل خبراتهم وإبداعهم الفنى للأجيال القادمة للحفاظ على هذه الصناعات الفريدة المتميزة التى لا يوجد مثيل لها فى العالم والتى تساهم فى توضيح الهوية الثقافية المصرية وتاريخنا العريق.
تابعت، إن الجهاز حريص على الاستمرار فى تنظيم هذه النوعية من المعارض واختيار مشروعات جديدة ومتميزة ولم يسبق لها المشاركة فى معارض الجهاز لضمان استفادة أكبر عدد من أصحاب المشروعات فى تسويق منتجاتهم، و60% من أصحاب المشروعات فى المعرض يشاركون للمرة الأولى، وتمت مراعاة اختيار أفضل المشروعات والمنتجات بما يتناسب مع الذوق الراقى والجودة العالية التى تشتهر بها معارض الجهاز للمنتجات التراثية.
ومنذ افتتاحه والمعرض يحظى بإقبال جماهيرى كبير لتنوع المنتجات المعروضة واختلاف أسعارها لتناسب كافة احتياجات الزائرين، والجهاز مستمر فى تنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية فى تقديم كافة سبل الدعم للنهوض بقطاع المشروعات التراثية الذى يعمل به الملايين بمختلف المحافظات خاصة الصعيد والمحافظات الحدودية والسياحية، ومكاتب الجهاز مفتوحة لأصحاب هذه المشروعات لتقديم الدعم اللازم لمشروعاتهم (مالى أو فنى أو تدريبى أو تسويقي) للتأكد من قدرتهم على المنافسة والاستمرار وتوفير المزيد من فرص العمل، وهنا يجب الإشادة بمجهودات مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى فى التعاون مع الجهاز فى تقديم مختلف الخدمات لقطاع الصناعات والفنون اليدوية والتراثية.
أيضا يشهد المعرض مشاركة المئات من صاحبات المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر اللاتى يمثلن نماذج متنوعة للمرأة المصرية التى نجحت فى تطوير قدراتها ومهاراتها لتصبح سيدة أعمال منتجة قادرة على المشاركة بإيجابية فى تلبية احتياجات مجتمعها وتحقيق التنمية الاقتصادية، مع إتاحة الفرصة لأصحاب المشروعات من السيدات لتسويق منتجاتهن وذلك فى إطار مجموعة متكاملة من الخدمات التى يعمل جهاز تنمية المشروعات على تقديمها من تمويل وبرامج تدريبية ومنافذ للتسويق خاصة فى قطاع الحرف اليدوية الذى يتميز بقدرته على توفير فرص عمل كثيفة، كما يتمتع بالمرونة التى تمكن المرأة من زيادة دخلها وهى تعمل بالمنزل مما يتناسب مع طبيعة المناطق النائية والحدودية.
وقد خُصص جزء بالمعرض لتعليم الأطفال مبادئ الفنون المرتبطة بالحرف اليدوية من الرسم والتلوين بشكل مبسط على أيدى متخصصين فى هذا المجال وذلك بهدف المساهمة فى خلق جيل جديد مهتم بالحفاظ على التراث المصرى وهويتنا الثقافية. 


"آخر ساعة" قامت بجولة موسعة داخل المعرض حيث التقت العديد من الصناع وأصحاب محال العرض، فكانت بداية الجولة من أمام محل صغير للحلى والأكسسوارات "الهاند ميد" تراصت فى تناسق لونى بديع، بينما كانت تجلس أمامه إلهام عبد المطلب، وتعمل مهندسة زراعية، والتى قالت لنا: "تعلمت صناعة الحلى بنفسى من خلال الإنترنت"، موضحة أن عشقها لصناعة الحلى بدأ كهواية ثم ساعدت نفسها بنفسها تدريجيا إلى أن تملكت ورشة لصناعة الأكسسوار من النحاس المخلوط بالمعادن، وهى تقوم بتنفيذ العديد من التصميمات والأفكار المستوحاة من البيئة والخامات المصرية، وقد شاركت فى العديد من المعارض الخاصة ولكن معرض البازار الأخير أتاح لها التعامل مع نوعيات جديدة من الزبائن والتعرف على شريحة واسعة من المشترين.
أما طلعت إبراهيم، صاحب ورشة لصناعة منتجات الأرابيسك، فقال: "الأرابيسك صناعة حرفية بديعة تعتمد على تشكيل خامات الخشب وخرطها يدويا فى تصميمات رائعة مطعمة بالصدف والعاج والأبنوس لتظهر على أعمدة وجدران وأسقف المساجد والمنازل، وهى كلمة تنقسم إلى شقين "أراب- يسك" أى "الفن المشغول"، وقد عشق هذه الصنعة وأتقنها وقد وجد الفرصة من خلال المشاركة بمعرض البازار وغيرها من المعارض التى تقيمها الدولة فرصة رائعة لتسويق منتجاته سواء على المستوى الجماهيرى.
بعدها أكملنا السير الى محل عرض آخر لحرفة الخيامية التى تعتبر إحدى الحرف المصرية التى توارثتها الأجيال، ويوجد ما يزيد عن مائة نوع من أشكال الخيامية مابين الطراز المحلى والفرعونى والإسلامى من الفنون التى تحتاج إلى صبر وأناة كونها تعتمد بشكل كبير على الدقة فى التنفيذ..
يوضح لنا محمود سيد صاحب محل للخيامية أن صناعة قطعة واحدة من الخيامية بالطرق اليدوية تستغرق فترة تتراوح ما بين شهر إلى شهر ونصف حتى يتم الانتهاء من كافة أعمال التطريز بها لذلك أصبح شراؤها مرتبطاً بفترات محددة خلال العام.
بعد ذلك انتقلنا إلى الطابق الثانى حيث كان لقاؤنا مع محمد الشيخ الذى يعمل فى صناعة منتجات الصدف بعد أن تشرب حب المهنة من والده الذى قضى عمره أيضا فى العمل بهذا النوع من الحرف التراثية.
ويوضح محمد أن صناعة الصدف تعد صناعة متشعبة يخرج منها عدد لا يحصى من المنتجات، وهى بحاجة إلى الصبر بجانب عامل المهارة والدقة حتى تخرج فى أبهى صورة، فتصنيع طقم واحد من الصالون العربى المطعم بالصدف يمكن أن يستغرق 45 يوماً لإتمامه بصورة دقيقة فهو يمر بمراحل متعددة حتى يصل إلى صورته النهائية، ففى البداية تبدأ أعمال النجارة من أجل تشكيل مجسم المنتج بعدها يتم خرط تشكيلات الأرابيسك التى تعطيه صورته الأولية، تليها عملية التطعيم بالصدف الذى يقطّع إلى مقاسات وأشكال هندسية منها النوع الاثنى عشرى وسُمى بهذا الاسم نظراً لتقسيم زواياه إلى 12 ضلعاً والنوع المثمن أى به ثمانية أضلاع والعشارى المكون من عشرة أضلاع، وبعد تركيب كافة قطع الصدف على المجسم تأتى المرحلة الأخيرة وهى مرحلة تلميع المنتج ليكتسب شكله النهائى المميز.. 
ويشـــــير إلى وجــــود اختلاف واضــــح فى أذواق المشترين فيما يتعلق باقتناء منتجات الصدف، فالسائحون الأجانب يفضلون شراء المصنوعات الخفيفة مثل العلب والأطباق أما السائحون العرب فيهتمون بشراء الصالونات المطعمة بالصدف والبارافان والتابلوهات المشغولة بالآيات القرآنية".
ويضيف: "من خلال المشاريع التى يمولها جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر ومعرض بازار ومثيلاته من المعارض نقوم كأصحاب ورش بتصنيع الشرائح الخشبية للصالون المغربى وتصديرها إلى المغرب على سبيل المثال".