فجر جديد

فن اللامبالاة

هبه حسين
هبه حسين

بقلم/ هبه حسين

هل يمكن أن تتحول اللامبالاة الى فن يجب علينا أن نتعلمه ونمارسه ونحوله لأسلوب حياة ؟.. فى ظل ضغوط عديدة تواجهنا، نحتاج لتعلم هذا الفن للتخلص من أشياء باتت عبئا ثقيلا علينا رغم أنها لاتستحق أن نعيرها اهتماما أو نبكى على أطلالها. 

هذه ليست دعوة للاستهتار بل لإعادة ترتيب أولوياتنا وقائمة اهتماماتنا.

فى كتابه "فن اللامبالاة"، ينبه المؤلف "مارك مانسون" الى أن عثورك على شىء هام له معنى حقيقى فى حياتك قد يكون أفضل طريقة لاستخدام وقتك وطاقتك، وإلا سيتجه اهتمامك لقضايا تافهة. فالنضج يحدث عندما يتعلم المرء ألايهتم إلا بما يستحق اهتمامه.علينا أيضا أن نقبل الحياة بحلوها ومرها ولكن أن نتصور شيئا مغلوطا فينا عندما تسوء الأمور، فيدفعنا ذلك للمبالغة فى التعويض، يدخلنا فى دوامة يسميها الكاتب "الحلقة الجحيمية"، مشيرا الى أن الطريقة الوحيدة للتغلب على الألم هو أن نتعلم أولا كيف نتحمل هذا الألم. فالحياة نفسها نوع من المعاناة وهى مفيدة من الناحية البيولوجية لأنها وسيلة الطبيعة لحث الانسان على التغير. ليس غريبا أن نشعر أحيانا بالشقاء، فقد قال سبحانه وتعالى:"لقد خلقنا الانسان فى كَبَد"، ولكن كثيرا من الناس يريدون تحقيق أحلامهم دون تكبد مشقة السعى إليها. ويؤكد المؤلف أن حالات الفشل تقود الى فهم أفضل لضروريات النجاح، أما إنكار الفشل فهو نوع من الفشل.

تأتى السعادة من حل المشاكل وليس انكارها أو إلقاء اللوم على الآخرين أوالتعلق بأوهام. فشبكات التواصل تصدر لنا سعادة زائفة لدى آخرين تجعلنا نجرى وراء سراب، فتنحرف اهتماماتنا الى محاولات التشبه بآخرين بدلا من التركيزعلى قيمتنا الحقيقية. وللحديث بقية.