دورة استثنائية تتحدى الجائحة.. والسينما الألمانية تسيطر على المهرجان

 لقطة من الفيلم الألمانى «أنا رجلك» إخراج ماريا شرايدر
لقطة من الفيلم الألمانى «أنا رجلك» إخراج ماريا شرايدر

يأتى مهرجان برلين هذا العام بنكهة الكوميديا سواء كانت مجرد السخرية المعروفة أم الكوميديا السوداء، حيث نجد أفلاماً تحاول صناعة البهجة وأخرى تحاول طرح الأسئلة ومحاولة البحث عن إجابات، إنها دورة استثنائية فى كل شيء بداية من طريقة إقامة المهرجان الذى يعقد مرتين الأولى من 1 إلى 5 مارس ثم مرة أخرى من 9 إلى 20 يونيه بحضور الجمهور، وأثرت أيضاً على موضوعات الأفلام، فجاءت أغلبها كوميدية وساخرة وكأنها محاولات للبحث عن البهجة رغم كل الظروف وعن الاستمرار فى طرح التساؤلات والعثور لها على إجابات.

والملاحظ فى هذه الدورة هو الحضور القوى للسينما الطاغى للسينما الألمانية التي تقف بشموخ وراء المهرجان لتعوض الضرر الذى ألحقته الجائحة بمشاركات الأفلام تماماً مثلما فعلت السينما الإيطالية العالم الماضى فى مهرجان فينيسيا.

هذا العام فى الدورة الـ 71 لمهرجان برلين يتنافس فى المسابقة الرسمية والتى تعد حجر الزاوية فى المهرجان 15 فيلما من 16 دولة وتأتى ثلث الأفلام ألمانية!.

فتشارك ألمانيا بخمسة أفلام من بينها فيلم "Fabian" لدومينيك جراف وهو مأخوذ عن رواية لأريك كاسندر والتى كتبها عام 1931 وينتمى الفيلم للنوعية الساخرة، حيث تدور أحداثه حول فابيان الرجل الليبرالى والذى يعمل فى مجال إبداعى هو مجال الإعلانات ويشهد بنفسه انهيارات المجتمع الألمانى فى مرحلة ما قبل الحرب فى ثلاثينيات القرن الماضى.

وكذلك فيلم Nebenan أو "فى الجوار" والذى يعد التجربة الإخراجية الأولى للممثل الألمانى دانييل برول والفيلم كوميدى ساخر يقوم ببطولته دانييل برول نفسه وتدور أحداثه حول شاب لديه مشكلات مع جيرانه المزعجين ويهددونه بكشف أسرار حياته الخاصة!.

وتشارك المخرجة الألمانية ماريا شرايدر بفيلم "أنا رجلك" وهو فيلم يطرح أسئلة فلسفية حول علاقة الرجل بالمرأة!.

أما المخرجة الألمانية ماريا سبيث فتقدم فيلم Mr.Bachmann and his class ويتناول الفيلم علاقة المدرس بتلاميذه فى مدينة معقدة فى ثقافتها وطريقة المعلم الفريدة فى التواصل مع تلاميذه.

كما تقدم المخرجة الألمانية الكسندرا كوبرزيد فيلمها " What Do We See When We Look at the Sky" وهو أيضا أحداثه فى إطار اجتماعى فلسفى.

وقد وصفت إدارة المهرجان أفلام هذا العام بأنها " تقدم صورة مفصلة للسينما كما هى وكما يجب أن تكون وذلك بتوقيع كل من المخرجين المعروفين والصاعدين مع الحرص على تنوع السينما بإنتاجها الواسع فى القرن الـ21 لتعكس العالم الذى نعيش فيه وتسمح للجمهور بفهم مكانهم فيه بشكل كامل والتعرف على مكان الآخرين واحترامهم".

ومن أهم الأفلام المشاركة الفيلم الفرنسى "Albatros" من إخراج زافير بوفوا وينتمى الفيلم لنوعية الكوميديا السوداء وتدور أحداثه حول حياة ضابط شرطة تنقلب حياته رأساً على عقب بين ليلة وضحاها.

ومن فرنسا أيضا يشارك فيلم "الأم الصغيرة" للمخرجة سيلين سكياما والتى اشتهرت بفيلمها الرائع "صورة لشابة تشتعل" وتقوم ببطولة الفيلم الجديد طفلتان كل منهما عمرها 8 سنوات فى رحلة داخل مشاعر الأمومة المبكرة لدى الطفلتين فى رحلة مبهجة داخل عالم الطفولة.

ويشارك من المنطقة العربية الفيلم اللبنانى "دفتر مايا" من إخراج الزوجين جوانا حاجة وخليل جريج وتدور أحداثه حول امرأة لبنانية انتقلت الى كندا وظلت تتلقى طرودا من صديقة لها تتضمن صورا وأشرطة كاسيت وكتابات تتضمن كتاباتهما لبعضهما البعض بينما كانت لبنان فى خضم الحرب.

أما المخرج الرومانى رودو جود فهو يتأمل نفاق المجتمع فى فيلم "حظ سيئ" والذى يتناول حياة معلمة تتحول إلى دراما بسبب نشر صور حميمة لها على الإنترنت!.

كما يشارك الفيلم الإيرانى "قصيدة البقرة البيضاء" إخراج بهتاش صناعى ها وهو فيلم اجتماعى كوميدى.

ومن اليابان يشارك فيلم The Wheel of Fortune and Fantasy من إخراج ريسوكى هاما جوتشى وتدور أحداث الفيلم عن الصدف الغريبة فى الحياة التى يتضح لاحقا أنها مفاجآت الحياة المليئة بالتفاصيل غير المتوقعة!.

الملاحظ فى هذه الدورة أيضا وجود خمسة أفلام بتوقيعات نسائية، أى حوالى ثلث الأفلام المشاركة فى المسابقة الرسمية وتتكون لجنة التحكيم هذا العام من الفائزين السابقين بجائزة الدب الذهبى.