«عمال اليومية» بين مطرقة سد الجوع.. وتحدي موجة الطقس السيء

عمال اليومية بين مطرقة سد الجوع ..وتحدي الطقس السيئ 
عمال اليومية بين مطرقة سد الجوع ..وتحدي الطقس السيئ 

بدا الطقس مبلدًا بالغيوم، وجاءت الرياح عاتية، وظلت الأمطار تهطل لساعات طوال.. ربما أجبر هذا المشهد الكثيرين على عدم الخروج من منازلهم كما حدث في الأيام الماضية نظرًا لشتاء أبى أن يغادر دون تلك الموجة التي تعتبر الأقسى منذ بدء الشتاء.

ومع هطول الأمطار بغزارة، لاحظنا عمال اليومية وهم يتحدون الموجة العاتية من الطقس، فهم موجودون بالشارع يلتحفون بالسماء التي لم تستطع أن تقيهم من برد قارس، فقد خرجوا رابطين أوجاعهم على بطون صغارهم  المنتظرين على أحر من الجمر عودتهم  من الخارج بكسرة خبز قد ساقها لهم القدر رامين فوق أكتافهم قبل «المقطف» هموم ومتطلبات أسرهم فسقطوا بذلك بين مطرقتي  سد الجوع وتحدي الطقس السيء.

أقرا أيضا | إصابة 6 في تصادم سيارتين بطريق «طنطا - المحلة الكبرى»  

    

رزق يوم بيومه


في البداية يقول مدحت رمضان، 44 عاما، عامل محارة: «في ظل تلك الظروف التي يمر بها الجميع نظرا للطقس السيئ ، فإننا نواجه موجة تهكم وسخرية كثيرة من البعض ونحن ذاهبون للعمل في الصباح الباكر وسط المطر والجو الملبد بالغيوم ،فمعظم الناس تنظر إلينا وكأننا مدخرين أموالا تكفينا للبقاء في منازلنا والتخلي عن الذهاب للعمل.. أنا لو قعدت يوم هموت من الجوع".

 

المبيت تحت الأمطار 


ثم أضاف جابر عبدالهادي، مبلط سيراميك: «نظرا لاستكمالنا لبعض الأعمال المهمة هناك فظللنا في العمل لأوقات متأخرة من الليل، وفي النهاية اضطرينا للبيات في ظل هذا الطقس السيء وهطول الأمطار، فكنا بين الحيا والموت لولا العناية الإلهية، ومع شروق الشمس قمنا بالنزول من العمارة مسرعين من أجل الدفء بآشعة الشمس، واستكملنا عملنا لليوم التالي».

عامل: المطر والسيول بتوقف حالنا.. والشمس بتحرقنا
 

ثم أكد علي عامر «عامل هدد» في العقد الرابع من عمره: «العمل في الصيف يختلف تماما عن الشتاء ففي الصيف الجو لم يكن يساعدنا على العمل خاصة أننا تحت رحمة أشعة الشمس المحرقة.. ففي بعض الأوقات نصاب بحاله من الدوار نتيجة الأشعة الحارقة، ونعمل في أغلبية الأوقات في الصيف في الليل لتفادي الشمس.. كمان المطر والسيول بتوقف حالنا».

 

وتمنى العامل أمنيى من الحكومة قائلا: «نرجو من الدولة مراعاة العمالة غير المنتظمة في تلك الظروف.. وإحنا كلنا بنشكر الرئيس السيسي والحكومة المصرية على مراعاتها لنا في الفترات الماضية ومساعدتها لنا في ظل أزمة كورونا عبر منح العمال غير المنتظمة».

 

«التنين» يصيب عاملا بكسور 


من جانبه تحدث محمود أشرف، عامل بناء، بنبرة يكسوها الألم قائلا: «أنا حزين جدا خاصة في ظل الطقس الراهن.. أنا بشتغل في الشارع وعلى " الطل " ومننا للسماء ولايوجد غطاء يحمينا إلا  ستر ربنا وتحصيل لقمة عيشنا وبنستحمل مقابل ذلك الكثير والكثير من الضغوطات والتحديات، فنتيجة الأمطار العام الماضي وموجة "التنين " من سيول تعرض أحد أصدقائي إلى "التزحلق" من على "السقاله" وسقط على الأرض مما نجم عن ذلك حدوث كسور في مناطق متفرقة في جسده».