الصادرات الصينية تسجل أكبر نمو منذ عقود بعد وباء كورونا

صورة موضوعية
صورة موضوعية

كشفت أرقام رسمية اليوم الأحد 7 مارس، أن الصادرات الصينية سجلت في أول شهرين من العام الجاري أكبر نمو منذ أكثر من عقدين، مع ارتفاع كبير في الواردات أيضا ما يشير إلى انتعاش بعد تباطؤ النشاط بسبب تفشي فيروس كورونا.

وساهمت المنتجات الإلكترونية والنسيجية مثل الكمامات في ارتفاع حجم الصادرات مع زيادة الطلب على معدات العمل من المنزل وتلك المستخدمة للوقاية من كورونا.

وكشفت بيانات رسمية اليوم الأحد 7 مارس، أن الصادرات ارتفعت بنسبة 60,6 % على مدى عام في الفترة الممتدة من يناير إلى فبراير، متجاوزة توقعات المحللين، بعدما عززتها شحنات الصناعات الالكترونية والنسيجية، كما ارتفعت الواردات بنسبة 22,2 %.

اقرأ أيضاً: الصين تنشئ متحفا تفاعليا للباندا العملاقة

وتأتي هذه الأرقام الأخيرة الصادرة عن الجمارك بعد الانخفاض الذي سجل العام الماضي في الصادرات بنسبة 17 % وفي الواردات بنسبة 4 %.

وبذلت الصين جهودا كبيرة لاحتواء انتشار كوفيد-19 في وقت مبكر، مع ملازمة المستهلكين بيوتهم وعودة الشركات ببطء إلى العمل.

وأشارت إدارة الجمارك إلى أن المقارنة مع بيانات العام الماضي عززت على الأرجح الأرقام الأخيرة. وقالت في بيان إن "الأساس المنخفض هو أحد أسباب الزيادة خلال العام الجاري".

وكشفت الأرقام الرسمية الأحد أن صادرات المنتجات الالكترونية ارتفعت بنسبة 54,1 % بينما ارتفعت صادرات المنتجات النسيجية بما فيها الكمامات بنسبة 50,2 %.

وقالت إدارة الجمارك الصينية إن إجمالي الفائض التجاري للبلاد بلغ 103,3 مليار دولار.

في الوقت نفسه، تضاعف الفائض التجاري للبلاد مع الولايات المتحدة - نقطة خلاف رئيسية خلال الحرب التجارية التي انتهجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الفترة نفسها من العام الماضي ليصل إلى 51,3 مليار دولار.

وبدأت السلطات الصينية جمع بيانات التجارة خلال شهري يناير وفبراير معا العام الماضي بينما كانت تكافح تفشي فيروس كورونا.

ويتطابق ذلك مع طريقة كشف المؤشرات الأخرى لتخفيف تأثير عطلة رأس السنة القمرية الجديدة التي يمكن أن تقع في أحد الشهرين.

وقالت هيئة الجمارك الأحد إن بيانات التجارة الخارجية الصينية بقيت متينة على الرغم من أنها "في غير موسمها".

وارتفعت التجارة أيضا بسبب انتعاش الإنتاج والاستهلاك في الاقتصاديات الكبرى مثل أوروبا والولايات المتحدة وسط جائحة كوفيد-19 فضلاً عن تحسن الاستهلاك المحلي.

وأضافت إدارة الجمارك أنه على الرغم من انخفاض النشاط التجاري عادة خلال فترة السنة القمرية الجديدة عندما يعود العمال إلى مدنهم، فإن النداءات الرسمية لتجنب السفر هذا العام لمنع تفشي كوفيد-19 دعمت الإنتاج.

وأضافت أن "العديد من الشركات في مقاطعات التجارة الخارجية الرئيسية مثل جوانجدونج وشيجيانج حافظت على الإنتاج خلال السنة القمرية الجديدة، موضحة "مزيدا من انتعاش السوق".

وقامت بعض الشركات بتخزين بضائع مثل الدوائر المتكاملة والحديد الخام وواردات النفط الخام.

وقال راجيف بيسواس كبير الاقتصاديين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مجموعة "آي اتس اش ماركيت" إن "الطلب العالمي على الصناعات الإلكترونية ارتفع بقوة بسبب التحول العالمي إلى العمل عن بعد والتسوق عبر الإنترنت".

وأضاف أن هذا أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات الإلكترونية مثل أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف المحمولة والأجهزة القابلة للارتداء.

في الوقت نفسه، يعكس النمو القوي للواردات أيضا "عودة الإنفاق الاستهلاكي إلى طبيعته" في الصين، كما قال لفرانس برس، بعد ركود حاد بسبب الإغلاق.

وحذر محللون من أن الطفرة في الطلب على معدات الوقاية التي تدعم الصادرات الصينية قد تتلاشى مع تحسن الضوابط الوبائية على مستوى العالم، على الرغم من أن هذا قد لا يحدث في وقت قريب جدا.

وقالت بيتي وانغ كبيرة خبراء الاقتصاد الصيني في مركز "أيه إن زد للأبحاث" إنه "قد يكون الوباء غير بالفعل سلوك الناس، أعتقد أن هذا النوع من الطلب سيظل قائما لبعض الوقت".

لكن السلطات الصينية حذرت الأحد من أنه نظرا للشكوك العالمية "لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه نحو نمو ثابت في التجارة الخارجية".