حكايات| الرومانسية النيجيرية.. أكبر عملية نصب على النساء بـ«اسم الحب»

الرومانسية النيجيرية.. أكبر عملية نصب على النساء بـ«اسم الحب»
الرومانسية النيجيرية.. أكبر عملية نصب على النساء بـ«اسم الحب»

قبل عامين تقريبا، انشقت الأرض الإفريقية عن واحدة من أغرب عصابات النصب، بعد أن أسس محامي غاني سفارتين وهميتين لأمريكا وهولندا باع من خلالهما مئات التأشيرات محققا ومجموعته ثروة ضخمة.

 

ومن غرب القارة السمراء أيضًا، قدمت مجموعة نيجيرية أوراق اعتمادها كـ"عصابة" تحمل كوميديا سوداء، نصبت فخًا للمئات في مختلف دول العالم عبر بوابة الحب.

 

أمام صدمة رجال مكتب التحقيقات الفيدرالية بالولايات المتحدة، كشفت التقارير عن اتهام 80 شخصًا في عمليات احتيال أطلق عليها من قبل وسائل الإعلام الأمريكية بـ"الرومانسية النيجرية".. فكيف حدث ذلك؟

 

مع تزايد البلاغات المقدمة من الشركات وكبار السن والنساء المستضعفات عن تعرضهم لـ"مؤامرة ضخمة" انتهت بالاحتيال على ملايين الدولارات منهم، أصيب رجال مكتب التحقيقات الفيدرالية بـ"صدمة وحيرة" شديدتين.

 

اقرأ أيضًا|  السفاح المحترف.. اغتصب وقتل ضحيته ووضع مكياج لجثتها 

 

استخدم المشتبه بهم عمليات الاحتيال عبر الإنترنت، بما في ذلك الحيل الرومانسية وخطط الأعمال؛ حيث اخترق المحتالون حسابات الضمان التابعة لإحدى الشركات لخداع أهدافهم وإقناعهم بالتخلي عن 6 ملايين دولار على الأقل؛ بل وحاولوا سرقة 40 مليون دولار أخرى.

 

 

حينها تحدث المدعي الأمريكي نيك هانا بمرارة، قائلا: "نعتقد أن هذه واحدة من أكبر قضايا الاحتيال من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة".

 

نصاب سوريا 

 

إحدى الحيل التي أبرزها المدعون العامون الأمريكيون مفصلة، قصة امرأة يابانية اعتقدت أنها كانت على اتصال مع نقيب بالجيش الأمريكي متمركز في سوريا.

 

تمتع النقيب وصديقته اليابانية بفترة كافية من المراسلات المتبادلة عبر الإنترنت قبل أن تصبح العلاقة رومانسية؛ إذ ادعى الرجل أنه اكتشف كيسًا من الماس في سوريا، وأراد مساعدة حبيبته في تهريب الماس، قبل أن يبدأ في طلب المال للمساعدة في الجهد المبذول في الحيلة المعقدة.

 

ومع ضعف قلبها وتسارع دقات قلبها اعتقدت المرأة، المعروفة في الوثائق باسم (إف كيه)، أنها كانت تتواصل مع أحد معارفها عبر الإنترنت الذي كان دبلوماسيًا في الصليب الأحمر، وكان الدبلوماسي يخطط للمساعدة في شحن الماس إليها.

 

 

على مدى 10 أشهر، أرسلت تلك السيدة اليابانية 200 ألف دولار إلى الرجل الذي اعتقدت أنه أحد قادة الجيش الأمريكي في المحاولة المشؤومة لنقل الماس، واقترضت من العائلة والأصدقاء وزوجها السابق.

 

لكن كابتن الجيش لم يكن موجودا قط وكذلك كيس الماس، بل كانت عملية احتيال تجرى في الواقع من قبل رجلين نيجيريين مقيمين في لوس أنجلوس، واعتمدا على شركاء في نيجيريا ودولا أخرى لارتكاب الخداع.

 

الشكوى الفيدرالية سجلت عدة ملاحظات لعل أبرزها أن السيدة (إف كيه) كانت مكتئبة وغاضبة للغاية بشأن سلسلة الخسائر التي ألمت بها فمن ناحية لم يكن هناك "حبيب" لها من الأساس ومن ناحية أخرى خسرت أموالا طائلة بعد سلسلة استدانات.


 
غير أن مكتب المدعي العام للولايات المتحدة في المقاطعة المركزية بكاليفورنيا أعلن إصدار لائحة اتهام اتحادية من هيئة محلفين كبرى مؤلفة من 252 شخصًا متهمة 80 شخصًا في "مؤامرة ضخمة".

تم تسمية اثنين من المشتبه بهم، وهما فالنتين إيرو (31 عامًا)، وتشوكوودي كريسوجونوس إيجبوكوي (38 عامًا)، كمتهمين "رئيسيين" في القضية ويشتبه في تنسيقهما "لتلقي الأموال" والإشراف على "شبكة واسعة النطاق لغسيل الأموال" مرة واحدة وقد أقنع أعضاء آخرون في المؤامرة الضحايا بإرسال الأموال بذرائع كاذبة.

 

والاثنان من بين 17 شخصًا وردت أسماؤهم في لائحة الاتهام اعتقلتهم السلطات، يعيش العديد من المشتبه بهم الآخرين في بلدان أخرى، وسابق المدعون الفيدراليون الزمن للعمل مع الدول لتسليم المتهمين.

 

ولم تعتمد عمليات الاحتيال على الخداع الرومانسي فحسب؛ بل تضمنت أيضًا مخططات لاستهداف الشركات بما في ذلك عمليات الاحتيال عبر البريد الإلكتروني للأعمال.