200 ميل سيرًا.. «غاندي» يحرر الهند بـ«الملح»

200 ميل سيرًا.. «غاندي» يحرر الهند بـ«الملح»
200 ميل سيرًا.. «غاندي» يحرر الهند بـ«الملح»

مع قبضة إنجليزية حديدية في قلب الهند، قدم المهاتما غاندي رسالة تحد قوية للمستعمر البريطاني بقيادته مسيرة لـ200 ميل, والتي نالت شهرة باسم مسيرة الملح إلى البحر؛ احتجاجا على احتكار البريطانيين للملح عام 1930.

 

كانت مسيرة الملح إحدى حملات اللا عنف احتجاجا على ضريبة الملح البريطانية في الهند البريطانية لتبدأ المسيرة إلى داندي في 12 مارس عام 1930. 

 

مثلت مسيرة الملح أكبر تحد لسلطة الاحتلال البريطاني منذ حركة عدم التعاون والتي استمرت منذ 1920 حتى 1922، وإعلان الاستقلال من جانب المؤتمر الوطني الهندي في 31 ديسمبر 1929.

 

قاد غاندي المسيرة إلى داندي من سبارماتى أشرام إلى داندي للمطالبة بإنتاج الملح دون دفع الضريبة، وعلى طول الطريق انضم إلى مسيرته العديد من الهنود. 

 

وعندما خالف غاندي قوانين الملح في داندي في 6 أبريل عام 1930، أثار ذلك على نطاق واسع حالة من العصيان المدني ضد قوانين الملح البريطانية من قبل الملايين من الهنود.

 

اقرأ أيضًا| زواج الدكتور شديد من صباح.. "ربنا قادر على كل شيء" 

 

وكانت من نتائج المسيرة اعتقال غاندي في 5 مايو 1930، قبل أيام من أحداث داراسانا؛ إذ كان لتلك الحملة تأثيراً كبيراً على تغيير العالم والموقف البريطاني نحو قضية استقلال الهند.

 

وخلال مسيرة الملح، تعرض مئات المحتجين سلميا للضرب على أيدي الشرطة البريطانية خلال أحداث داراسانا، التي  تم تغطيتها إعلاميا في جميع أنحاء العالم، كأكبر برهان على استخدام العصيان المدني كأسلوب لمحاربة الظلم الاجتماعي والسياسي.

 

ولد موهانداس كرمشاند غاندي المعروف باسم "مهاتما غاندي"  في بوربندر بولاية غوجارات الهندية من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، وقضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد.

 

سافر غاندي إلى بريطانيا عام 1882 لدراسة القانون، وعاش في الشهور الأولى من إقامته في لندن في حال من الضياع وعدم التوازن، والرغبة في أن يكون رجلاً إنجليزياً نبيلاً. 

 

غير أنه سرعان ما أدرك أنه لا سبيل أمامه سوى العمل الجاد، خاصةً أن وضعه المالي والاجتماعي لم يكونا يسمحان له باللهو وضياع الوقت، فعاد إلى تدينه والتزامه وسعيه إلى الحقيقة والأخلاق، فأخذ يتعلم القانون، ويعمل على تفسير النصوص بطريقة تناسب عقلية شعب.

 

أمسك جده لوالده منصب رئيس وزراء إمارة بوربندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة، وعلى ذكر والده تحدث غاندي عن اللحظة الاخيرة لوالده بحسب ما نشر في مجلة آخر ساعة عام 1950، فقال: «جاءت الليلة المرة .. وكنت خارج المدينة عندما بلغني أنباء سيئة عن والدي فرجعت مسرعا».

 

ويضيف: «كان أبي مريض جدا، فوثبت من فراشي وعندما وصلت إلى حجرته أدركت أنه فارق الدنيا كلها إلى الأبد، عندها ضربت كفا على كف وشعرت بالعار فلقدت تركت أبي في ليلة موته لاستريح بجوار زوجتي».  


 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم