الموت في الأسمنت أو الثلاجة.. رحلة الهجرة غير الشرعية من المنيا لليبيا

 رحلة الهجرة غير الشرعية من المنيا لليبيا
رحلة الهجرة غير الشرعية من المنيا لليبيا

◄ «بوابة أخبار اليوم» تفتح ملف الهجرة إلى أرض النار «ليبيا سابقا»
◄ «التعلب» أشهر السماسرة
◄25  الف جنيه تسعيرة السفر.. والمهربون يرفعون شعار «لتفوت لتموت»

المنيا ــ ماهر مندي

«نؤكد مرارًا على الخطورة البالغة لتوجه المصريين إلى ليبيا في الوقت الحالي لأن معظم المناطق في ليبيا تخضع لعمليات عسكرية وبالتالي فإنهم يعرضون حياتهم للخطر» .. هذا مضمون ما صرح به المستشار «أحمد أبوزيد»  المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في 23 أغسطس لعام 2016 خلال لقائه مع المحررين الدبلوماسيين.


حلم الثراء يدفع كثير من شباب الصعيد لقطع رحلة الموت عبر رمال الصحراء الغربية، للحصول على فرصة عمل في ليبيا ، وعلى الرغم من تلك التحذيرات إلا أن محافظة المنيا مازالت تعتلي صدارة المركز الأول في تصدير العمالة لدولة ليبيا.

 

هنا يقع مواطنو المنيا بين مطرقة سوء الأحوال الاقتصادية والاجتماعية ورغبة الذهاب إلى أرض «الدم والنار» ليبيا سابقا.. تستعرض «بوابة أخبار اليوم» خلال هذا التحقيق حكايات وروايات من قلب أبناء عروس الصعيد خاضوا مخاطر السفر إلى ليبيا عن طريق الهجرة الغير شرعية. 


لم نستطيع أن نتناسى الحادث المأساوي الإرهابي في الخامس عشر من شهر فبراير لعام 2015 الذي راح ضحيته 21 قبطيا من أبناء المحافظة على يد التنظيم الإرهابي داعش، ذلك الحادث الذي لم يردع أبناء  المحافظة عامة ومركز سمالوط وبني مزار خاصة من الذهاب إلى جحيم ليبيا. 

 

 

«التعلب».. وبئس المصير 
«التعلب» هو الاسم الذي اشتهر به سماسرة السفر إلى ليبيا عن طريق الهجرة الغير شرعية، أو كما يطلقون عليها أبناء المنيا «السفر سلكاوي».. هذا ما قالة «أ.ع»، أحد شباب إحدى قرى المحافظة والذي رفض ذكر اسمه حفاظاً على حياته من شر السماسرة.

 

وأضاف: «يقوم بالاتفاق مع الشباب للسفر إلى دولة ليبيا بأكثر من طريقة منهم من يسافر داخل سيارات الأسمنت ومنهم من ينام أسفل مقاعد السيارات النقل ومنهم من يوضع داخل سيارات المثلجات المجمدة وفي النهاية الكل يغادر البلاد . 

 

«لم أكن أنتوي السفر إلى ليبيا سابقا، فما كنت أحلم به هو توفير حياة كريمة لي ولأسرتي، الظروف التي كنت أمر بها هي التي أجبرتني على أنني أتفق مع التعلب لعبور الأراضي الليبية بطريقة غير شرعية».. هذا ما حدث به «ي . د» خلال لقائه مع «بوابة أخبار اليوم».

 

واستكمل حديثه قائلا: «تم الاتفاق معه على مبلغ 20 ألف جنيهًا من أجل أن أسافر إلى دولة ليبيا للعمل من أجل توفير لقمة عيش له ولأسرته»، موضحٌا أنه تم الاتفاق معه على التجمع في مكان واحد لجميع الرحلة وقبل أن نغادر المنزل يقوم بجمع المبالغ المالية المتفقق عليها ويضعها في منزلة حتي يتأكد من الوصول ويقوم بدفع جزء منها لسايق السيارة .

«نقاط التفتيش»
وأضاف «ي.د»، أن عدد الشباب في الرحلة لا يتجاوز الـ 6 أشخاص مضيفًا أن التعلب قام بالتنبيه على الجميع بعد أخذ أي متعلقات شخصية أو ملابس معه حتى لا يكشف أمرهم أثناء عبور السيارة من نقاط التفتيش .

 

«مقهى سيدي براني» 
وبعدها يقوم التعلب بالاتصال مع سائق السيارة والاتفاق معه على الموعد المحدد داخل محافظة مطروح أو على كافيتريا سيدي براني وبعدها يتم التنبيه على الشباب بعد التدخين أو التحدث داخل السيارة حتى يصل إلى الأراضي الليبية بسلام وهناك امر غريب يقوم التعلب بالاتفاق مع الشباب بالاتصال به وهو يقوم بعدها بالاتصال بسائق السيارة إذا حدث أي شيء أثناء السفر .

 

«التسعيرة غير موحدة»
وتختلف تسعيرة السفر من رحلة إلى أخرى على حسب الراحة التي تقدم للشباب حتي وصل تكلفة السفر إلى 25 ألف جنيه داخل سيارات المثلجات بعد أن تم اكتشاف السفر من خلال سيارات الأسمنت وذلك يعد السبب الرئيسي في ارتفاع تكلفة السفر .

 

أقرأ أيضا|

 

20 كيلو سيرا على الأقدام 
وذكر أحد الشباب أن السفر من خلال الهجرة الغير شرعية منذ 3 سنوات كانت متعبة جدا مؤكد أن الشاب كانت يمشي قرابة الــ20 كيلو بعد أن يتم تسليمنا إلى إحدى القبائل الصحراوية، عن طريق السمسار الذي رفع شعار لتفوت لتموت ونسلك طريق الجبل حتي نصل إلي الحدود الليبية وبعدها نسلم لمجموعات مسلحة تقوم بتوصيل كل فرد إلي ماكنه مقابل ألف دينار.

 

وقال أحد الشباب أثناء السفر عن طريق الهجرة الغير شرعية وأثناء الجلوس علي احد المقاهي قامت دورية أمنية  بتفتيش الجميع ومعرفة أسباب الانتظار وبعد عرض الكثير من الأسئلة لم نتمكن من الجواب أو تقديم إي أعذار .

 

وأضاف خلال دقائق وبعد أن وجه الضابط بالعديد من الأسئلة لمعرفة سبب الذهاب إلى دولة ليبيا ألقى القبض علينا، وبعد التحقيقات من قبل النيابة العامة وعمل التحريات من قبل ضباط مباحث قسم شرطة مطروح تم الإفراج عنا من سرايا النيابية ومنذ أن تم القبض علينا حتى وصلنا منازلنا اغرق كل ذلك 8 أيام.