خبير آثار: مجموعة «السلطان برقوق» أول المنشآت الدينية فى عصر المماليك «الجراكسة»

أول المنشئات الدينية فى عصر المماليك «الجراكسة»
أول المنشئات الدينية فى عصر المماليك «الجراكسة»


أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن مجموعة السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق أول حكام مصر من المماليك الجراكسة والتى تقع بشارع المعز لدين الله الفاطمى هى أول منشأة دينية فى عصر الجراكسة وتضم مسجد ومدرسة وأنشئت عام 788هـ 1268م لتدريس المذاهب الأربعة وألحق بها قبة ضريحية وخانقاه وكان فى موقعها خان الزكاة وأشرف على البناء جهاركس الخليلى أمير اخور وقد ذكر اسمه على المدخل الرئيسي الذي يعلوه شريط كتابي بالخط الثلث المملوكي نصه: «بسم الله الرحمن الرحيم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم».


 أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة والخناقاه مولانا السلطان الملك الظاهر سيف الدنيا والدين أبو سعيد برقوق سلطان الإسلام والمسلمين نصرة الغزاة والمجاهدين حامي حوزة الدين ذخر الأيتام والمساكين كنز الطالبين صاحب الديار المصرية والبلاد الشامية عز نصره وذلك في مباشرة العبد الفقير إلى الله تعالى المقر السيفي الجركسي الخليلي أمير آخور الملك الظاهر أبو سعيد برقوق أدام الله أيامه بمحمد وآله يا رب العالمين وكان الفراغ في مستهل ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وسبعمائة أما مهندس العمارة فهو  شهاب الدين أحمد بن الطولوني وهو مهندس ابن مهندس من أسرة اشتغلت بتلك المهنة وقامت بأعمال معمارية بمصر والحجاز، وبلغ من إعجاب السلطان برقوق به أن صاهره في ابنته مما يدل على مكانته.
ويجاورها هذه المجموعة المعمارية عدة آثار إسلامية أخرى مثل المدرسة الكاملية وحمام السلطان إينال وفى الجانب الآخر مسجد ومدرسة الناصر محمد بن قلاوون.

اقرأ أيضا| قصة صورة | الإوز المصري المنقرض عالميا

 ويتابع الدكتور ريحان أن الواجهة الرئيسية المشرفة على الشارع مرتفعة وهى مبنية بالحجر، والباب الرئيسى مكسو بالرخام الملون بطريقة فنية اقتبست من مسجد أصلم السلحدار، ركب عليه مصراعان مصفحان بالنحاس المفرغ بنقوش دقيقة ومكفت بالفضة يؤدي الباب إلى دركاة مربعة غطيت بقبة صغيرة مثمنة الأضلاع ملبسة بالحجر الأحمر وبالضلع الشمالي للدركاة باب معقود يفضي إلى دهليز طويل منكسر مفروش بدوائر الرخام الملون.


ويضيف الدكتور ريحان أن تخطيط المدرسة من صحن وأربعة إيونات أكبرها إيوان القبلة المفروش والمؤزر جانباه بالرخام، يتصدر قسمه الأوسط المحراب الملبس بالرخام الأسود على شكل شرفات في أرضية بيضاء بها فصوص صدفية وفيروزية وحمراء تعد من أدق أعمال الرخام، وسقفه مستو يتوسطه سرة مخوصة ومحلى بنقوش مذهبة، وقد حاكاه فيما بعد الأشرف برسباي في سقف الإيوان الغربي بمدرسته بالأشرفية، وبطرف الإيوان دكة المبلغ من الرخام، كما يوجد به كرسي المصحف الذي طعمت جوانبه بحشوات من السن ملبسة في الخشب .


 ويشغل جزء من الضلع الشمالي والجنوبي إيوانان صغيران متماثلان يتقدم كل منهما عقد كبير مدبب سقفه مغطى بقبو حجري مدبب، والإيوان الغربي هو المقابل لإيوان القبلة ويتكون من مستطيل يتقدمه عقد كبير مدبب ومغطى بقبو مدبب من الحجر ويكتنفه بابان أحدهما يؤدي إلى دورة المياه والآخر إلى الخانقاه وهي عبارة عن أربع مجموعات من خلاوي الصوفية بنيت متوازية وتتكون كل مجموعة من أربعة طوابق، ولا زالت بقاياها موجودة وقد لبست أعتابها بمزررات رخامية. 


وبوسط الصحن فسقية عليها قبة أقيمت على ثمانية أعمدة وهي حديثة جددتها حفظ الآثار العربية لجنة و الطرف الشمالى ينتهى بمنارة مكونة من ثلاثة دورات ملبسة بالرخام في دورتها الثانية، ويتكون الطابق الأول من مثمن يقوم على قاعدة مربعة، ويتكون الطابق الثاني من مثمن يحيط به شرفة مثمنة، أما الطابق الثالث فيتكون من جوسق من ثمان أعمدة، ويتوج المنارة خوذة كمثرية الشكل تنتهي بهلال من النحاس. 


وينوه إلى أعمال الترميم القديمة بالمجموعة وشملت منبر خشبى أنشأه الظاهر جقمق كما أنشئت القبة الكبرى التى احتفظت بمقرنصاتها القديمة كما أنشئت قبة الفسقية بالصحن المكشوف وقد عثرت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1938م بالمكتبة الملحقة بالقبة على مائة وخمسون مشكاة زجاجية منقوشة بالمينا تم ترميمها ضمن مشروع تطوير القاهرة التاريخية وتحويل شارع المعز لدين الله إلى متحف مفتوح.


الجارديان تختار مسجد السلطان برقوق كأروع الأبنية في العالم :
وأخيراً تم اختيار ملحق السياحة والسفر بموقع جريدة الجارديان البريطانية، الزيارة الافتراضية الخاصة بمسجد ومدرسة السلطان برقوق بشارع المعز بالقاهرة التاريخية كأحد أفضل 10 زيارات افتراضية لأروع الأبنية في العالم.


ونشر الموقع صورة لمسجد ومدرسة السلطان برقوق من الداخل كما نشر الرابط الإلكتروني الخاص بالزيارة الإفتراضية، وأوصى قرائه بمشاهدة هذه الزيارة، كما كتب ملخص عن تاريخ المسجد والمدرسة ومكوناتها المعمارية والفنية.


جدير بالذكر أن وزارة السياحة والآثار كانت قد أطلقت هذه الزيارة الافتراضية ضمن عدة زيارات افتراضية أطلقتها بالتعاون مع شركائها من المعاهد والمؤسسات العلمية والأثرية لبعض المواقع الأثرية والمتاحف عبر الصفحات الرسمية للوزارة علي شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لإتاحة بعض المواقع الأثرية والمتاحف لشعوب العالم، للاستمتاع بمشاهدة الحضارة المصرية العريقة خلال فترة تواجدهم في المنازل ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا المستجد.