تعرف علي «البروتوكولات الملكية» في مصر القديمة

صورة توضيحية
صورة توضيحية

 

تقول شروق السيد، باحثة في التاريخ المصري القديم: لقد خضعت حياة الملوك للعديد من المراسم والرسميات، وللأسف لم نحط بها إحاطة كاملة وتنحصر معرفتنا في بعض الإيماءات أو التلميحات، وبالنسبة لعصر الدولة القديمة تمت المقاربة ما بين البروتوكول الإلهي الخاص بمتون الأهرام، ونظيره الخاص بالملك في بلاطه الملكي، وعرفنا من خلاله أن الملك كان يعيش وسط حاشية من الأقرباء وكبار القوم والأصدقاء الأوفياء والخدم.

شاهد أيضاً: الرئيس السيسي يؤكد استمرار دعم مصر لحكومة وشعب السودان في كافة المجالات

وعند استيقاظه كان يعتبر وكأنه الشمس المشرقة بنورها، ويُصور وقد أحاطت به حريمه ويهرع خدمه إلي اصطحابه نحو مدخل حمامه، وبعد تناول إفطاره يتوجه إلي قاعة الاستشارات الملكية، ثم يعرض عليه كبار موظفيه تقاريرهم عن شئون المملكة، ثم بعد ذلك يعقد جلسة مع الوزير الذي يتلو عليه تقريراً عما يحدث في المملكة.

وبداية من الدولة الوسطي أو ربما قبلها كان يحق لكل مواطن أن يقدم للملك عريضة مكتوبة يتظلم فيها مما قد يقع عليه من إساءة، وكان المحققون يبعثون إلي أنحاء مصر لجمع الشكاوي والدعاوي ويقدمونها للملك من أجل أن يبت في أحقيتها وشرعيتها، ويظهر أنه في الدولة القديمة كانت مظاهر التوقير والتبجيل التي تضفي علي هذا الملك تبلغ درجة المغالاة، ففي حضرته يتحتم علي البشر أن يجثوا أرضاً، ولا شك أن الحظوة الكبري بالنسبة لأي من رجال حاشيته هي السماح له بتقبيل قدمي الملك.

كذلك فكان البروتوكول الملكي لا يسمح لأحد من رجال الحاشية بتوجيه حديثه إلي الملك مباشرة بل يلقي كلامه أمامه بأسلوب نظري بحت، وعند خروج الملك من قصره تلزم الضرورة حمله فوق محفته الملكية أو قد يستقل عربته الخاصة، وأمامها يتقدم اثنان من العدائين، وبجواره يسير أحد النبلاء ويحمل في يده مروحة صغيرة.

ولا شك أن الملك كان يحيط نفسه بأروع مظاهر الفخامة والأبهة عند تجليه أمام جموع شعبه، وهكذا الحال أيضاً عند استقباله لسفراء الدول الأجنبية أو عند ظهوره أمام الحشود الشعبية، ويبدو أن كل هذه المظاهر سرعان ما تتلاشي عندما يمارس الملك حياتة الخاصة، فنري الملك وهو يتنزه بين أيكات بحيرته الخاصة فوق مركب يقودها جمع من نساء حريمه الجميلات.

كما يشاهد وهو يرفه عن نفسه بالاستماع إلي المغنين والموسقيين ويتأمل الأقزام الوافدين من السودان، ولكن في الدولة الحديثة لم تكتف بمجرد سرد النصوص فصورت لنا النقوش البارزة والرسوم الملونة "أخناتون" جالساً مع زوجته "نفرتيتي" وقد انهمكت بناته في اللعب والمرح بجواره، أما "توت عنخ آمون" فمثل في أثناء رحلة صيد بصحبة زوجته التي بدت وهي تقدم له السهام وتشير له نحو الأهداف المحددة.