دعاء واسراء.. رحلة تحدٍ لمحو الأمية التكنولوجية بالصعيد

دعاء واسراء
دعاء واسراء

الفتاة الصعيدية أثبتت للجميع أنها قادرة على الابداع فى مختلف المجالات، وأن تحقيق أكبر الأهداف لا يتوقف على جنس أو ثقافة أو بيئة معينة، ليس هذا وحسب بل وصل الأمر إلى العالمية عندما حصد بعض فتيات الصعيد جوائز عالمية فى مسابقات متعددة ومثلن مصر فى مختلف دول العالم، لتتحطم الأقاويل التى روجت لها الكثير من الأعمال الدرامية القديمة التى أظهرت المرأة الصعيدية فى صورة ربة منزل مطيعة لزوجها فقط ومربية فاضلة لأبنائها، إلا أن الأمر انعكس فى الوقت الحالي، وخرج من محافظات الصعيد بنات تمتلئ دواخلهن بطاقة حلم وتحد لتحقيق المستحيل متسلحات بدورع ضد الاحباط والهزيمة بمختلف أشكالها، وأكبر دليل على ذلك كليات القمة فى مختلف الجامعات المصرية أصبحت ممتلئة ببنات الصعيد اللاتى تركن بلادهن وأهاليهن فى طلب العلم وجعل آبائهن يفتخرون بهن فى كل مكان تطأه اقدامهم، وكأنهم يملكون 100 رجل وليس فتاة.. فى هذا الملف نرصد بعض فتيات الصعيد اللاتى نجحن فى اثبات أنفسهن وذاتهن بمواهبهن وتفوقهن فى العلم والدراسة فى جميع المجالات.

يحفزان مجتمعهما على العلم والتطور والرقى ومحو الأمية التكنولوجية التى تعانى منها قرى الصعيد، فهن الشقيقتان التوأم دعاء واسراء فضل، واللتين كانت رحلتهما طويلة ومليئة بالتحديات، فبعد الانتهاء من المرحلة الاعدادية وبسبب بعض الظروف، التحقتا بالمدرسة الفنية بدلا من المدرسة الثانوية، ثم قررتا الاستمرار فى تلقى العلم، والتحقتا بالمعهد الفنى الصناعي، ثم كلية تربية نوعية، وكان القسم الوحيد المتاح لطلاب المعاهد هو قسم تكنولوجيا التعليم، ومن هنا كانت المشكلة، فهما لم يكن لديهما أى معرفة باستخدام الحاسب، ولكن بعد جهد حصلتا على بكالوريوس تكنولوجيا التعليم عام 2019 بتقدير عام امتياز مع مرتبة الشرف.
وقام التوأم بتنفيذ مبادرة فى قرى الصعيد لمحو الأمية التكنولوجية ولإيمانهما أن من حق أطفال القرى أن يكون لديهم الوعى الكافى باستخدام وتعلم مهارات الحاسب، فكان هذا الدافع الذى حفزهما لإطلاق المبادرة، وأن يصبح الهدف نشر ثقافة استثمار التكنولوجيا فى تعليم الناشئين ومحو الأمية التكنولوجية لدى طلاب المدارس، كما تهدف المبادرة إلى تعليم الناشئين وأيضا ريادة الأعمال.
وأوضحت الشقيقتان أن الإقبال على هذه المبادرة، كان ضعيفاً للغاية،وعند شرح المبادرة للطلاب رحبوا وفرحوا بالفكرة وذلك لعمل الفتاتين معهما بطرق مختلفة وفيه جزء ترفيهى حتى لا يجعلا الأطفال يشعرون بالملل،وكان يتم تشجيعهم وتحفيزهم بطرق مختلفة.