أوراق من حياة «نجمة مصر» .. نبيلة عبيد «2»:

إحسان عبد القدوس لم يفصل الروايات على مقاسى!

نبيلة عبيد
نبيلة عبيد

كتب: عصام عطية

استطاعت أفلام نبيلة عبيد المعتمدة بعضها على روايات لإحسان عبد القدوس، أن تدفع بشخصية الراقصة من كونها مجرد جسد الأنوثة والإثارة والدلع، إلى طرح قضايا حساسة على مستواها الأخلاقى والاجتماعى، ففى فترة الثمانينيات تناولت السينما شخصية الراقصة بشكل تفصيلى، وضعها فى مواجهة تحديات سياسية واجتماعية ودينية، وهذا ما كانت تمتلكه ممثلة عبقرية مثل نبيلة عبيد الجريئة فى سلسلة أفلامها: "الراقصة والطبال 1984، أبناء وقتلة 1987، الراقصة والسياسى 1990، سمارة الأمير1992"..
*  قدمت "الراقصة والطبال" و"الراقصة والسياسى" ما الفرق بين الشخصيتين؟
ـ الفرق بين الراقصتين كان فى كتابة إحسان عبد القدوس، فمباهج فى الراقصة والطبال راقصة موالد لا تريد الرقص، وبتشتغل غصب عنها، وعايزة تتجوز وتخلف وتقعد فى البيت، لكن سونيا سليم فى الراقصة والسياسى كانت راقصة شرقية تعانى من ازدواجية المجتمع، يهللون لها بعد أداء استعراضها ثم يسبونها فى قرارة أنفسهم.
*  كيف أتقنت الرقص فى زمن سهير زكى ونجوى فؤاد؟
ـ أنا أعشق الرقص منذ طفولتى، وأحب مشاهدته فى الماضى وحتى الآن من خلال تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف وسهير زكى وزينات علوى ونجوى فؤاد وفيفى عبده ودينا وغيرهن، لذلك عندما قدمت الراقصة فى أفلامى نجحت بسبب حبى للرقص الذى جعلنى أتقن الدور خاصة أن كل شخصية كانت لها حبكة درامية مختلفة والرقص موظف فى الأحداث.
*  لماذا قالت فيفى عبده إنك أحسن راقصة فى مصر رغم كونك ممثلة؟
ـ اسألوا نجوى فؤاد ودينا وأى شخص هيقولوا إن من ترقص حلو هى نبيلة عبيد، وهذا رأى راقصات مصر فى رقصى، وأى راقصة قالت كلمة حلوة عن رقصى أنا أشكرها. 
*  هل تعلمت فنون الرقص؟
ـ من صغرى وأنا أرقص، كنت أقف أمام المرآة وأرقص، وأنا التى علمت نفسى الرقص، فقد كان هوايتى، لكن فى الأفلام كانوا يأتون بإبراهيم عاكف لتقطيع «الشوتات»، التى يحتاجها المخرج.
*  هل كانت مشاهد رقصك بالأفلام تصور فى كازينوهات شارع الهرم؟
ـ لا، كل الرقص الذى ظهر فى الأفلام كان ديكورات فى قلب الاستديو والبلاتوهات، نحن لم نذهب إلى الكباريهات مطلقًا.
* أى شخصيات الراقصة أقرب لقلبك؟
ـ كل شخصية تخلتف عن الأخرى، وأنا كممثلة أديت كل شخصية كما يجب أن تؤدى، من خلال المخرج والمؤلف.
*  البعض ردد أن إحسان عبد القدوس كان يكتب رواياته بالتفصيل على مقاس نبيلة عبيد؟
ـ لا نهائيًا، فالروايات كانت موجودة عند الأستاذ إحسان، وحينما كنت أحتاج رواية كان يقول لى عندى رواية ويقدمها لى، لكن هذا الكلام غير صحيح، هو كان عنده روايات وكان يعطيها لى ويقول لى اقرأى هذه الروايات، وكنت أقول له هل أنت موافق على أن أقدمها فكان يقول نعم.
*  هذا يعنى أنه لم يتم تفصيل أى أفلام على مقاس نبيلة عبيد؟
ـ لا طبعًا، مثلا فيلم "التخشيبة"، المخرج عاطف الطيب جاء ليتفق معى عليه، وقال لى: "مش عارف إذا لم توافقى عليه هجيب مين؟"، وهذا معناه أنه فى خياله شخصية معينة للفيلم، فالمخرج هو وحده صاحب الخيال فى الفيلم، وصاحب قرار اختيار البطلة التى تحقق له خياله على الشاشة.
*  ماذا عن دورك فى "كشف المستور"؟ 
ـ "كشف المستور" واحد من أهم الأفلام التى قدمتها، وعبقرية وحيد حامد كانت فى كيفية تنبوئه بكل الأحداث التى تحدث بعد ذلك فى قالب درامى عظيم، وهو ما صاغه المبدع عاطف الطيب سينمائيًا بشكل رائع وواقعى، وهذا الفيلم جميل للغاية، وأفتخر أننى قدمت كشف المستور، ولم أغضب من أى ناقد هاجم الفيلم، ولم أزعل منه بالعكس كنت أكلمه وأقول له شكرًا.
*  عملت مع عمالقة التمثيل لكن هل هناك ممثل تمنيت الوقوف أمامه؟
ـ عملت فى بداياتى مع فريد شوقى وعماد حمدى وحسين رياض، وعمر الشريف ومديحة يسرى وكل عمالقة السينما، وفى الإخراج كذلك، والفترة ما بعدها كانت مع محمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوى وأحمد زكى ومحمود ياسين ونور الشريف، تقريبا أنا اشتغلت مع كل عمالقة السينما.


*  هل تعاونت مع الكوميديانات أمثال سعيد صالح ويونس شلبى وعادل إمام؟
ـ فى بداياتى قدمت فيلما اسمه "حرامى حب" مع عادل إمام، وعملت أيضا معه مسلسلا، بعد ذلك كل منا شق طريقه، هو أصبح الزعيم، وأنا أصبحت نجمة مصر الأولى.
*  لماذا كانت السينما النسائية تنافس سينما الرجال فى فترة الثمانينيات والتسعينيات؟
ـ فى هذا الوقت كانت هناك موضوعات، وكانت هناك نجمات، فكان لدينا نجلاء فتحى، مرفت أمين، مديحة كامل، ناهد الشريف، هند رستم، كل هؤلاء كانوا موجودين، والآن أيضًا هناك مجموعة فنانات موجودات منهم منة شلبى، منى زكى، غادة عادل، هند صبرى، لكن كل وقت يختلف عن الآخر، فنانات هذه الأيام يقدمون الأفلام التى تناسبهم، وتناسب الجيل الحالى، وكتابهم من نفس الجيل، لكن ليس عندهم إحسان عبد القدوس أو نجيب محفوظ.
وكان زمان لدينا كتاب كبار، كانوا يكتبون للوقت الذى كنا نعيش فيه، وهناك كتاب الآن يكتبون للوقت الحالى وللجيل الحالى، حتى الحوار الآن أصبح مختلفا، زمان كان يكتب الحوار مصطفى محرم ووحيد حامد وبشير الديك، وبهجت قمر، الأيام تتغير والأجيال تتغير، والذى يكتب للأجيال الحالية ليس هو من كان يكتب لجيلنا.
*  هل فعلا تنكرت ودخلت السينما لمشاهدة أفلامك مع الجمهور؟
ـ نعم، كنت أذهب فى الليل لحفلة 6، وأدخل الصالة كى أشاهد انفعال الجمهور عن الفيلم.
*  هل هاجمت أحد المنتجين الحاليين بسبب أفلامه؟
ـ عمرى ما هاجمت شخصا، ومعروف عنى أننى لا يمكن أهاجم أى شخص، كل واحد ماشى فى سكته وبالطريقة التى يراها مناسبة، أنا أشاهد الفيلم وانتهى الموضوع بالنسبة لى.
*  هذا يعنى أنك لا تطرحين رأيك فى أداء مخرج أو بطل فى الأفلام الجديدة؟
ـ هذا الأمر يحدث بينى وبين نفسى فقط، لكن لا أقوله بالجرائد ولا أقوله لأحد فهو رأى يخصنى أنا فقط.
*  لماذا فى هوليوود عندما يكبر الفنان تزداد قيمته ونحن هنا نتجاهله؟
ـ لا أعلم، يمكن تفكير المجتمع الذى نعيش فيه، فى هذا الوقت ممكن يكون هذا هو تفكيرهم، وبيقولوا ده وقته راح خلاص.
*  لماذا يعزف المنتجون عن إشراك نبيلة عبيد حتى لو بدور الأم؟
ـ ممكن يخافوا أن أرفض ولا أوافق، لكن أنا بالنسبة لى لو فيه دور حلو، ومكتوب كويس طبعا سأوافق.
*  هل تتابعين السياسة هذه الأيام؟
ـ أتابع سياسة بلدى، وأشاهد المشروعات الجديدة للرئيس، الذى وهب حياته كلها لمصر، أنا شخصيا أخاف عليه جدا، ويكفى العشوائيات التى أصبحت أماكن جميلة ومبانى رائعة، مصر تم تجديدها بالكامل.