ماذا قال «علي جمعة» عن شهر رجب بخطبة في 2013| فيديو

فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق
فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الجمهورية السابق

أعادت صفحة الشيخ علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، على موقع فيسبوك، نشر خطبة الجمعة التي جاءت بتاريخ 31 مايو 2013، وكانت عن شهر رجب.

 

وجاءت الخطبة كالتالي:


يظلنا شهر رجب، أسموه الأصم؛ لأنه فرد وحيد، والأشهر الحُرُم الثلاثة متتالية، ذو القعدة وذو الحجة ومحرم، ولذا أسموه برجب الفرد، وأسموه رجب الأصم، والأصب؛ لأنه تصب فيه الرحمات وتتنزل فيه السكينة وفي هذا الشهر الكريم أسرى ربنا -في معجزة لا مثيل لها بين الأنبياء- بنبينا ليلًا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير، حرره الله، ورده إلى المسلمين من أيدي الصهاينة الملاعين.


في هذا الشهر سألني سائل قال: إن المسلمين يتمسكون بالتقويم القمري وينسبونه إلى هجرة المصطفى ﷺ، والقمر له دورة في كل شهر حول الأرض، وسنته وشهوره تمرُّ على الصيف والشتاء، والله سبحانه وتعالى جعل الزرع والضرع متصلًا بالصيف والشتاء، وليس متصلًا بالقمر ودورته، فإذا نحن سرنا على التقويم القمري الهجري اختلَّ شأنُ النظام والمعاش ولذلك لا بد أن نسير على التقويم الشمسي؛ لأنه هو الذي ينضبط مع الصيف والشتاء، ومع الربيع والخريف، ومع خروج الزرع وأحوال الميلاد والضرع عند الحيوان.

 

قلت له: إن الله سبحانه وتعالى لما خلق الكون قصد منه ثلاثة مقاصد: أولها: العبادة، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.

وثانيها: العمارة، قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} أي طلب منكم عمارها.

وثالثا: التزكية، {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}.

وقال: العبادة، العمارة، التزكية، والله سبحانه وتعالى أمرنا أن نقرأ كتابين، ووضع لنا الليل والنهار والشمس والقمر من أجل هذين الكتابين، القرآن، والأكوان، وهما قد صدرا من الرحمن، أما القرآن فقد صدر من عالم الأمر، وأما الأكوان فقد صدرت من عالم الخلق. قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. وأمرنا أن نقرأ كتاب الكون، وأن نقرأ كتاب الوحي، وأنه لا تناقض بينهما، وربط كتاب الوحي بالليل، وبالقمر، وربط كتاب الكون بالنهار وبالشمس، وبالعمارة.

لينك الفيديو: