بينى وبينك

ألف عام من الحب

زينب عفيفى
زينب عفيفى

بقلم/ زينب عفيفى

الكتب كالبشر لها تواريخ وأعياد ميلاد، خاصة تلك الكتب التى تعد من العلامات المميزة فى تاريخ الإنسانية، من هذه الكتب كتاب "طوق الحمامة فى الإلف والآلاف" لابن حزم الاندلسى الذى كتبه سنة 1022..  رغم مرور ما يقرب على أول صدور له ألف عام! إلا أنه مازال يحمل نفس الوهج والجمال المعرفى للحب ومعانيه. لأنه ببساطة تناول كل شروح الحب ومعانيه وأسبابه وأعراضه فى لغة عربية فصيحة محببة، حتى جعل منه منهجا للحب والحياة، من خلال قصائده وحكاياته. لقد كتبه ابن حزم الأندلسى بتكليفٍ من أحد أصدقائه، من واقع ما شاهده وحدَّثه به الثقات من أهل زمانه.

 

جاء الكتاب مُقسماً على ثلاثين باباً، عشرة فى أصول الحب، واثنا عشر باباً فى أغراضه المحمودة والمذمومة، وفى الآفات الداخلة على الحب ستة أبواب، وخُتِم ببابين أحدهما فى قبح المعصية والآخر فى فضل التعفف. وطوق اليمامة كما تقول د. آمال إبراهيم فى مقدمته  ليس كتابا فى أحوال الحب والمحبين فحسب، بل أنه يعكس أحوال الاندلس وما مرت به من أحداث سياسية واضطرابات وفتن فى عصره كما أنه وثيقة أدبية نستدل منها على شخصية ابن حزم نفسه.

 

وللكتاب مخطوطة وحيدة بمكتبة ليدن بهولندا، هى التى اعتمد عليها المستشرق الروسى "بيتروف" فى تحقيقه للكتاب، الذى ظهرت فى طبعته الأولى عام 1914، أى بعد نحو تسعمائة سنة من كتابته، ليتوالى صدور طبعاته العربية التى وصلت إلى 14 طبعة بين عامى 1930 و2012. وفى الطبعة الجديدة التى طرحتها الدار المصرية اللبنانية جاءت محاولة لإعادة تقديم هذا الكتاب بمناسبة مرور ألف عام على صدوره أول مرة، وفيما يتصل بعنوانه لم يقدم ابن حزم تعليلا له ولكنه عنوان شديد الصلة بموضوع الكتاب،فهو يشى بالاستقرار والديمومة أى صفة لا تفارق صاحبها حتى يفارق الطوق الحمامة،وكل ما عرض له ابن حزم فى كتابه من صفات الحب وأسبابه لا يفارق المحبين على مر الزمان.