«ألم وصلاة ومصالحة».. رسائل البابا فرنسيس للعراقيين قبل زيارته التاريخية 

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

عشية رحلة تاريخية للعراق، وجه البابا فرنسيس اليوم الخميس 4 مارس، رسالة مؤثرة إلى العراقيين، أشار فيها إلى سنوات الحرب والإرهاب ودعا إلى المصالحة بين العراقيين.

وأكد البابا في رسالة مصورة موجهة إلى الشعب العراقي بثت عشية توجهه إلى العراق في زيارة تستمر ثلاثة أيام "أخيرا سوف أكون بينكم أتوق لمقابلتكم ورؤية وجوهكم وزيارة أرضكم مهد الحضارة العريق والمذهل".

 



وأضاف البابا " لقد كنت أرغب منذ فترة طويلة في لقاء هذا الشعب الذي عانى كثيرًا.. أسألكم أن ترافقوا هذه الزيارة بالصلاة لكي تتم بأفضل طريقة ممكنة وتحمل الثمار المرجوة".

وستكون الزيارة افتراضية بالنسبة إلى جزء كبير من العراقيين الذين سيضطرون للاكتفاء بمشاهدة البابا من خلال شاشاتهم مع فرض السلطات العراقية إغلاقا تاما من الجمعة إلى الاثنين بعد ارتفاع ملحوظ في عدد الإصابات بفيروس كورونا. وعند وصوله إلى بغداد الجمعة، سيستخدم البابا على الأرجح سيارة مصفحة في غالبية تنقلاته.

وأضاف البابا الذي تحمل زيارته شعار "السلام والاخوة"، "إني أوافيكم حاجا يسوقني السلام" من أجل "المغفرة والمصالحة بعد سنين الحرب والإرهاب".

وذكر البابا أيضا بشكل رمزي أرض إبراهيم قائلا "أسعى خلف الأخوة وتدفعني الرغبة في أن نصلي معا ونسير معا ومع الإخوة والأخوات من التقاليد الدينية الأخرى أيضا تحت راية أبينا إبراهيم الذي يجمع في عائلة واحدة المسلمين واليهود والمسيحيين".

واكتسبت هذه الدعوة إلى الأخوّة صدى خاصا خلال العام الماضي في خضم الأزمتين الصحية والاقتصادية الناجمتين عن جائحة كوفيد-19 والتي من شأنها أن تؤدي إلى عالم أفضل وفق تمنيات البابا.

وقال البابا الأرجنتيني خورخي بيرجوليو وقتها "في هذه الأوقات العصيبة من الوباء، دعونا نساعد بعضنا البعض لتعزيز الأخوّة وبناء مستقبل سلام معا".

إعادة إعمار

ومضى يقول في جزء مكرس خصوصا للمسيحيين الذين لا يزالون في العراق "لا تزال في أعينكم صور البيوت المدمرة والكنائس المدنسة وفي قلوبكم جراح فراق الأحبة وهجر البيوت"، مشدد "عسى أن يساعدنا الشهداء الكثيرون الذين عرفتم على المثابرة في قوة المحبة المتواضعة".

وتابع "أود أن أحمل لكم عناق الكنيسة بأسرها المفعم بالحنان، الكنيسة التي هي قريبة منكم ومن الشرق الأوسط المتألم، وأن أشجعكم على المضي قدما. لا نسمحنّ للمعاناة التي عشتموها والتي تؤلمني كثيرا بأن تنتصر".

في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كان المسيحيون يشكلون أقلية قوية في العراق تضم حوالى 1.5 مليون عراقي. أما اليوم، فأصبح عددهم يراوح بين 300 ألف و500 ألف وفقا لتقديرات صادرة عن جمعية "لوفر دوريان" الفرنسية.

ومنذ بداية حبريته قبل ثماني سنوات، وجه البابا فرنسيس رسائل إلى الشعبين العراقي والسوري المتجاورين واللذين عاشا لعقود تحت وطأة الحرب.

وأقر البابا فرنسيس "إخوتي وأخواتي الأعزاء، لقد فكرت فيكم كثيرا طيلة هذه السنين. فيكم أنتم الذين عانيتم الكثير لكنكم لم تشعروا بالإحباط.

فكرت فيكم مسيحيين ومسلمين. وفيكم أنتم الشعوب، مثل الشعب الأيزيدي، فكرت في الأيزيديين الذين عانوا الكثير الكثير حملت رجاء جديدا.. رجاء الله. فليملأنا هذا الرجاء الذي يمنح الشجاعة من أجل إعادة الإعمار والبدء من جديد".

ويصل البابا فرنسيس الجمعة إلى بغداد فيما يقيم الأحد قداسا في إربيل في ملعب رياضي، وسيمر أيضا بالموصل معقل تنظيم داعش في شمال البلاد.

وللمرة الأولى في التاريخ، سيستقبل رجل الدين الشيعي علي السيستاني البابا يوم السبت في مدينة النجف، ولا يشارك المرجع الشيعي الكبير، البالغ من العمر 90 عاما، أبدا في مناسبات عامة ونادرا ما يستقبل الزوار.