أوراق وزجاجات فارغة وأثاث قديم.. قطع فنية مبتكرة

«بيتك بالمقلوب».. عبير تصنع تحفا فنية من الأثاث المنزلي

 تحويل الكراسى القديمة إلى لوحات تراثية
تحويل الكراسى القديمة إلى لوحات تراثية

كتب: عمر يوسف

بعض الأشياء تزداد قيمتها كلما مر عليها سنوات طويلة مثل التماثيل والمقتنيات الأثرية «الأنتيكا» التى تحمل بين طياتها تاريخا وثقافات دول بأكلمها، وكلما أصبحت قديمة ازداد سعرها ولا يمكن تقديرها بثمن، ومثال ذلك ينطبق على مشروع «بيتك بالمقلوب» الذي أطلقته الفنانة عبير عبد الله، خريجة كلية الحقوق وكلية الفنون الجميلة، وتدور فكرتها حول امتلاكنا فى منازلنا الكثير من الأثاث والأشياء القديمة التى فقدنا الأمل فى استخدامها مرة أخرى بسبب تلفها وكثرة استخدامها، فتقوم عبير بتجميلها عن طريق بعض اللمسات الفنية لتتحول من شيء يبغضه الجميع ولا يحب رؤيته إلى تحفه يعشقها كل من شاهدها ويتمنى أن ينظر إليها أطول فترة ممكنة.

تحكى عبير لـ«الأخبار»: من صغرى وأنا بحب الديكور والألوان، ولكن مجموعى فى امتحانات الثانوى العامة أجبرنى على دخول كلية الحقوق رغم أنها لم تكن إرادتي، وبعد الانتهاء من دراسة الحقوق، لم أشعر أن هذا هو مجالى كما أن فرص العمل فى مصر قليلة للغاية وبعدها قررت دراسة الفنون الجميلة 5 سنوات وبعد تخرجى وجدت أننى أملك الكثير من وقت الفراغ فقررت استثماره فى مشروع بيتك بالمقلوب لإخراج طاقتى الفنية والإبداعية».

وعن فكرة المشروع تحكى عبير أنها بطبيعتها لديها أشياء غالية لا تقدر على التخلى عنها رغم أنها تعرضت للتلف أو مر عليها سنوات طويلة، وبالتالى فكرت فى توفير عامل حماية لهذه الأشياء القديمة أو إعادتها مرة أخرى فى صورة جديدة لتصبح فى شكل تحفة فنية لها لونها الخاص والمميز وتزداد قيمتها كلما مر عليها سنوات، مثال ذلك كانت تملك ماكينة خياطة ورثتها من جدتها حتى أصبحت قديمة ومتهالكة فحولتها إلى لمبة أثرية ذات شكل ثمين وأعادت استخدامها من جديد بعد أن أوشكت فى فقدان الأمل بها.. إذا كان بالمنزل منضدة أو كرسى مكسور أو خدوش تخرج بآلاف الطرق التى يمكنها معالجة هذه الكسور وتجديدها مرة أخرى وبشكل فنى راق.. كما أنه من أكبر المشاكل التى واجهتها أن الكثير من الزبائن الذين يتعاملون معها يريدون أن يتم تحديث أساس منزلهم بأقل التكاليف.

وأضافت عبير عن طريقة تعاملها مع الزبائن: «فى البداية أقابل العميل وأعرف ميزانيته والتكلفة التى يريد أن يدفعها، وأسمع مقترحاته وبعد ذلك أعرض عليه ما سأفعله.. ومنذ بداية هذا المشروع وأنا أعمل بمفردى سواء من حيث الفكرة والترويج والشغل الفعلى، إلا أننى الفترة الأخيرة بدأت أعتمد على نجار فى بعض الأحيان ليساعدنى فى أمور النجارة الكبيرة مثل الدواليب والأبواب وغيرها كما أقوم بتوجيهه وفق ما أريد حتى يخرج وفق تصميمى الخاص».

ومن الصعوبات التى تواجهها وصول فكرتها لأعداد كبيرة من المواطنين، حيث إن ثقافة تقبل الأشياء الجديدة نفتقدها بشدة فى المجتمع المصري، وذلك لأن الكثير من الأشخاص يفكرون بنظرية «بدل ما أجدد القديم بمبلغ معين أزود عليه شوية وأشترى حاجة جديدة».. ومن الأشياء التى حولتها من قديمة إلى جديدة «سلم خشبى إلى تابلوه للصور، وحقيبة جلدية قديمة إلى منضدة، مفرمة لحمة إلى مصباح إنارة، وماكينة بسكويت إلى أنتيكة فنية».