مبادرات لـ «النواب والمجتمع المدنى» لمواجهة ظاهرة التحرُّش بـ«الأطفال»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


عبدالقوى: الطلاق والفقر والعشوائيات.. أسباب الانحراف فى الشارع
رانيا: أُطالب بتوقيع أقصى عقوبة على متحرش المعادى

◄حماد: عدم الاهتمام بصحافة وإعلام الطفل يخلق جيلًا مشوهًا نفسيًا


كشفت واقعة التحرش بطفلة المعادي عن حجم المشكلة التي تواجه الكثير من أطفال الشوارع الذين يتم استغلالهم في التسول، ويتعرضون للتحرش، مما يُهدد حياتهم وسلامتهم وأمنهم.


 طفلة المعادى بائعة المناديل


انتفض المجتمع المدنى علي إثر هذه الواقعة التي هزت كيان وضمير المجتمع.. ونحن في صفحة منظمات المجتمع المدني تتبعنا أسباب المشكلة لتشخيصها وتحديد العلاج لها عبر أطراف المجتمع، والذين خرجوا بمبادرات تتجمع في مجملها لمواجهة هذه الظاهرة الشاذة الدخيلة علي المجتمع المصري، من خلال تنفيذ وتطبيق قانون الطفل، الذي يُؤكد في كل مواده على حماية الطفل وتوفير حياة كريمة له.


وقال الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات و المؤسسات الأهلية، وعضو مجلس النواب، أن المجتمع المدنى شريك أساسي فى أي مبادرة تهدف لحماية الأطفال وإنهاء ظاهرة التحرش.. وتابع: الفقر والطلاق والعشوائيات أسباب لزيادة عدد قضايا الانحراف الأخلاقى في مقدمتها التحرش.. ولا بد من مواجهة هذه الأسباب بطريقة تشخيص المرض تشخيصًا صحيحًا لإنهاء هذه الظاهرة.. لافتًا إلي أن مبادرة «أطفال بلا مأوى» تُسهم بشكل كبير في حماية الأطفال الذين كفل لهم الدستور حياة كريمة بنص المادة (80)، وتمثل التزامًا من الدولة لتوفير حياة كريمة للطفل الصحيح، وكذلك الأطفال لذوي الإعاقة. 


منوهًا بأن مشكلة عمالة الأطفال واستغلالهم ظاهرة تزامنت مع الزيادة السكانية، خاصة بين الأسر الفقيرة، مما أدى إلى استعانة الأسر بأطفالهم لتأمين الاحتياجات اليومية، وتشغيلهم مما يُؤدي إلي تعرض حياة الأطفال للخطر. 
وقال رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية: لدينا تشريعات تُوفر الحماية للطفل والمجلس القومى للأمومة والطفولة المعني بشؤون الأطفال، وأضاف: لكن المشكلة تكمن في تطبيق نصوص القوانين لتوفير الحماية للأطفال.. مطالباً بتوعية المجتمع بالاهتمام بالأطفال وحمايتهم وتوفير حياة كريمة لهم.


وطالبت الدكتورة رانيا يحيى، عضو المجلس القومي للمرأة، بتوقيع أقصي العقوبة على المتحرش بطفلة المعادى.. مؤكدةً أن ظاهرة التسوُّل في الشوارع والميادين تُعرض حياة الكبار والصغار للخطر وتعرضهم للتحرش.. وأضافت: الاهتمام بالاستمرار في تفعيل المبادرة الرئاسية «أطفال بلا مأوى» يحد من تفشي هذه الظاهرة الشاذة.


وأكدت عضو المجلس القومي للمرأة أن قانوني العقوبات والطفل يكفلان حماية الطفل.. مشددةً على ضرورة تنفيذ النصوص بكل حزمٍ على كل منْ يتعدى على الأطفال وسلبهم حقهم في حياة كريمة.. وقالت: توقيع أقصى العقوبة في جرائم الأطفال يمنع التعدى عليهم ويُوفر الأمن والأمان لهم وحمايتهم من كل الظواهر الشاذة التى في مقدمتها بالطبع التحرش.


وفى السياق ذاته طالبت سارة بيصر، مديرة مركز زيتونة لحقوق الطفل ودعم المرأة، بتغليظ عقوبة التحرُّش بالأطفال وأن يتحمل المجتمع مسؤوليته ويتصدى لكل الظواهر السلبية، التى في مقدمتها جريمة التحرُّش الجنسي بالأطفال، كما طالبت بتدشين حملات توعوية للمواطنين من خلال الوسائل المختلفة، سواء في المدرسة أو النادى، وغيرها من الأماكن التي يتواجد بها الطفل، مع تفعيل سياسة حماية الطفل، التي من أهم بنودها أخذ الإجراءات الوقائية اللازمة لحمايته من أي عتداءات، أو عوامل خطرٍ.
وأشارت إلى أهمية توعية الأطفال بخطورة التحرُّش الجنسي وسُبل التعامل معه، وذلك من خلال البرامج التربوية المُعدة لذلك.
مشددة علي  ضرورة إعداد منظومة كاملة لحماية الأطفال، تقوم الدولة على مُتابعة تنفيذها، وتفعيلها، تبدأ من رصد حالات الأطفال المُعرضة للخطر، سواء بسبب عملهم، أو لفقدانهم الرعاية الأسرية، أو لكونهم أطفالًا بلا مأوى، أو وجودهم في حالات تسول، أو غيرها من الحالات التي تنم عن كونهم عُرضة للخطر.


وأضافت مدير مركز الزيتونة لحقوق الطفل ودعم المرأة أن منظومة التدخل السريع من قِبل لجان حماية الطفل، يجب تفعيل دورها المُجتمعي، بجانب خط نجدة الطفل، بشكلٍ أكبر، وأكثر فَاعلية؛ حتى يَتم التصدي لجريمة التحرُّش بالأطفال، وتوفير الحماية المُجتمعية لهم.
كما كشف حماد الرمحي، مقرر لجنة التسويات بنقابة الصحفيين، أنه تقدم بمبادرة صحفية لمجلس نقابة الصحفيين  تهدف لحماية الأطفال، وتُركز على التوعية الثقافية والقانونية والوطنية أيضًا.. وقال: فور موافقة المجلس عليها سوف يتم الإعلان عنها لتتبناها القوى الوطنية والإعلامية داخل المجتمع، باعتبارها مبادرة وطنية.. وتابع: الأطفال هم المستقبل وبرعايتهم والحفاظ عليهم وتنميتهم نبني مستقبلاً واعدًا.. فعدم الاهتمام بصحافة وإعلام الطفل وبرامجه يؤدي لخلق جيل من الأطفال مشوَّه نفسيًا أو يتم تربيته علي الإعلام الأجنبي الذي يقوم على تغريب عقول الأطفال، حيث لا تتفق ثقافتهم مع ثقافة مجتمعاتنا العربية.. مشددًا علي أهمية تبني الهيئات الإعلامية والصحفية مشروعاً قوميًا للنشء والأطفال، وإنتاج برامج متخصصة؛ هدفها رعاية وحماية الأطفال من جهة، وتنمية الإبداع والوعي القومي لديهم لخلق جيل سوي قادرٍ علي قيادة المستقبل.


ومن جانبه كشف النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، عن تدشين مبادرة مجتمعية لمواجهة ظاهرة التحرُّش بالأطفال.. وقال طارق رضوان: التحرُّش بالأطفال ظاهرة شاذة ودخيلة علي المجتمع المصري، ولا بد أن تكون هناك آليات لمواجهتها لحماية الأطفال، وتوفير الأمن والسلامة لهم. موضحاً أن لجنة حقوق الإنسان تعد مبادرة مجتمعية بالتنسيق مع بعض الوزارات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني والجهات التنفيذية، ومناقشة سُبل التوعية المجتمعية، وتعديل القانون؛ لتغليظ العقوبة على المتحرُّش.
اقرأ أيضا: 

من يوقف قطعان الكلاب الضالة؟.. «النواب» يتحرك وسط اعتراضات «الرفق بالحيوان»