فى اليوم الدولى لإحياء ذكرى شهداء الشرطة

رجال «الداخلية المصرية» تضحيات لا تنتهى

الشرطة تشارك أبناء الشهداء فى مختلف المناسبات
الشرطة تشارك أبناء الشهداء فى مختلف المناسبات

خصصت الشرطة الجنائية الدولية (الإنتربول) يوم 7 مارس من كل عام ليكون يوماً دولياً لإحياء ذكرى شهداء الواجب من أفراد الشرطة، واحتفلت به لأول مرة عام 2019، وذلك بصفة الإنتربول أكبر منظمة للشرطة فى العالم، وبالنيابة عن أجهزة إنفاذ القانون الدولية فى بلدانه الـ 194 الأعضاء، حدد هذا اليوم الدولى ليتيح للبلدان فى العالم التوقف لتكريم أفراد الشرطة الذين سقطوا أثناء أداء الواجب وإحياء ذكراهم... "آخرساعة" تلقى الضوء على تضحيات أفراد الشرطة المصرية وتبرز الاهتمام الكبير من قبل الداخلية المصرية برعاية أسر الشهداء تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية.

فى مارس 2018 أزاح الإنتربول الستار عن نُصب تذكارى أقيم تخليداً لخدمات وتضحيات أفراد الشرطة الذين سقطوا شهداء للواجب فى بلدان المنظمة الـ 194 الأعضاء، وهذا النصب التذكارى عبارة عن لوحتين تذكاريتين حجريتين: واحدة فى الأمانة العامة للإنتربول فى ليون (فرنسا)، والأخرى فى مجمّع الإنتربول العالمى للابتكار فى سنغافورة، وأقيم احتفالان منفصلان لإزاحة الستار عن اللوحتين تخليداً لذكرى الرجال والنساء الذين سقطوا شهداء، وفى 7 مارس 2019، أقام الإنتربول رسمياً ولأول مرة اليوم الدولى لإحياء ذكرى شهداء الواجب من أفراد الشرطة، وخصص اليوم ذاته بنفس التاريخ يوماً يتم سنوياً إحياء ذكرى شهداء الشرطة فيه، تكريماً لتضحياتهم لحماية أوطانهم.
وفى هذا اليوم، تحدث رئيس الإنتربول "مينج هونجوي" فى احتفال الأمانة العامة فقال: "يواجه أفراد الشرطة أخطاراً بالغة الشدة فى حفاظهم على الأمن والنظام وسيادة القانون فى العالم، وبعضهم يلقى مصرعه كل يوم، فى مختلف أنحاء العالم، فى خدمة وحماية مواطنيهم وبلدانهم، والإنتربول، بصفته أكبر منظمة للشرطة فى العالم، يتحمل مسئولية تكريمهم بشكل دائم على تضحيتهم. إنهم جميعا أبطال".

كما قال الأمين العام للإنتربول "يورجن شتوك" فى الاحتفال وقتها عند إزاحة الستار عن اللوحة فى المجمّع العالمى فى سنغافورة: "إن حماية المجتمعات من الجريمة قوة توحدنا عبر الحدود واللغات والثقافات، ويدفع الآلاف من أفراد الشرطة ثمنها غاليا كل سنة بين قتيل وجريح، ودفاع زملائنا من أفراد الشرطة عن مجتمعاتنا ومعرفتهم بأن مآثرهم ستتحدث بها الأجيال المقبلة يشكلان مكافأة لهم. والنصب التذكارى ينقل رسالة إيجابية تمثل الشجاعة فى وجه الخطر والأمل إزاء المعاناة، إن نصب الإنتربول التذكارى سيوفر لأفراد الشرطة فى العالم مكاناً يكرمون فيه مَن سقط من زملائهم على تضحيتهم ويُحيون ذكراهم".

ويشير مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى اللواء رأفت الشرقاوى إلى أن الشرطة تشارك القوات المسلحة فى حماية الجبهة المصرية من كافة محاولات النيل من كرامة وتراب هذا الوطن وتعد مؤسسة وطنية عريقة من الشعب وللشعب ورجالها أبناء كل المصريين وفى خدمتهم ولهم سجل مشرف فى كافة العصور وفى كل وقت وقد قدموا من بينهم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وهم يتصدون لقوى الإرهاب والشر والتطرف دفاعاً عن أمن واستقرار البلاد، وهى مازالت تقدم التضحيات كل يوم وتضرب أروع الأمثلة فى الدفاع عن الوطن بعزيمة لا تلين أو تنكسر و يبذل رجالها الغالى والنفيس من أجل مصر وشعبها العظيم، فتحية إلى أرواح كل شهداء الوطن من القوات المسلحة والشرطة وكذلك جيش مصر الأبيض الذين يقدمون أرواحهم لإعلاء هذا الوطن وحماية شعبه.

ويوضح مساعد وزير الداخلية مدير الإدارة العامة للحماية المدنية الأسبق اللواء محمد صقر، أنه فى الثامن عشر من شهر ديسمبر عام 1990، اعتمدت الجمعية العامة للمنظمة الدولية للحماية المدنية يوم الأول من مارس من كل عام كيوم عالمى للحماية المدنية تقديراً وعرفاناً لجهود رجال الحماية المدنية على مستوى العالم، وبالتزامن مع هذا اليوم، نتذكر فى عام 1968 حينما قام الإسرائيليون بقصف خزانات الوقود بالزيتية بمدينة السويس وقام أبطال الإطفاء بمكافحة الحريق حتى أوشكت الخزانات على الانفجار مهددة حياتهم إلا أنهم جميعا رفضوا الانسحاب من المعركة وأبت كرامتهم أن يتركوا مواقعهم حتى يرسلوا رسالة إلى العدو بأن مصر غالية حتى لو كانت أرواحهم الثمن وقد حقق الله أمنيتهم فانفجرت الخزانات وسال الوقود لتلتصق أجسامهم بتراب مصر الغالى ضاربين أعلى مثال للوطنية.

وأضاف اللواء صقر: ولاتقل وطنيتهم عن ثلاثة عشر ضابط وفردا ومجندا دفنوا تحت الأنقاض أثناء مكافحة حريق بمصنع زيتون للمنسوجات بالإسكندرية ومن بينهم مدير الحماية المدنية اللواء الشهيد محمد رجائى ونائبه ليتحول البلاغ من حريق لإنقاذ فيتقدم زملاؤهم لاستخراج جثامينهم من تحت الأنقاض ودموعهم تسيل فى موقف لا ينساه أبطال الحماية المدنية، ولا تقل تضحيات رجال المفرقعات عن رجال الإطفاء فقد استشهد منهم الكثيرون أثناء التعامل مع العبوات الناسفة التى زرعها الإرهابيون سواء فى سيناء أو باقى المحافظات.

ويتذكر مساعد وزير الداخلية الأسبق مواقف حقيقية عاشها خلال فترة عمله قائلاً "ولا ننسى المصابين الذين قدموا أجزاءً غالية من أجسامهم للوطن وتحضرنى واقعة لا تفارق ذاكرتى حينما بُلغت بحدوث انفجار فى شمال سيناء أسفر عن إصابة ضابط وأمين شرطة ومجند وعند زيارتى لهم بالمركز الطبى العالمى أبهرونى بروحهم المعنوية العالية وعدم تفكيرهم فيما فقدوا لكن طالبوا بالثأر واستكمال المسيرة.

يؤكد مساعد أول وزير الداخلية رئيس قطاع الإعلام والعلاقات الأسبق اللواء أبوبكر عبدالكريم، أنه تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية برعاية أسر الشهداء فإن وزير الداخلية اللواء محمود توفيق يقدم كل الدعم لأسر الشهداء ويتابع كل أمورهم بنفسه، وهناك العديد من اللفتات الإنسانية التى قدمها ومازال يقدمها لهم ولا يريد الإعلان عنها.
وتابع اللواء عبدالكريم: كما توجد بالوزارة إدارة عامة للعلاقات الإنسانية تضم إدارات وأقساما مختلفة منها ما هو مخصص لرعاية أسر شهداء الشرطة، وكل العاملين فيها من ضباط وأفراد وعاملين مدنيين يسخرون كل جهودهم لخدمة أسر الشهداء، وهناك تكليفات من وزير الداخلية اللواء محمود توفيق بأن يشارك العاملون فى هذه الإدارة أسر الشهداء فى كافة المناسبات الاجتماعية، كما يصطحبون أبناء الشهداء إلى المدارس والجامعات وينظمون لهم احتفالات ترفيهية.... إلخ، وكل ذلك يؤكد على الاهتمام والدعم الكبير المقدم لهم من الوزارة.