عاجل جدا

وصية «البدرى فرغلى»

غادة زين العابدين
غادة زين العابدين

وكأنه كان يشعر أنه أنهى دوره ففى مايو الماضى كان حوارى الصحفى الأخير مع المناضل الشعبى البدرى فرغلى وفى نهاية حوارى قال:
«أشعر أننى أديت دورى بعد نضال طويل لم أبغ فيه إلا رضا الله والحفاظ على الحقوق التى استأمننى الناس عليها أشعر أننى أديت دورى بعد انحياز الرئيس السيسى لأصحاب المعاشات وقراره بضم العلاوات الخمسة وسحب الحكومة استشكالها على الحكم. وأتمنى الآن أن ينفذ الحكم لصالح جميع أصحاب المعاشات كما جاء فى منطوقه وأن ألقى ربى وهو راضى عنى».
وأعود لحوارى معه والذى استوقفتنى خلاله دروسا لا أنساها فمن بين أقواله: «حياة الفقر خلقت داخلى روح التمرد بحثا عن الحقوق وأننا نستطيع قتل الفقر بالحقوق والواجبات وهو ما جعل زملائى يستأمنونى على مشكلاتهم أما أبنائى فربيتهم على مبدأ حاسم: لا تنظر لفوق حتى تحافظ على نزاهتك وإذا شعرت أن بعضهم لديه تطلعات كنت أقمعها فورا».
ومن أقواله أيضا: «حينما نجحت لأول مرة فى برلمان ١٩٩٠ اشترى لى أحد أصدقائى حذاء جديدا لسوء حالة حذائى وخلال عودتى فوجئت بأحد معارفى يسألنى: «انت اشتريت حذاء جديد»؟. منذ هذه اللحظة أدركت أن الناس تضع المسئول أو النائب تحت عيونها وتراقبه وقررت من وقتها ألا أنفصل عن الناس وأن أعيش مثلهم فلم أغير ملابسى ولم أترك دراجتى البسيطة التى كانت وسيلة مواصلاتى الوحيدة قبل فقدان بصرى وكنت أذهب بها كل لقاءاتى حتى مع المحافظ والمسئولين».
أتمنى ألا ينسى أبناء بورسعيد هذا الرجل العظيم بتاريخه الوطنى المشرف الذى بدأه قياديا بالمقاومة الشعبية وعمره ١٨ عاما أتمنى اطلاق اسمه على أحد شوارع بورسعيد وليكن شارع منزله أو شارع «القهوة» التى شهدت شعبيته ولقاءاته بأصحاب المظالم. وأتصور أن محافظ بورسعيد الذى حرص على حضور جنازته لن يبخل عليه بهذا الحق. أتمنى أيضا تنفيذ وصيته الأخيرة بأن يستفيد جميع أصحاب المعاشات من حكم ضم العلاوات الخمسة حتى يهنأ الرجل فى مثواه الأخير بنجاح جهد السنين.