‏رحلة قطار قصب السكر بسوهاج يوم حلو ويوم مر

‏رحلة قطار قصب السكر بسوهاج يوم حلو ويوم مر
‏رحلة قطار قصب السكر بسوهاج يوم حلو ويوم مر

رغم ما يحمله قطار الديكوفنيل من محصول قصب السكر حلو المذاق إلا أن رحلة القطار التى تشق العديد من القرى والنجوع بمحافظة سوهاج تتخللها مأسي ودماء بسبب الحوادث المتكررة التى يسببها هذا القطار.

رصدنا رحلة قطار قصب السكر داخل زراعات القصب ابتداءاً بمركز البلينا وانتهاءاً بمصنع السكر  بمدينة جرجا مروراً بأكثر من ٦٠ قرية ونجع تتخللها مئات البيوت
يقول على عزالدين نورالدين ٥٨ سنة عامل ويسكن بنجع أبومش بجرجا.

اقرأ أيضا| محافظ أسيوط يقدم واجب العزاء لأسرة ضحايا بئر صرف صحي  

نحن نسكن هنا منذ عشرات السنين قبل إنشاء خط سكة حديد مصنع السكر ومنذ حوالى ثلاثون عاماً تم مد خط سكة حديد قطار القصب  بمحازاة  بيوتنا عبارة عن خطين ذهاب وإياب.
والمسافة التى تفصل بيوتنا عن القطار لا تتجاوز متر ويكاد بعض محصول القصب المحمل على القطار يحتك  بشرفات منازل القربة. 

ويقول عبدالفتاح نور الدين يوسف ٦٨ سنة انا واحد من الذين عملوا فى إنشاء خط السكة الحديد التابع لمصنع السكر وتبدا رحلة القطار فى مركز البلينا جنوب سوهاج على بعد حوالى ٤٠ كيلو متر من مصنع السكر بجرجا. 

والبداية عندما يقوم الزراع  بجنى المحصول صباحاً وبعد الظهيرة تبدأ عملية تحميل المحصول ثم يتم المرور على أصحاب الزراعات المتفق عليها مع المصنع لتوريدها للتحميل وعندما يكتمل تحميل عربات القطار وعددها أكثر من ٢٠ عربة تبدأ عملية التوجه إلى ساحة المصنع. 

وأضاف أن الرحلة تبدأ بقري مركز البلينا وهى برديس وأولاد عليو وهى أكبر قري تزرع قصب السكر ،ثم يمر القطار بقري مركز المنشاة والبسكية ثم المرور بقري مركز جرجا البربا ونجع عيسي والمساعيد وخارفة جرجا وانتهاءاً بمصنع السكر بجرجا وبداخله تتم عملية استلام المحصول على موازين ثم نقل المحصول إلى غرف التكسير والتقشير والتنظيف وعصر المحصول وتبخيره وإعادة طبخه وغليانه  حتى يتم إنتاج مادة السكر الخام .

ويقول كمال صديق من البلينا أن قطار الديكوفنيل تبدأ رحلته بعد العصر عقب عمليات الجنى والتحميل ويمر القطار بأكثر من 60 قرية ونجع حتى يصل إلى المصنع ويترقب الأطفال فى هذه القري مرور القطار أمام منازلهم وبعض الأطفال والصبيان يصعدون القطار الذى يسير ببطء خلال رحلته لنهب بعض المحصول .

وإلقاء أعواد القصب على الأرض وهناك أطفال يجمعون الأعواد الملقاة لأخذها ومصها وخلال الرحلة يسقط بعض الأطفال أثناء سير القطار ويصابون بكسور وجروح خطيرة ،وفشل الآباء والأمهات فى منع أطفالهم عن مزاولة هذه الهواية التى يعتبرها الأطفال مصدر فرح وسعادة لهم عندما ينهبون أعواد القصب.

ويؤكد رمضان  السيد أن قريته أولاد عليو شهدت إنقلاب بعض عربات القطار منذ فترة وإصابة العديد من الاهالى.
 
وأضاف أن عدد القطارات التابعة للمصنع حوالى ٤ قطارات تاتى كل يوم محملة بالقصب فترة مابعد العصر وتعود فارغة مرة أخرى عند حلول الظلام لتبدا مسيرتها في اليوم التالى.

ويقول مسؤل بمصنع سكر جرجا أن القطارات تمر بحوالى 60 قرية ونجع ويقود كل قطار سائق ومساعد له وتبدا الرحلة فى الظهيرة وتنتهى مع حلول الظلام وتنقل القطارات محصول أربع مراكز هى البلينا والمنشأة ودارالسلام وجرجا  والمساحات المنزرعة بالقصب  تتراوح من ١٥ الى ٢٠ ألف فدان ويستقبل المصنع حوالى نصف مليون طن يومياً خلال موسم الحصاد والعصر الذى يبدأ فى شهر يناير وينتهى فى شهر مايو أو يونيه على الأكثر.

 وكانت سوهاج فى الماضى تزرع أكثر من ٧٠ ألف فدان وتراجعت الزراعة بسبب تدنى سعر القصب وارتفاع   مستلزمات الإنتاج.

ويقول محمد رفعت حسين لقد أصبحنا نخشى على أولادنا كل يوم من مرور القطارات أمام بيوتنا ولم نعد نستطيع التحكم فى الاطفال الذين يسرعون خلف القطارات لسحب أعواد القصب ويطالب المصنع بتغيير خط سير القطارات بعيداً عن الكتل السكنية وأشار الى أن القطارات تمر على الطريق الزراعى السريع عند خارفة جرجا ودون أن يكون هناك مزلقان.