كانوب مدينة خبايا الكنوز الذهبية الغارقة بمصر

آثار مدنية كانوب الغارقة
آثار مدنية كانوب الغارقة

رصدت دراسة أثرية للدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية مدينة كانوب أو كانوبوس باللغة اليونانية، وهى مدينة مصرية قديمة كانت تقع على شاطئ البحر المتوسط في شرق الإسكندرية عند مصب فرع قديم مندثر من أفرع النيل يسمى الفرع الكانوبي.

ويوضح الدكتور حسين دقيل أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى للقائد اليوناني الأسطوري كانوبوس الذي تزعم أسطورة قديمة أنه كان بحارًا لسفينة الملك مينلاوس ملك إسبرطة خلال حرب طروادة. 

وتضيف الأسطورة أن النبية المصرية ثيونوي أحبت كانوبوس؛ غير أن كانوبوس لم يبادلها الحب؛ حتى توفي فيما بعد بتلك المنطقة أثناء زيارته ساحل البحر المتوسط بعدما لدغته أفعى، فأقام سيده نصبا لذكراه عند مصب النيل، ونشأت حوله لاحقًا تلك المدينة مدينة كانوب.

ويضيف الدكتور حسين دقيل أن مدينة كانوب عثرت  فيها المعبودة إيزيس على آخر جزء من جسد زوجها المعبد أوزوريس بعد أن قطعه أخوه المعبود ست وتعود المدينة التي أنشئت منذ ما يقرب من 2500 عام، بجذورها إلى العصر الفرعوني المتأخر. واستمرت ذات مكانة كبيرة حتى دخول الإسكندر مصر وإقامة مديمة الإسكندرية مع نهايات القرن الرابع قبل الميلاد.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن كانوب خلال العصر البطلمي كانت مركزًا من أهم المراكز الدينية بمصر، كما كانت ميناءً تجاريًا رئيسًا.

لكن ومع دخول المسيحية لمصر شهدت المدينة صراعًا مريرًا بين العبادات الوثنية القديمة والديانة المسيحية الجديدة، وقد تعرضت المنشآت الأثرية للتدمير خلال هذا الصراع. ولما دخل العرب مصر بدأت المدينة في التدهور وهجرها الناس، ثم بدأت تختفي بأكملها شيئا فشيئا تحت سطح البحر.

ويشير الدكتور ريحان إلى اكتشاف مدينة كانوب فى عام 1933 من خلال طيار بريطاني كان قد لاحظ وهو في الجو وجود مبان غارقة في خليج أبوقير على شكل حدوة حصان، وعندما علم الأمير طوسون بالأمر، اجتهد في البحث عن المدينة حتى أن الأمير طوسون قام بأول محاولة غوص بخليج أبي قير وقام بإجراء مسح أثري على بعد خمسة أمتار تحت سطح البحر.

وفي عام 1996 بدأت بعثة المعهد الأوروبي للآثار الغارقة، ومن خلال استخدام المسح الجيوفيزيقي إعداد خرائط تفصيلية دقيقة للمنطقة.

وعُثر بمدينة كانوب على عدد من المعابد والهياكل الأثرية القديمة، أهمها معبد سيرابيس، والعديد من البقايا الأثرية تمثالان من الرخام للمعبود سيرابيس، وتماثيل صغيرة على هيئة أبو الهول، هذا فضلا عن عدد من بواقي الأعمدة والقطع الحجرية والأواني الفخارية العديدة الموجودة بالمدينة، هذا فضلا عن العديد من العملات المعدنية.

وينوه الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى الكنوز الذهبية التي عثر عليها في مدينة كانوب، فمن أهمها حلق ذهبي على شكل هلال يظهر الكنثاروس يرجع للعصر البيزنطي خلال للفترة ما بين القرنين السادس والثامن الميلادي، قلادة ذهبية متصلة بوصلات شبة دائرية، يظهر صليب يوناني مثقوب الكنثاروس يرجع أيضا للعصر البيزنطي خلال الفترة ما بين القرنين السادس والثامن الميلادي، خاتم ذهبي، مثبت بمسرجه صغيرة يرجع أيضا للعصر البيزنطي خلال الفترة ما بين القرنين السادس والثامن الميلادي، خاتم زواجه ذهبي يرجع أيضا للعصر البيزنطي خلال الفترة ما بين القرنين السادس والثامن الميلادي.