أحمد الكاس.. مدد يا مرسى يا أبوالعباس

أحمد الكاس
أحمد الكاس

شوقى حامد

مشــوارى فى بـــلاط صاحبـــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقــد اســـــتحق التســــــجيل واســـــتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات «آخر ساعة» أروى بعضا مـــن مشاهده.

الكابتن أحمد الكاس واحد من أبرز العلامات الرياضية بالإسكندرية، تألق لاعبا موهوبا ومهاريا مطلوبا وفنانا مرغوبا.. بزغ نجمه وهو صبى عندما مارس الكرة الشراب فى شوارع حى محرم بك الذى ولد فيه يوم ٨ يوليو عام ٦٥ من أسرة متوسطة الحال تضم خمسة من الأبناء بينهم ثلاث إناث وكان ترتيبه قبل الأخير.. توسم والده فيه النجابة واكتشف فيه النباهة واصطحبه إلى النادى الأوليمبى حيث كان من الأعضاء المؤسسين ورقم عضويته ٨٤ فالتقطته العين الخبيرة للكابتن الرشيد سيد شارلى وبادر بقيده فى قائمة الناشئين بمدرسة الكرة، واختار له مركز الجناح الأيمن.. وأسعدته أقداره ليرعاه أحد المدربين النابهين بهذا القطاع هو الكابتن يسرى موسى، وقام بتغيير مركزه ليلعب بخط الوسط حيث تحلى الصبى البارع بغزارة الإنتاج ووفرة العطاء وتعدد الإمكانات، واهتم المدرب بغرس المفاهيم الحديثة والواجبات والمهام المتباينة هجوما ودفاعا وأكسبه القدرات والملكات الخاصة فتألق فى المباريات ولفت الأنظار وخطف الأبصار وقرر الكابتن فتحى النحاس المدير الفنى للفريق الأول تصعيده فى نهاية عام ٨٢ وأشركه الكابتن البورى فى أول مباراة رسمية مع الأوليمبى بالدورة الصيفية أمام المنيا وتألق وسط زمرة من زملائه الموهوبين الذين شكلوا فريقا قويا للنادى السكندرى أرهب العديد من الأندية القمية، أمثال السويسى وحليمو وعادل عبدالمقصود وعبدالحكيم عثمان وكيبر ومحمد عبدالمنعم، وظلوا فى مواقعهم ومراكزهم الأساسية إلى أن انضم إليهم أسامة يوسف وعطية عبدالهادى ومحمد طه ومدحت سيد أحمد وعاصم زغلول وسيد رمضان ويسرى عزالدين.. كان من الطبيعى أن ينتشر صيته وتتسع شهرته وتتركز عليه الاهتمامات بعد أن استقام عوده ونضجت موهبته وتنامت ملكاته وتعاظمت مهاراته وبز أقرانه فطلبه الكابتن أحمد رفعت مدرب الزمالك الذى كان يشغل مديرا فنيا للمنتخب الوطنى الثانى الذى كان يستعد للمشاركة فى كأس الأمم الأفريقية عام ٨٦ وكان صاحبنا عند حسن الظن به التزاما وانضباطا وعطاءً فاستمر إلى دورة الصداقة بالإمارات فى العام التالي. وأبدى مايكل سميث المدير الفنى الإنجليزى للمنتخب الأول إعجابه بهذا الموهوب الأسمر وقرر ضمه للمنتخب الأول الذى كان يدربه الكابتن شحتة صديق المدرب التاريخى للمنتخب والإسماعيلى عام ٨٩.. وكان هذا الجيل الموهوب يضم بعض العمالقة الذين حفروا بصمات غائرة فى نفوس الجماهير بما حققوه من نتائج كان أبرزها التعادل الإيجابى مع المنتخب الهولندى فى نهائيات كأس العالم مع المدير الفنى الأسطورى محمود الجوهرى عام ٩٠ وتميز الكاس وتألق فى بعض المباريات التى ظلت عالقة بالذاكرة كمباراة الجزائر وأوغندا واستحق لقب الهاتريك الذى ظل ملتصقا به لفترة طويلة.. أصبح الكاس بعد فترة النضج السكندرية مطلبا للأندية القاهرية وتهافت عليه الراغبون ولأنه يعشق القلعة البيضاء لبى النداء ووافق على الانضمام للزمالك عندما أرسل إليه المستشار جلال إبراهيم رئيس مجلس الإدارة وفدا من الرجالات ضم المستشار محمود عبدالله ورؤوف جاسر وهانى زادة.. وكما تألق بالأوليمبى تألق بالقاهرة مع ناديه الجديد وأحرز معه ٢٥ هدفا معظمها من خلال أداء رشيق وتحركات رائعة ومراوغة مجدية ومع انضمام هذه الأهداف إلى رصيده التهديفى مع الأوليمبى انضم لنادى المائة مع عظماء الهدافين المصريين وعزز هذا الرصيد بما أحرزه فى الفترة القصيرة التى ختم بها حياته والعودة من جديد إلى الإسكندرية بالاتحاد ثم الأوليمبى بيته الأول وليكتمل حصاده إلى ١٠٧ أهداف.. واختار الكاس مهنة البحث عن المتاعب وعمل بالتدريب بقطاع الناشئين بالأوليمبى ثم درب فى دورى الشركات وتولى المنتخب العسكرى لفترة وساعد بعض المدربين الكبار أمثال الكابتن طلعت يوسف ومنير حجازى ولايزال الكابتن الكاس يزاول مهنة التدريب مرة مع الأوليمبى وأخرى مع أندية أقل عراقة وشهرة غير أنه لايفتأ يواصل مشواره المهنى الذى نذر له نفسه بالرغم من دراسته الجامعية التى حصل فيها على درجات رفيعة فى علم الاجتماع.. وصلتى بالكابتن الخلوق المهذب العِشرى الكابتن الكاس لا ينفصم عراها ولا تفتر أواصرها وتتعمق مع الأيام وشائجها فقد أعجبت به فنانا وارتبطت به إنسانا.. وللحق فهو الأكثر ودا والأوفر حبا والأفضل تعلقا.. ولطالما تهللت بالرسائل الهاتفية التى يختصنى بها وتأثرت بالنصائح الدينية التى يبعثها لى.. وللكاس أسلوب هادئ رزين وقور ولديه قدرة طيبة على مد الجسور بينه وبين الآخرين وعنده ملكة جيدة فى انتقاء معارفه واختيار أصدقائه.. ولاشك أن أصدقاء هذا الرجل يتشرفون بعلاقاتهم به وحبهم له ويسعون جاهدين للمحافظة على تلك الثروة الغزيرة التى يشكلها هذا القامة العالية لهم.