«من لمبات الجاز إلى الربط الكهربائي».. النواميس أول قرى الصعيد المُطورة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حل مشاكل المياه والكهرباء والصرف.. ولمبة الجاز اختفت للأبد
عابر الجارحى

النواميس هى إحدى القرى التابعة لمركز الواسطى شمال محافظة بنى سويف وعدد سكانها 13 ألف نسمة، ويتبعها عدد من العزب أشهرها عزبة الجبل وعزبة الطحاوية، وتشتهر قرية النواميس بصناعة الفريك وتجود في أرضها الزراعية زراعة الخضراوات عالية الإنتاج بدون مبيدات أو أسمدة آزوتية، وهى قرية مجاورة للمناطق الجبلية.


وظلت قرية النواميس والعزب التابعة لها تعانى الأمرين، من مشكلة المياه والكهرباء والصرف الصحى وعدم وجود مركز شباب أو مدرسة إبتدائية أو جمعية زراعية تقوم بالخدمات المطلوبة للفلاحين، فمبنى الجمعية القديمة كادت أن تسقط فوق رؤس الأهالى.


وكان سكان عزبة الجبل التابعة لقرية النواميس يعيشون على لمبات «الجاز» وهو ما سبب أمراض صدرية خاصة للأطفال، ومع عدم وجود خدمة صحية مع وحدة صحية رفعت شعار الإغلاق الدائم عانى الأهالي الآمرين، وما زاد الأمر سوءٍ أن مياه الشرب كانت دائمة الانقطاع وإذا جاءت تكون ضعيفة جداً ولوقت قصير لا يتعدى عدة ساعات مما يدفع المواطنين إلى تخزين المياه فى جراكن.


وكانت الوحدة الصحية بقرية النواميس مغلقة بصفة دائمة خلال ساعات العمل الرسمية ولا يوجد بها طبيب أو ممرضة.


أما مياه الرى خاصة خلال فترة الصيف حيث توجد ترعة الحاجر بطول 25 كيلو مترا من اللاهون حتى معصرة أبوصير والتى تروى 3700 فدان فهى جافة باستمرار مما يهدد هذه الأراضى بالبوار على الرغم من وجود «مغذى» للترعة بمدخل القرية على ترعة الجيزاوية ولكنه معطل دائماً، مما يعرض الزراعات للبوار وانخفاض عائد المحاصيل، لاسيما مع الاضطرار لاستخدام المياه الجوفية غير الصالحة للرى عن طريق الطلمبات الارتوازية المكلفة وعدم تطهير الترع مما يؤدى لوصول المياه إلى نهاية الترعة.


وكان أبناء القرية يذهبون إلى قرية أبوصير التى تبعد عن القرية أكثر من 7 كيلومترات حتى يدخلون المدرسة، وهو ما جعل الفتيات يعزفن عن التعليم خوفاً من الطرق الجبلية غير الآمنة، كما أن نفقة المواصلات جعلت الأهالى يمتنعون عن تعليم أولادهم.


وبسبب عدم وجود مكتب بريد لخدمة المواطنين، وعدم وجود موظف بالمعاش، كمندوب لصرف المعاشات بالقرية للتخفيف عن كبار السن الذين كانوا يضطرون إلى التوجة إلى قرية أبوصير على بعد 7 كيلومترات مما يسبب لهم معاناة فى الذهاب والعودة مرة ثانية إلى القرية لصعوبة المواصلات.


تم وضع القرية ضمن القرى الأكثر احتياجاً، وذلك لتوفير احتياجات البنية التحتية لها، وحل مشاكل مواطنيها، وتحديد احتياجات المشروعات المطلوبة لتنمية هذه القرية، للارتقاء بها لتكون قرى نموذجية، وتزويدها بالمرافق والخدمات من وحدة صحية ومركز شباب ومدارس ومكتب بريد ومحطة صرف وجمعية زراعية.


تم البدء فى تطوير الوحدة الصحية، وقد تم إخلاء مبنى الجمعية الزراعية والمكاتب الإدارية، وقامت الوحدة المحلية بهدم المبنى ورفع الأنقاض وبدأت عملية حفر الأساس لإنشاء مبنى الجمعية الزراعية، لتصبح اليوم القرية بها جمعية زراعية على أحدث طراز فنى وخدمى، لخدمة جميع الفلاحين فى القرية وتوابعها، كما بدأ العمل فى مدرسة ابن سيناء الابتدائية بالقرية، وتم تسليم الأرض، وبدأت عملية الحفر والبناء، حيث تم إنشاء مدرسة ابن سينا الابتدائية الجديدة بتكلفة اجمالية أربعة ملايين ونصف.


ومشكلة الكهرباء فقد تم ربط قرية النواميس بمحطة محولات كهرباء ناصر لتدعيم الإنارة ورفع المعاناة عن المواطنين من انخفاض الجهد الكهربائى، وكثرة انقطاع الكهرباء، وحتى يتم توصيل التيار الكهربائى للمنازل المحرومة منه، خاصة فى عزبة الجبل وعزبة الطحاوية بالنواميس، كما تم تطوير مشروع الصرف الصحى فقد تم ربط قرية النواميس بمحطة صرف أبوصير الملق.


وقال ماهر توفيق، أحد سكان القرية: "عشان يتعالج كان يمشى 7 كم حتى يصل لأقرب وحدة وهى وحدة معصرة أبوصير الصحية، وتقدمنا بشكوى لطوب الأرض عشان الوحدة الصحية، ولم يستجب لنا أحد، ولكن اليوم أصبح لدينا وحدة صحية مطورة".


وأضاف أحمد رضوان،:" لم أكن أتوقع أن يكون لدى قريتنا مركز شباب مطور ومبنى إدارى وملعب بالنجيل، شكراً يا ريس على إحساسك بالغلابة والشباب المظلوم، «هنمسك خيوط الشمس بدخولنا المبادرة».


وأضاف محمد سيد، اشتكينا كثيراً ولكن كان يوم الحكومة بسنة، ولم تتحرك الحكومة لتحل لنا مشاكل المياه الجوفية ومشاكل مياه الصرف، وكنا ننتظر أن تقع كارثة، فصخرية التربة على عمق لا يتعدى 4 أمتار ما يتسبب في طفح مياه الصرف بشكل مستمر، ولكن فور إصدار قرار الرئيس السيسى بتطوير القرية، كانت النجاة من ربنا، وتم ربط القرية بمحطة الصرف بقرية بأبوصير وتم توسعة هذه المحطة لإتمام مشروع الصرف بقرية النواميس.


اقرأ أيضا| سوهاج فى ٢٤ ساعة | المحافظ يتفقد كوبري الثقافة وشارع مصر الأبرز