«عرسان» في الجنة.. قصة شهيدين مصريين لتحرير الكويت  

قصة شهيدين مصريين لتحرير الكويت
قصة شهيدين مصريين لتحرير الكويت

كتبت: نسمة علاء


ذكرى جديدة تنضم إلى صفحات يوم حرب تحرير الكويت، والتي تعود إلى 27 فبراير 1991، والتي كان لمصر دور فعال في عودة أراضي الكويت بعد استشهاد عدد من الأبطال الكويتين والمصريين الذين ضحوا بأرواحهم.

 

فمن الإسكندرية خرج الجندي البطل إبراهيم حسان من حي اللبان، بعد أن نشأ في واحد من أعرق أحياء الإسكندرية، وكان كابتن فريق كرة وصديق الجميع وأطلق عليه منذ طفولته "الفدائي"، لذلك كان حزن أهل منطقته عليه حزنا عميقا حين علموا باستشهاده في الكويت فقد كان يرسل في الرسائل التي يبعثها تحياته وسلامه لأهل الحي اسما اسما.

 

اقرأ أيضا| بقربة جلد الماعز وكيزان ماء الورد.. «السقا والمزملاتي» مهن روت عطش المصريين

 

يقول شقيقه الموظف ببنك القاهرة أننا نشأنا في منطقة مليئة بالروح الأسرية ومجتمع العائلات والتقاليد وكان الشهيد يحرص على أن يؤدي الفرائض في مسجد سيدي ونس، وكان يعمل (صائغا) ولبى نداء الوطن وألتحق بالتجنيد في أول يناير عام 1990، وقدم حياته فداء الوطن ودفاعا عن الشرعية.

 

وقال أحد سكان المنطقة وهو الوالد الروحي لأبناء الحي الذي كان يسكن فيه الشهيد أنه كان بمثابة رجل كبير وكان دائما يجالس الكبار وكنا نرتاح لرجاحة فكر الشهيد.

 

وأكمل أحد أبناء الحي: "إنني تلقيت رسالة من الشهيد عبر فيها عن سلامه وقال لي فيها مداعبا انتظرني سوف أصبح عريسا، رحم الله الشهيد فقد كان حريصا على أن يشارك أبناء الحي أفراحهم ونحن فخورين به".

 

ومن الإسكندرية إلى القليوبية؛ حيث تحدثت أسرة الشهيد محمود آخر، وعلى بعد مسافة ليست بالقصيرة من منزل الشهيد سمعوا صوت قارئ القرآن يتلو الآية الكريمة: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".

 

لم يكن الشهيد محمود أول شهيد تقدمه أسرته فقد سبق أن قدمت شقيقه في حرب أكتوبر 1973 وقبلها عمه في 1967، والشهيد كان يبلغ من العمر 20 عاما وقد تطوع بالقوات المسلحة بعد حصوله على الشهادة الإعدادية وأبويه متوفيان وله ثلاثة من الأخوة.

 

كان أول من استقبل خبر استشهاده شقيقه الأكبر والذي حاول السيطرة على دموعه بقوله: "رغم مشاعر الأسى والحزن إلا أن المشاعر اختلطت بأحاسيس العزة والفخر حيث أن الشهيد كان سعيدا بالرسالة التي انطلق من أجلها قبل أن يودعنا كما أننا نعلم منزلة الشهيد في الجنة".

 

ومطلع تسعينيات القرن الماضي عاش الكويتيون 7 أشهر منذ بدء الغزو الغاشم في 2 أغسطس عام 1990 وحتى معركة التحرير في 26 فبراير 1991، مشاعر متباينة من إحباط ويأس على سرقة جار لوطن طمعا في ثرواته النفطية.

 

قام الجيش العراقي بالسيطرة على مقر الإذاعة والتلفزيون الكويتي، واعتقال الآلاف من المدنيين الكويتيين، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من الأجانب الذين كانوا موجودين في الكويت في ذلك الوقت، والذين تم استخدامهم كرهائن لاحقا، ثم بدأت عمليات سلب ونهب واسعة النطاق من قبل القوات العراقية.

 

قامت 34 دولة، من بينها مصر، بتكوين تحالف دولي لتحرير الكويت من الاعتداء الغاشم في 7 أغسطس 1990، وهي الحملة التي أطلقت عليها الولايات المتحدة اسم (عملية درع الصحراء).

 

وفي 26 فبراير 1991، بدأ الجيش العراقي بالانسحاب بعد أن أشعل النار في حقول النفط الكويتية، وفي صباح يوم 27 فبراير 1991، قال الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب، الذى كانت تقود بلاده قوات التحالف عن تحرير الكويت بعد 100 ساعة من الحملة البرية ، عبارته الشهيرة التي يحفظها كل كويتى عن ظهر قلب: "الكويت أصبحت محررة.. والجيش العراقي قد هزم".