أعاصير الفضاء.. وسر الشفق القطبي اللامع في مارس

أعاصير الفضاء
أعاصير الفضاء

بالكاد مر أسبوع من شهر مارس، وهناك تقارير تتحدث عن حدوث شفق قطبي لامع، وقذف إكليلي، و"إعصار فضائي" مزعوم.

ومن الصعب التنبؤ بـ طقس الفضاء، لكن العلماء يعرفون أن فصل الربيع على الأرض يتزامن مع زيادة النشاط الشمسي - ويمكن أن يؤثر على حياتنا اليومية، فلماذا يشهد شهر مارس يشهد مثل هذه الظروف الجوية الفضائية؟

ويعزي خبراء الطقس الفضائي، ذلك إلى كيفية تسبب نجمنا المضيف (الشمس) في حدوث عواصف مغناطيسية أرضية، لها تداعيات على الحياة هنا على الأرض.

فبحسب العلماء، تغذي الشمس وجودنا ذاته على الأرض، لكن سلوكها كنجم يمكن أن يكون مدمرًا أيضًا، كما ترسل بشكل دوري مشاعل من البلازما الساخنة إلى الفضاء، ويمكن للأرض أن تعترض طريقها، وهذه التوهجات هي السبب وراء العديد من أحداث طقس الفضاء.

والشمس نجم نشط، تحطمها ظواهر مثل القذف الكتلي الإكليلي، والرياح الشمسية عالية السرعة، والتوهجات الشمسية.

وتظهر التوهجات الشمسية كمناطق ساطعة على الشمس تسبب وميضًا مفاجئًا - يشبه انفجارا شديدا للإشعاع، مرتبط بالطاقة المغناطيسية المرتبطة بالبقع الشمسية.

ويُعد القذف الكتلي الإكليلي عبارة عن ثورات بركانية عالية الطاقة من الشمس، والمصدر الرئيسي لأحداث طقس الفضاء الكبرى، وهي تتكون من فقاعات عملاقة من الغاز ومجال مغناطيسي تنطلق من الشمس.

وتحتوي المقذوفات على ما يصل إلى مليار طن من الجسيمات المشحونة، وتنتقل بسرعات عالية يمكن أن تصل إلى عدة ملايين من الأميال في الساعة، كما تطلق الشمس بشكل دوري هذه البلازما الساخنة المغلية، فتقذف المواد المتأينة والإشعاع إلى الفضاء الخارجي - وفي بعض الأحيان تعترض الكواكب الطريق.

ويدرس كاري بلاك، مديرة البرنامج في مؤسسة العلوم الوطنية، طرق التنبؤ بالنشاط الشمسي.

ويقول بلاك: "في كل مرة تتعرض فيها الشمس لهذه الانفجارات الكبيرة ، فإنها تقذف المجالات والجسيمات الكهرومغناطيسية".

ويضيف: "يمكن أن تتسبب هذه المقذوفات في حدوث عواصف مغناطيسية في الغلاف الجوي العلوي للأرض، مما قد يؤثر على شبكات الطاقة، والأقمار الصناعية والمركبات الفضائية التي تدور حول الأرض، وحنى ورواد الفضاء".

ويشرح روبرت ستينبرج، القائم بأعمال رئيس مكتب التنبؤات الجوية للفضاء في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكي، كيف تصل انفجارات بلازما الشمس إلى الأرض.

ويقول: "هناك أماكن على الشمس تكون فيها خطوط المجال المغناطيسي مفتوحة، ما يسمح للرياح عالية السرعة بالهروب إلى الغلاف الجوي للشمس".

ويتابع: "مع دوران الشمس، كل 27 يومًا تقريبًا في المتوسط، يمكن أن تؤثر هذه الثقوب الإكليليّة عندما تأتي مع تيار الرياح عالي السرعة على الأرض، وعندما تصل هذه الرياح الشمسية إلى الأرض، يمكنها اختراق طبقة الغلاف الجوي الواقية للأرض، والمعروفة باسم الغلاف المغناطيسي، وتعيث فسادًا في معداتنا الكهربائية وشبكات الطاقة".

ويضيف: "هناك طرقًا أخرى يمكن أن تغير بها الرياح الشمسية وتيرة الحياة على الأرض - على الرغم من أنك ربما لم تدرك أنه طقس فضائي".

ويتابع بلاك: "تراقب شركات الطيران أحوال القطبين، لأن العواصف المغناطيسية تشكل خطورة على الناس للطيران إليها كثيرًا، لذلك إذا كانت هناك عاصفة كبيرة قادمة، فسوف يعيدون توجيه جميع الرحلات."

وترجع مواسم الأرض المتغيرة إلى ميل محور كوكبنا، حيث تميل الأرض بعيدًا عن الشمس خلال فصل الشتاء ونحو الشمس خلال فصل الصيف، ويميل محور الأرض بمقدار 23.5 درجة، ولكن خلال الاعتدالات "بداية فصلي الربيع والخريف" تكون الأرض متعامدة مع الشمس، وخلال الاعتدال الربيعي، الذي يصادف يوم 20 مارس، تكون الأرض شبه منتصبة نحو الشمس في تلك اللحظة.

اقرأ أيضا: حصاد 2019| «هيئة الأرصاد» تتحدى «ناسا» .. و«حمادة» يكسب