حروف ثائرة

مجدي يعقوب بين كوارث فيصل وتورتة الكلاب!!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

- "عاجل مستشفى مجدي يعقوب يطالب بخصم على فاتورة الكهرباء التى تبلغ حوالى 650 ألف جنيه شهريا" هكذا صدمني وبشدة هذا الخبر وأنا أطالع الصحف والمواقع.. هذا المستشفى العملاق الذى يسعى المصريون للتبرع له.. تطالبه وزارة الكهرباء بهذا المبلغ شهريا وما خفى كان أعظم.. إننى من أشد المتحمسين للحكومة فيما تبذله من جهد خارق لتطوير وتحديث مصر تسهيلا لمعيشة المصريين فما بالنا إذا تعلق الأمر بقلوبهم المريضة وبخاصة الفقراء.. لا نطالب الوزارة بالتبرع لهذا العمل العظيم.. لكن لا نرضى مطلقا أن تعامله مثل أى محل كباب أو قهوة أو كباريه أو حتى كمشروع استثمارى.. بل إن المشروعات الاستثمارية تحصل على دعم وتخفيضات على لوازم الإنتاج.. أم أن إنتاج السلع أهم من صيانة القلوب وحفظ الأرواح؟!

يا سادة إن عالمنا الجليل وابن مصر البار السير مجدي يعقوب لم يبن مستشفى للقلوب فحسب لكنه صرح علمى للمصريين والعرب والإنسانية كافة، فهذا الصرح بخلاف علاجه للقلوب المريضة مجانا يقوم بتدريب آلاف الأطباء المصريين والعرب لنشر الخير وحفظ الحياة.. ورغم ذلك وعلى نهج عالمنا المتواضع رحيم القلب خفيض الصوت جاء رجاء المستشفى بتخفيض رسوم الكهرباء.. وأذكر هنا أن مجلس النواب السابق تبني توجها لم يكتمل بإعفاء المستشفى من كل الرسوم والمصاريف، فأين ذهبت تلك الدعوات.. فإذا تحججت الحكومة بالالتزام القانونى الذى يلزمها بالتحصيل.. فنوابنا قادرون على درء تلك الحجة بقانون يوقف التحصيل بل ودعم هذا الصرح واقرانه.

- استوقفنى فى عناوين الصحف أيضا ما توصلت إليه تحقيقات النيابة الإدارية من مخالفات جسيمة فى عقار فيصل المحترق قادت للكارثة، منها أن العقار مقام بدون ترخيص ومتعدٍ على حرم الطريق ووحداته تسرق الكهرباء دون تحرير محاضر سرقة تيار ومتجاوز للارتفاعات المقررة وأن مخزن الأحذية به غير مرخص ولا يخضع لأى رقابة.. واستوقفتنى بالخبر معلومتان مهمتان.. الأولى أن المسئولين عن تلك المخالفات تنقلوا بين أحياء الجيزة.. والثانية أن التحقيقات كشفت أن هناك حوالى 11 برجا مجاورا للعقار المنكوب به مخالفات مشابهة.

الآن تبقى التساؤلات الحائرة.. ماذا لو لم يقع الحريق؟ لم نكن لنكشف تلك المخالفات؟ والسؤال الثانى حول الموظفين المتهمين الذين تنقلوا بين أحياء الجيزة.. أية مخالفات أخرى سمحوا بها وسهلوها بتلك الأحياء وهل سيتم جرد أعمالهم بحثا عن مخالفات مشابهة؟.. والسؤال الأهم.. كم عقار فى أحياء عاصمتنا التى تنهض وتستفيق به مخالفات مشابهة وربما أفظع وتهدد بكوارث أكبر.. هل من سبيل للوصول إليها ومنع كوارث محققة؟ إن وزارة التنمية المحلية مطالبة وبأقصى سرعة للإجابة على تلك الأسئلة.. ففى الوقت الذى تنفض فيه مصر غبار إهمال وفساد عقود نجد أن دور هذه الوزارة الحيوى محاولة منع مثل تلك الكوارث التى تنغص علينا فرحتنا بالنهضة التى تتحقق؟ فهل إلى خروج من سبيل؟

- وعلى طريقة "هم يبكي وهم يضحك".. استفزنى خبر بمواقع التواصل من قبيل الدعاية لمشروع لا أدرى طيبعته يقول "عملنا تورتة لكلاب الفنانة الجميلة "ه. ص" وعجبت كلابها واتبسطوا بيها كل سنة وهما طيبين، وانتوا كمان ممكن تدلعوا كلابكم وتعملولهم عيد ميلاد بأحلى تورتة فيها لعب وشمع بسنهم" وصاحب البوست فيديو للفنانة وكلابها وهما بيطفوا الشمع!!

ما هذا الاستفزاز بل والهيافة والسطحية.. ففى الوقت الذى يكابد فيه كثير منا الأمرين لتوفير الخبز الحاف.. وتجاهد الدولة للتوعية بترشيد إنفاق المواطنين لعبور عنق الزجاجة الحالية تأتى تلك التصرفات المستفزة.. إن مثل تلك الأفعال وبدون مبالغة تهدد السلم الاجتماعى وتماسك الشعب ووحدته خلف الدولة.. يا هانم احتفلى بأولادك "هكذا وصفتهم فى الفيديو" كم يحلو لكِ دون استفزاز لمشاعر الملايين!