خناقة النحاس باشا ومحمد عبدالوهاب.. بسبب «واحدة ست»

النحاس باشا ومحمد عبدالوهاب - أرشيفية
النحاس باشا ومحمد عبدالوهاب - أرشيفية

موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب هو أحد أعلام الموسيقى العربية أثرى المكتبة الموسيقية بالعديد من الأعمال الخالدة وساهم في تطوير شكل الموسيقى العربية، كما ارتبط أسمه بالأعمال الوطنية التي تعتبر بمثابة ذاكرة مصر التاريخية. 

 

بدأ حياته الفنية كمطرب بفرقة فوزي الجزايرلي وانتقل بعد ذلك إلى فرقة عبدالقادر حجازي، ثم ترك العمل وانقطع لدراسة العود بمعهد الموسيقى الشرقية.

 

ثم بعد ذلك التحق بوظيفة مدرس موسيقى بوزارة المعارف ثم تركها وانضم لفرقة سيد درويش وفرقة الريحاني وبدأ العمل في الإذاعة وبدأ رحلته الطويلة الخصبة في عالم الغناء والتلحين والتأليف الموسيقى وأضاف العديد من الآلات الغربية. 

 

اقرأ أيضًا| بعد فوزها بـ«أجمل عيون».. شعر زبيدة ثروت يثير أزمة

 

ومن المواقف التي كتب عنها الأستاذ مصطفى أمين في أخبار اليوم في سبتمبر 1982 تفاصيل الخناقة التي دارت بين الزعيم مصطفى النحاس والموسيقار محمد عبدالوهاب وجاء فيها:

 

ذات ليلة كان الموسيقار عبدالوهاب يقيم حفلة غنائيو بكازينو "سان استيفانو" بالإسكندرية، وحضر النحاس باشا الحفل وجلس في لوج ومعه عدد من أعضاء الوفد، وغنى عبدالوهاب ثلاث وصلات غنائية، ولاحظ الموجودون أن النحاس باشا غادر الحفلة أثناء الوصلة الثالثة ولم يبق كعادته لآخر الحفلة واعتقد الناس أن النحاس أحس بتعب أو لديه أعمال عاجلة.

 

ولكن في صباح اليوم التالي كان النحاس باشا يمشي في فناء الكازينو واحتشد الفناء بمئات من المصطافين، وعندما أقبل المطرب عبدالوهاب على النحاس يعانقه إذا بالنحاس يبعد بيده شفتي عبدالوهاب ويشيح بوجهه عنه، ودهش موسيقار الأجيال، وقال في ذهول: ماذا حدث يا باشا؟!

 

فرد النحاس باشا لا يمكن أن أبوسك أبدا ألا تعرف ماذا غنيت أمس؟

 

قال عبدالوهاب: غنيت قصيدة يا جارة الوادي

 

قال النحاس: وبعدها؟.. قال عبدالوهاب: غنيت قصيدة مريت على بيت الحبايب

 

قال النحاس: وبعدها في الوصلة الثالثة قلت إيه؟


قال عبدالوهاب: غنيت موال مسكين وحالي عدم من كتر هجرانك

 

قال النحاس: أكمل الموال

 

فقال: يا للي تركت الوطن والأهل عشانك

 

قال النحاس بصوت جهوري: لا.. لا.. أنا لا أسمح لأحد أن يترك الوطن عشان واحدة ست دا كلام فارغ دي خيانة.

 

وأسرع عبد الوهاب يقول: حاضر يا دولة الباشا سأغيرها سأحذفها لن أغني هذه الأغنية ثانية، وعندئذ قبل النحاس باشا أن يعانق عبدالوهاب ويقبله !

 

ولد محمد عبد الوهاب في 13 مارس 1901 في حي باب الشعرية، وكان أبوه هو الشيخ محمد أبو عيسى المؤذن والقارئ في جامع سيدي الشعراني بباب الشعرية وأمه فاطمة حجازي التي أنجبت ثلاثة أولاد منهم محمد وبنتين.

 

تزوج محمد عبدالوهاب ثلاث مرات، الأولى في بداية مشواره الفني وهي سيدة تكبره بربع قرن يُقال إنها أسهمت في إنتاج أول فيلم له هو الوردة البيضاء وتم الطلاق بعدها بعشر سنوات. 

 

أما الثانية فكانت السيدة إقبال وأنجبت له خمسة أبناء، واستمر زواجهما 17 عاما وتم الطلاق، وزواجه الثالث والأخير من نهلة القدسي ولم ينجب منها، كما أطلق عليه 15 لقبا في مصر والعالم العربي منها (مطرب الملوك والأمراء – النغم الخالد – موسيقار الأجيال – فنان الشعب وغيرها).

 

توفي عبدالوهاب في مساء يوم 4 مايو عام 1991 إثر جلطة كبرى وجسيمة بالمخ نتيجة سقوطه الحاد على أرضية منزله بعد انزلاقه المفاجئ من سجاد الأٔرضية وشُيعت جنازة عسكرية له في اليوم التالي 5 مايو.