الإعلام يواجه الأزمة السكانية بـ«زيادة» التوعية

صفوت العالم
صفوت العالم

أصبحت الزيادة السكانية وتنظيم الأسرة حديث الساعة على مختلف وسائل الإعلام، للتوعية بخطورة المشكلة والحد من آثارها المترتبة قدر الإمكان، ولذا تواصلت "آخرساعة" مع مجموعة من خبراء الإعلام للتحدث عن المشكلة وطرح مقترحات لمعالجتها. 

يقول الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن الإعلام للأسف الشديد ابتعد عن أدواره التنموية وعظم أدواره الترفيهية، حيث نلاحظ توقف الجهود التوعوية والتعليمية والتدريبية التى كانت تعمل لسنوات طويلة فى حقبة الثمانينيات لبث العلم والتوعية بين المواطنين، والتى كانت تصدر من جهات عديدة أهمها المراكز المتخصصة فى مختلف المحافظات والمدن والتى كانت تقدم أنشطة عن الإعلام السكانى والتوعية السكانية والتنموية للحد من السكان. فضلاً عن الأنشطة الخاصة بالصحة الإنجابية بالمستشفيات الصغيرة ومراكز تنظيم الأسرة والوحدات الصحية والتى كان يتم فيها توزيع كتيبات توعوية للمرأة الحامل عن كل قضايا الصحة الإنجابية مع الحرص على المتابعة الدورية لها استعدادا لأى مشكلة طارئة قد تحدث فى أى وقت.

وأكد العالم، أن الوحدات الصحية الآن تعانى حالة هبوط شديد، وأصبحت فى أمس الحاجة إلى التطوير وتواجد أطباء وطبيبات بها على مدار الساعة وخاصة فى القرى والمدن الصغيرة التى لا يستطيع الكثير فيها أن يتلقى الخدمة فى المستشفيات الخاصة.

وأوضح أن القضية السكانية قائمة على تعدد الإنساق، فهناك نسق إدارى لا بد أن تنظر فيه السياسات الإدارية إلى أولويات القضية السكانية، ومحور آخر قائم على النسق الديني، والذى لا بد فيه من تدريب قادة الرأى الدينى على توعية المواطنين ووضع خطط ورسائل يتم تضمينها بالخطط الدينية وطرق الرد على كثير من الأسئلة المتداولة من المواطنين وإعداد رسائل وكتيبات فى هذا المجال.

وكذلك النسق الصحى الذى لابد أن تكون فى المستشفيات والوحدات الصحية ويتم فيه توعية الأم بضرورة التردد عليها باستمرار وأن تكون على دراية بكل وسائل تنظيم الأسرة، مع وجود منح لتوزيع هذه الوسائل على السيدات بالمجان، وضرورة التحدث مع الزوجين لكى يكون هناك تفاهم بين الرجل والمرأة حول كل ما يتعلق بالصحة الإنجابية وصحة الأسرة.

من جانبه، يؤكد الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام الإلكترونى والمتحدث الرسمى باسم جامعة القاهرة، أن إعلانات التوعية والحملات التى كان يتم تنظيمها فى توقيت معين لابد من عودتها مرة أخرى لكن بدون عشوائية وإنما فى إطار حملة قومية مخططة ومنظمة تدرس الجمهور واحتياجاته واتجاهاته المعرفية والسلوكية نحو قضية تنظيم الأسرة ومدى وعيه واقتناعه بها، على أن تُظهر ذلك فى ضوء هدف محدد وهو إنجاب عدد معين من الأطفال للوصول لجيل ينشأ على تربية جيدة ومستوى تعليم جيد.

وفى السياق، تؤكد الدكتورة ليلى عبدالمجيد، العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الإعلام يدخل من ضمن الجهات الخاصة بنشر الثقافة والتربية والتوعية، لذا يقع عليه دور كبير فى توعية الفرد والمجتمع بقضايا الدولة وأهمها القضية السكانية ويتم ذلك عن طريق الاتصال المباشر بالمواطنين لتوضيح كل أبعاد المشكلة والأفكار المغلوطة التى توجد عند الكثير حول فكرة تنظيم الأسرة.

كما يتم التواصل أيضاً عن طريق وسائل الإعلام التقليدية من صحف ومجلات وقنوات وإذاعة للرد على التساؤلات وتوضيح كل ما يتعلق بالمشكلة حتى يتم توصيل الرسالة لفئات الجمهور المختلفة بشكل مفهوم وواضح، بشرط وجود توافق بين كل وسائل الإعلام وعدم ظهور التعارض الذى يحدث أحياناً.

وهناك العديد من القضايا الأخرى المتصلة بالقضايا السكانية يجب زيادة الوعى بها أيضا كعمالة الأطفال والأمية وتعدد الزوجات والزواج المبكر والتعليم والصحة والمستوى الثقافى والاجتماعى والاقتصادى.

وأشارت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى من الأمور التى يجب أن تؤخذ فى الاعتبار، لأنها تمثل قطاعات عريضة من الشباب، فيجب استغلالها بالشكل الصحيح فى حملات التوعية بتنظيم الأسرة من خلال صفحات أو مقاطع فيديو أو أى أدوات أخرى يتم التعامل معها. وأخيرا يجب إعادة توزيع السكان وحل مشكلة التكدس الجغرافى الذى تعانى منه مناطق بعينها عن غيرها.