«الأجنبية»..

خطــر على أولادنا

الخاادمة الأجنبية خطــر على أولادنا
الخاادمة الأجنبية خطــر على أولادنا

كتب: علا نافع

تستعين بعض العائلات بخادمات أو جليسات للأطفال أجنبيات، خصوصاً من دول شرق آسيا، ظناً أن هذه الخطوة ستسهم فى تنشئة الأطفال بطريقة تربوية سليمة وتتيح لهم الانفتاح الثقافى، خاصة إذا كانت الأم عاملة ولا تجد الوقت الكافى لتنشئة أبنائها بهذا الشكل، إلا أن خبراء التربية يحذرون من الاعتماد الكامل على الخادمة الأجنبية.

هناك أسباب عدة لتحذير خبراء التربية من الاعتماد على الخادمة الأجنبية، أبرزها أن ذلك سيؤثر سلباً على التطور العقلى والفكرى للطفل فضلا عن نقل هذه الخادمة ثقافتها وعاداتها المختلفة إلى الطفل والتأثير على مفرداته اللغوية التى يكتسبها من خلالها، حيث تستخدم الخادمة الكثير من المفردات الركيكة وغير المفهومة التى تجمع ما بين لغتها ولغة أخرى كالإنجليزية، والتى قد تتضمن ألفاظاً خارجة فى بعض الأحيان.
وتكمن خطورة دور الخادمات الأجنبيات فى تدخلهن فى عملية التنشئة الاجتماعية للأبناء، حيث إن لهن عادات وتقاليد وثقافة ولغة تختلف عما هو سائد فى مجتمعنا، ما يؤثر سلباً فى سلوكيات وتصرفات الأبناء من خلال ملازمتهم للخادمات أغلب الوقت، بل ويصل الأمر إلى ما هو أسوأ وهو تعلق الطفل بمربيته أو خادمته أكثر من أمه.
وقد تمتد الآثار السلبية إلى الجوانب النفسية، خصوصاً إذا كان الطفل صغير السن، فارتباطه اللصيق بمربيته الأجنبية يجعله أكثر عرضة للاكتئاب والحزن إذا غابت عنه أو اختفت فجأة من حياته، كما تزيد من ميوله العدوانية وتحفز شعوره على الكسل والخمول لاعتماده الكامل عليها فى جميع شئون حياته.
وهناك بعض الدراسات عن التأثير النفسى لوجود الخادمات على سلوك الفتيات الصغار، حيث توصلت إلى أن تأثيرها يتعدى اللغة حيث يترك الكثير من السلوكيات السلبية كالخجل وقلة الكلام وفقدان الثقة بالنفس، كما يقتل المواهب. 
فى هذا الصدد يقول الخبير التربوى الدكتور محمد مختار: يؤثر وجود الخادمات مع الأطفال لفترة كبيرة فى سلوكياتهم فى ظل غياب الأبوين لفترات طويلة، حيث يعانى أغلبهم من الانطواء والعزلة والميول العدوانية والكسل، كما يصبح الطفل أكثر عرضة للانحرافات السلوكية نتيجة غياب القدوة والمثل الأعلى، وفى بعض الأحيان يمكن أن يتعرض للإيذاء البدنى من قبل الخادمة، وهذا يجعله فاقداً للشعور بالأمان والخوف المستمر.
ولعل أهم السلبيات تتمحور حول عيوب فى النطق كالثأثاة، ما يعرضه للتنمر من أقرانه، إضافة إلى تأثره باللغة التى تتحدثها الخادمة والتى تختلف عن لغة والديه وأصدقائه فيشعر بالاختلاف، وعادة ما تكون لغة الخادمة مختلفة عن اللغة المحلية، ولا نستطيع تجاهل تأثيرها فى القيم الدينية والأخلاقية نتيجة لاختلاف الديانة والمعتقدات الدينية فى بعض الأحيان، مؤكدا ضرورة وجود الأبوين فى المنزل لفترة طويلة ومتابعة سلوك الأبناء عن قرب. 
وينصح مختار، الأبوين، بضرورة توفير جو من الحب والرعاية للأطفال وتعويضهم عن فترات الغياب الطويلة، مع وضع ضوابط وقواعد صارمة لمظهر الخادمات وطريقة تحدثهم أمام الأطفال دون التهاون فى العبارات التى تنطقها أمام الأطفال ومن المستحب متابعة طريقة تربية الخادمة للأطفال أو توكيل المهمة للجدات أو إحدى القريبات.
وتتفق معه الدكتورة سماح نوح أستاذ علم النفس، وتوضح: يعانى الأطفال الأقل من 5 سنوات من اضطرابات نفسية وشعور بالرفض تجاه الأم، حيث قد يتعلق الطفل بمربيته عاطفيا أو جنسيا عند وصوله مرحلة المراهقة، ما يعرضه لصدمة نفسية شديدة، ويمكن أن يتعرض أيضاً لاعتداءات جنسية وهناك الكثير من الحالات التى لم تكتشف إلا بعد فوات الأوان، مشددة على ضرورة عدم نوم الخادمة بجوار الطفل، والواقع يؤكد أن وجود الخادمات بالمنزل لفترات طويلة مع الأطفال بدون تواجد الآباء والأمهات يؤثر سلباً فى نفسية الطفل. 
وتضيف: إذا كانت هناك حاجة ملحة لوجود الخادمة فمن المهم أن تكون على درجة كبيرة من الدراية والمسئولية الاجتماعية بخلاف حصولها على الكثير من الدورات التدريبة فى كيفية التعامل مع الأطفال خاصة فى تلك السن الحرجة، ومن هنا يجب على الآباء والأمهات توفير جو أسرى مثالى قدر الإمكان من رعاية وحنان وتعويضهم فترات غيابهم عنهم مع  الحرص على احتفاظهم بأدوارهم داخل الأسرة فيما يتعلق بتربية الأطفال ووضع ضوابط لعمل الخادمات مع الأطفال ومتابعة ذلك العمل خاصة خلال فترات الغياب خارج المنزل، ويمكن أيضا الاستعانة بمراكز متخصصة فى العناية بالأطفال وتربيتهم على أسس علمية.