ريتا هايوارت.. حين انفردت «أخبار اليوم» بأسرار ملكة إغراء هوليوود

ريتا هايوارت - أرشيفية
ريتا هايوارت - أرشيفية

ريتا هيوارث ممثلة أمريكية لمع نجمها في أربعينيات القرن العشرين، ولدت في عائلة فنية؛ بدأت حياتها الفنية كراقصة بملهى ليلي وانتقلت بعدها إلى السينما لتصبح نجمة هوليوود الأولى بعد ذلك.

 

اعتبرها النقاد رمز الإغراء الأول في هوليوود، وقد توفيت عن عمر يناهز 68 عاماً، وطوال عمرها الفني الذي امتد لأكثر من 37 عاماً قامت بالعديد من الأفلام وصلت لـ 61 فيلماً.

 

وفي الخامس من مارس عام 1947، اختصت النجمة الشهيرة الأستاذ محمد علي ناصف المحرر في جريدة أخبار اليوم بتصريحات خاصة جدا حول حياتها المهنية والشخصية، حيث يروي بنفسه:

 

دعاني رئيس المكتب الدولي لشركة كولومبيا السينمائية لتناول الغداء في مطعم بلنجسلي المشهور في هوليوود، وهو أقرب المطاعم الفخمة لاستديوهات هذه الشركة ولذلك يؤثره نجوم كولومبيا، ويؤمونه في فترة الغداء القصيرة.

 

وقبيل سفر ريتا هايوارت إلى أوروبا، كانت مشغولة بآخر أفلامها «سيدة من شينغهاي»، وعندما جلست ذلك اليوم إلى المائدة في بلنجسلي، أخذ مضيفي مستر ليفي يلفت نظري إلى النجوم والشخصيات بجوارنا وكان طبيعيا أن يبدأ بالإشارة إلى مائدة ريتا هايوارت.

 

سألني مستر ليفي: هل تريد التعرف إليها هنا؟ قلت له باسما: أنت تعرف سلفا جوابي على هذا السؤال.

 

اقرأ أيضًا| رسالة من مارلين مونرو للشعب المصري يحملها معلم بـ«السعيدية»

 

وكانت عيناه في اتجاه الممثلة الفاتنة التي لمحته وبدأته بالتحية، فوقف على الأثر واتجه نحوها معي، ثم قام بعملية التعريف البسيطة، وكانت ريتا تتناول قهوتها بعد أن فرغت من تناول غدائها في شهية استنتجتها بعد رؤية الأطباق أمامها فارغة نظيفة.


 

وكان أول سؤال ألقيته عليها: لقد كنت أقرأ قبل زيارتي هوليوود أن ممثلات السينما يتناولن الطعام وعلى رأس كل واحدة منهن طبيب أو رقيب يزن لها الأكل بالدرهم والجرام!

 

فضحكت ثم قالت معلقة: وهل كنت تصدق هذا؟ قلت لها: إن معظم الناس يصدقونه، ولو لم أكن صحفيا وناقدا لكان من المحتمل أن أكون من المصدقين، وسألتني بدورها إذا كان الجمهور المصري يحب الأفلام الأمريكية ويشهد الكثير منها، فقلت لها: إننا في مصر نشهد معظم الأفلام الأمريكية ونقبل علي الأخص على أفلام ريتا هايوارث.

 

ثم قلت لها إن فيلمها «جيلدا» - ولو أنه عرض أثناء وجودي في أمريكا- إلا أنني سمعت ثناء وإطراء كبيرين عليه، وأردت أن أنفذ إلى سؤال دقيق، فاستطردت: وبمناسبة الحديث عن جيلدا - فقد كتب إلي أحد أصدقائي المعجبين بك يسألني آخر الأنباء عن موقفك من أورسون ويلز، لأنه - أي صديقي - لا يريد أن يسبقه أحد إلى طلب يدك! فضحكت ريتا طويلا، ثم قالت لي في صراحة لم أكد أتوقعها: ما دمت ستكتب إلى صحف مصر وهي بعيدة عنا فإني أقول لك أنني وأورسون نفضل أن نكون صديقين.

 

 

وقد شعرت بشيء من الزهو عندما أتبعت ذلك بقولها أنني أول صحفي يسمع منها هذا التصريح، وقد تأيدت عندي هذه الفكرة واستصوبتها عندما قابلت بعد ذلك أورسون ويلز نفسه، ولمست أنه فنان عبقري مشغوف بل مشبع بعمله وفنه، وهو أكثر الشبه بجهاز أوتوماتيكي، لأن هذا وصف أكثر انطباقا علي رجل يكتب ويمثل ويخرج أفلاما من الدرجة الأولى، بعضها يعتبر حدثا في تاريخ السينما مثل المواطن كين ثم يشتغل في نفس الوقت في إخراج إذاعات مهمة ويجد بعد ذلك وقتا يخص به المسرح وليست هذه المقالة خاصة بأورسون ويلز فلنعد إلى ريتا هايوارت.

 

قلت لها: إن رأيي كناقد أن قصة "جيلدا" أتاحت لك أحسن دور وأحب أن أسمع رأيك في التمثيل والأدوار، فقالت: إنها تحب كذلك دورها في فيلم جيلدا لعدة أسباب، منها أن الفيلم في مجموعه ناجح، وأن دورها فيه مرسوم باتقان، وهي تفضل أن تمثل دورا قصيرا مليئا على دور كبير وفارغ، وضربت للأول مثلا دورها في فيلم "دماء ورمال".

 

فهي معجبة به وإن كان الدور الرئيسي في الفيلم أسند إلي لندا دارنل أمام تايرون باور، وسألتها إذا كان طلاقها سيتم من أورسون ويلز فهل تفكر في الزواج من رجل آخر؟، قالت: إنها لا تستطيع الإجابة علي هذا السؤال بالإيجاب أو السلب، وأنها الآن تحلم بالعيش في جو هادئ، وإن لم يكن في استطاعة أحد أن يضمن العيش دائما في جو هادئ وأن يتجنب دائما الأمطار والعواصف!

 

والأمطار والعواصف في تعبيرها تدل على الرجال والزواج، قلت: إنني قرأت بعض الأخبار عنك أن قصة كارمن تهيأ لك بعد عودتك من أوروبا.. قالت: إن هذه سياسة الاستديو وفي كثير من الأحايين يعرف قراء الصحف مساءل تخصنا قبل أن نعرفها نحن.

 

س: وما رأيك الخاص في قصة كارمن وشخصية كارمن؟

 

ج: إني معجبة بكلتيهما.

 

س: هل رأيت الفيلم الفرنسي الحديث عن كارمن الذي مثلته فيفيان رومانس؟

 

ج: لم أشهده بعد، ولكني سمعت ثناء عليه.

 

س: هل ترضين عن دورك في "سيدة من شنغهاي"؟

 

ج: نعم

 

 

وكان آخر سؤال وجهته إليها: إذا كان من مشاريعها أن تتعاون مستقبلا مع أورسون ويلز؟.. فقالت: ربما، وإن كنت أعتقد أن مثل هذا الاحتمال لن يكون قريبا، لأن كلا منا لديه ما يشغله لوقت غير قصير.

 

جدير بالذكر أن نجمة هوليوود ريتا هايورث ولدت في 17 أكتوبر 1918 في عائلة من الفنانين الأب ، إدواردو كانسينو - راقص فلامنكو ، ولد في مدينة إشبيلية الإسبانية والأم فولغا هايورث هي مغنية جوقة من عرض برودواي فلورنس سيغفيلد. 

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم