نصـائح الخـبراء لعـلاج المشـــــــكلة

مكافآت وحوافـــــز إيجابية للأسر الصغيرة

نصـائح الخـبراء لعـلاج المشـــــــكلة
نصـائح الخـبراء لعـلاج المشـــــــكلة

 

تتطــــلب مشكلة الزيــــادة السكانية وضع حلول جذرية للسيطرة على النمو السكانى الكـبير، خصــــوصاً فى القرى والنجوع، حتى تستطيع مصر تحقيق التنمية فى مخـــتلف القطـــاعــات، وفــى السطــــور التالية تستعرض "آخرساعة" أبرز هذه الحلول التى يقدمها خـــبراء فى مختلف الجوانب الاقتصـــــــــــادية والطــــبيــة والاجتماعية والسياسية.

 

يؤكد الدكتور طلعت عبدالقوى، عضو مجلس النواب، أن حل مشكلة الزيادة السكانية يحتاج إلى وجود خطط قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى، وتتمثل الأولى فى توفير خدمات تنظيم أسرة ذات جودة ويتم التوسع فيها بتوفير مراكز صحية جديدة ورفع كفاءة الخدمات الموجودة حالياً، وتقديم خدمات بالمجان مع تنوع فى وسائل تنظيم الأسرة، وتوفير أطباء وتمريض ذوى كفاءة عالية، وضرورة رفع الوعى بفكرة الأسرة الصغيرة عن طريق خطاب إعلامى جيد وخطاب دينى مستنير مع زيادة عدد الريفيات الصحيّات، وكذلك توفير حوافز إيجابية للأسرة الصغيرة كصرف عدد حصص أكبر فى التموين أو تخفيض فى المواصلات أو الحصول على رحلة عمرة أو حج مجانية وغيرها من المزايا التى تعمل على تحفيز المواطنين.

 

أما الخطط طويلة المدى فتحتاج لحل مشكلات جذرية، منها القضاء على محو الأمية، وطرق لتمكين المرأة وتوفير فرص عمل لها ومعالجة الفقر بتوفير المشروعات الصغيرة.

 

وأشار النائب البرلمانى، إلى أنه تقدّم بطلب إلى مجلس النواب لمناقشة مشكلة الزيادة السكانية ووضع تشريعات وقوانين لحل المشكلة.

 

من جانبها، أكدت الدكتورة هدى الملاح، الخبيرة الاقتصادية، أن الزيادة السكانية لها آثار سلبية يجب العمل على معالجتها، لأنها تؤثر بشكل ملحوظ فى التنمية والنمو، فكلما زاد عدد أفراد الأسرة زاد الاستهلاك والطلب على المنتج، ما يتطلب زيادة التصنيع، بالتالى تتم زيادة الأسعار وتبدأ الأسرة فى الشكوى من غلاء المعيشة التى تؤثر سلباً فى بقية الخدمات كالتعليم والصحة، وهنا يجب أن تتكاتف كل أجهزة الدولة لحل المشكلة وتقديم مشروعات صغيرة تجعل مصر بلداً منتجاً وليس مستهلكاً.

 

أما الآثار الإيجابية فتتمثل فى زيادة عدد الأفراد التى يجب النظر إليها باعتبارها ثروة يجب استغلالها والخروج من عنق الزجاجة، ويمكن الاستعانة بتجارب الدول الأخرى فى ذلك، فقد قام شخص بدولة بنجلاديش بجمع كل المتسولين من الشوارع وأعطاهم قرضاً حسناً، ثم درّبهم على التصنيع والإنتاج وجعلهم مصدر دخل للدولة وليس عبئاً عليها.

 

فى السياق، تقول الدكتورة راندا فخر الدين، استشارى النساء والتوليد والمدير التنفيذى للاتحاد النوعى لمناهضة الممارسات الضارة ضد المرأة والطفل، إن التوعية مهمة للغاية ويجب أن تتم فى سن صغيرة لترسيخ بعض المبادئ فى أذهان أطفالنا عن تنظيم الأسرة، وذلك عن طريق المناهج التعليمية وإعداد برامج توعية للشباب المقبل على الزواج لتعريفهم بكل مفاهيم الزواج بما فيها تحمل المسئولية كأب وأم وتربية الأبناء بطريقة صحيحة وتوفير الاحتياجات التى تحقق لهم حياة كريمة.

 

وعلى الإعلام أن يحرص على تقديم رسائل ونماذج وقيم إيجابية حول هذا الموضوع من خلال الأعمال الفنية والبرامج بدلاً مما يحدث الآن من عرض مواد درامية وإعلامية تكرّس للعنف والقتل وتغيِّر المبادئ التى تربينا عليها.

 

ولا بد من توافر برامج واضحة ومتخصصة فى التمكين الأسرى التى تغير من فكر بعض الفئات التى تعانى عدة مشكلات من دون أن تعلم، ومن أبرز هذه النماذج فكرة "العُزوة"، وإنجاب الولد، ومشكلات الفقر والجهل والبطالة، حيث يجب توفير بدائل ملموسة لكل هذا حتى يتم التغيير بالفعل.

 

وتنصح الدكتورة راندا السيدات بضرورة الاهتمام بصحتهن ليكون لدى المرأة قدرة على تربية أبنائها بشكل صحيح، وعليها أن تعى بأن أقل فترة يمكن أن تكون بين إنجاب الطفل والآخر 4 إلى 5 سنوات حتى يستطيع الجسم استعادة قوته وتعويض ما فقده أثناء فترتى الحمل والرضاعة وحتى تظل كما هى محتفظة بجمالها وعدم الشعور بأن السن تقدمت بها قبل الأوان.

 

وعلى الطبيب أن يقدم التوعية والمشورة للسيدات كما يقدم لهن العلاج، فلا بد أن يظهر ذلك فى الوحدات الصحية التى للأسف الشديد تفتقد هذا الأمر لحد كبير، ويجب أن يتم تطوير هذه الوحدات وأن يتوافر فيها أطباء متخصصون يقدمون الكشف والتوعية والمشورة الصحيحة بكل ما يخص صحة المرأة وما يتعلق بتنظيم الأسرة والوسائل المناسبة التى يمكن استخدامها لمنع الحمل، كما يجب توفير طبيبات مدربات لمنع الحرج من استشارة السيدات للطبيب فى أحيان كثيرة.

 

أما الدكتورة ليلى عبدالوهاب، أستاذة علم الاجتماع، فأشارت إلى أن الزيادة السكانية مشكلة موجودة بالتحديد فى الطبقات الفقيرة، أما الطبقات المتوسطة والغنية فلا تلجأ لذلك بسبب حرصها على تنظيم الأسرة من أجل الحصول على حياة أكثر رفاهية لها ولأبنائها ولتحسين مستوى المعيشة ومستوى التعليم، أما الطبقة الفقيرة فليس لديها هذا المفهوم وتكون النتيجة هروب كثير من الأطفال من أسرهم إلى الشارع لشعورهم بأنه أكثر أماناً، لذا يجب النظر والاهتمام بشكل كلى لهذه الطبقات والوصول لهم بشتى الطرق وإقناعهم بأن تقليل الإنجاب أفضل على كل المستويات ويكون ذلك عن طريق عدة طرق أهمها الدراما كونها تؤثر بشكل كبير فى كل أفراد المجتمع، مع الحرص على ألا تكون عن طريق الوعظ أو الإساءة لهم، ولكن يجب التعبير عن كل مشكلاتهم وإشعارهم بأنهم جزء منا ويجب معالجة الموضوع بشكل اجتماعى وإظهار الإيجايبات بأسلوب جذاب للجميع.