بعد أن اقترب نصف قرن على رحيلها

أين حق «سلوى حجازي».. الإعلامية التى ماتت بصاروخ إسرائيلي؟

سلوى حجازي
سلوى حجازي

كتب: محمد الشماع

 

- ابنها أقام دعوى ضد إسرائيل منذ 20 عاماً وينتظر معاملة مماثلة لما حدث فى طائرة «لوكيربي»

- نجوى إبراهيم فجَّرت مفاجأة: «أفدتني بحياتها.. وابنتها: سوف تسمعون أخباراً جيدة قريباً»

 

فى 20 مايو من العام 2003 نشرت جريدة «الأحرار» تحقيقاً مطولاً كتبته الزميلة ناهد النبراوى بعنوان «أهالى ضحايا طائرة سلوى حجازى يحاكمون إسرائيل»، وذلك بمناسبة مرور 30 عاماً عى تحطم طائرة مدنية ليبية على متنها عدد كبير من المصريين، نتيجة لإطلاق مقاتلات إسرائيلية نيرانها على الطائرة فوق سيناء.


التحقيق المنشور أكد أن أسرة المذيعة سلوى حجازى أقاموا دعوى قضائية يطالبون فيها الحكومة الإسرائيلية بتعويض لإسقاطها الطائرة التى كانت تستقلها يوم 21 فبراير 1973، لافتاً إلى أن دعوى أسرة حجازى ليست الوحيدة التى نهجت نفس النهج، بل أقمت فتاة مصرية أخرى، سلوى عواد مصطفى، دعوى مماثة أمام القضاء الفرنسى مطالبة بتعويض عن مقتل والدها فى نفس الطائرة التى كانت تستقلها حجازي.


التحقيق أيضاً شمل اعترافات قالت النبراوى إنها منسوبة لأحد قائدى طائرات «الفانتوم» الإسرائيلية التى أسقطت الطائرة المدنية الليبية، من أنه يشعر بالذنب لمشاركته فى ضرب الطائرة، وأنه كان متأكداً من عدم وجود أى شيء داخل الطائرة يمكن أن يهدد إسرائيل.


الغريب، أنه منذ ذلك الحين (2003) لم يفتح الملف بهذه الأهمية إلا منذ أيام، حينما أكد محمد الشريف، نجل المذيعة الراحلة سلوى حجازي، أمر الدعوى القضائية، قائلاً فى تصريحات تليفزيونية: «إحنا رافعين قضية ضد إسرائيل، وضد من قام بإصدار قرار بضرب الطائرة وإسقاطها ،فى المحاكم المصرية، وفيه أخبار جيدة قريباً»، مشيراً كذلك إلى كلام النبراوى التى قالته فى التحقيق بقولها: «الطيار الذى قصف طائرة والدتى قال إنه كان حزينا للغاية عندما رأى الأطفال يحترقون داخل الطائرة».


فيما نشرت عدة وسائل إعلامية أن رضوى الشريف، ابنة المذيعة الراحلة، خاضت معركة قانونية، لمحاكمة كبار المسؤولين الإسرائيليين الذين تورطوا فى المجزرة، بالتنسيق مع أسرة الطيار الفرنسى الذى كان يقود الطائرة، لرفع قضية مشتركة أمام القضاء الفرنسى، واتهمت رضوى وزير الدفاع الإسرائيلى، آنذاك، موشى ديان بأنه المسؤول الأول، إذ أعطى الأوامر بتفجير الطائرة الليبية بعد أن رفض الطيار الفرنسى الهبوط فى إسرائيل.


ولكن لا يُعرف حتى الآن ما هى الأخبار الجيدة التى أشار إليها نجل المذيعة، ومصير المعركة القانونية التى خاضتها شقيقته.


مع حلول الذكرى الـ48 على الحادث، فجرت أيضاً نجوى إبراهيم مفاجأة قدرية قائلة فى تصريحات تليفزيونية إن الرحلة التى أقلت سلوى حجازى كانت ستقلها بدلاً منها، قائلة: «كان دورى السفر على متن الطائرة الليبية المنكوبة والراحلة سلوى حجازى سافرت بدلاً عني».


وأضافت «حضّرت نفسى عشان أطلع السفرية، وكان الدور عليّ فى السفر، والراحلة قالت لي: (نجوى ممكن أطلع مكانك المرة دي).. ورديت عليها: (انتى تأمريني)، وشكرتني.. ولما علمت بالحادثة تألمت جداً، وقولت: (يارتنى كنت بدالها)». متابعة فى تصريحاتها «اتصدمت أول ما سمعت الخبر بشكل كبير، كان وقعها سيئا على الناس كلها كل المحبين والمشاهدين، كان لها شخصية وبصمة رقيقة جداً، واخترت أكون زيها مفيش أحلى مدخل للعيلة غير إنك تحبى أولادهم ويحبوكى لأن الطفل صادق جداً يحب ويعبر أو يرفض وده تعبير صادق».


كانت سلوى حجازى مذيعة تليفزيونية وشاعرة، ولدت فى 1933 بالقاهرة، وتخرجت فى مدرسة الليسيه فرانسيه، فيما صارت من أوائل الخريجين فى المعهد العالى للنقد الفني، وذلك أثناء تقديمها لعدد من البرامج التليفزيونية ومنها «شريط تسجيل» و«عصافير الجنة» و«ريبورتاج».


على الجانب الآخر، فإن سلوى أديبة شاعرة صدر لها ديوان بالفرنسية ترجم إلى العربية هو «ضوء وظلال»، إذ حصلت على الميدالية الذهبية فى العام 1964 من أكاديمية الشعر الفرنسية، كما حصلت على الميدالية الذهبية فى 1965 فى مسابقة الشعر الفرنسى الدولي.


بعد وفاتها منحها الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية باعتبارها من شهداء الوطن، فيما كتب فيها الشاعر الكبير فؤاد حداد قصيدة فى رثائها بعنوان «سلوى العزيزة» يقول مطلعها:

 

سلوى العزيزة

«يا فجر تلميذة فى جناين أم
ضحكتها مسموعة وملاكها لطيف
الورد كان خايف يلاقى الخريف
قدمك عليه السعد فتح الكم»

 

اقرأ أيضا: سلوى حجازي .. عصفورة الجنة