نجح رجل الأعمال بلحسن الطرابلسي في الإفلات من القضاء التونسي منذ الإطاحة بنظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي في 2011.
ويعد بلحسن الطرابلسي هو أحد أبرز رجال الأعمال التونسيين، وهو الشقيق الأكبر لسيدة تونس الأولى السابقة ليلى الطرابلسي زوجة بن على.
وظهر الطرابلسي بقوة في نهاية التسعينيات إثر صعوده السريع في عالم المال، وكانت أعماله في ذلك الوقت تتمركز أساساً في قطاع العقار والاستيراد والتصدير والفندقة.
جمع ماله مستغلاً نفوذه وقرابته من رئيس الجمهورية بطرق ابتزاز لرجال أعمال ومواطنين وبنوك تونسية واستغلال المال العام لتحقيق أغراض شخصية.
وأسس الطرابلسي في 2001 مجموع "كرتاجو"، التي ضمت شركة طيران ومساهمات في بنوك وفنادق سياحية، وعرف بكونه رجل الأعمال المهم والأقوى في البلاد.
ويوجه التونسيون العديد من التهم لبلحسن الطرابلسي، بأن ثروته الضخمة كانت عبارة عن وضع يده على أهم ركائز الاقتصاد التونسي بالتقرب من دوائر السلطة، حتى انهيار النظام عام 2011 إثر انتفاضة شعبية.
حُكم على بلحسن الطرابلسي بعد الثورة التونسية بـ26 سنة سجناً ومذكّرة توقيف دولية.
وحكم القضاء التونسي على بلحسن الطرابلسي غيابيًا في قضايا تتعلق بالتجارة بالعملة الصعبة والمعادن الثمينة وامتلاك قطع أثرية.
ويلاحق الطرابلسي، الذي كان من أبرز رجال الأعمال إبان نظام بن علي، من قبل المحاكم التونسية في العديد من قضايا الفساد.
ووضع الطرابسلي في مايو 2012 كمقيم دائم في كندا، لكنه تقدم بطلب للجوء السياسي، قائلاً إنه يخشى على حياته في تونس، الأمر الذي منع أي إمكانية لتسليمه.
وقد رفض طلب اللجوء هذا مرتين عامي 2015 و 2016 وكان على وشك الترحيل ولكن لم يتم العثور عليه.
وظل الطرابلسي مختفياً عن الأنظار حتى القبض عليه من قبل السلطات الفرنسية بتهمة "غسل الأموال في عصابة منظمة".
وقضت محكمة تونسية، الثلاثاء الماضي، بالحكم على الطرابلسي عشرة أعوام بتهمة الفساد وغرامة 40 مليون دينار (14.51 مليون دولار) هو وسامي الفهري مالك قناة الحوار التليفزيونية، لاستغلالهما موارد التليفزيون الرسمي لصالح شركة خاصة وتحويل إيرادات الإعلانات إلى شركتهما.
