افترقا وعمره شهرين.. جملة صادمة عندما تمر على الأذهان، فمن في هذه الحياة تستطيع أن تترك طفلها الرضيع وتهرب.. ولكن "اللي يعيش ياما يشوف".
"يمينة" كانت شابة في مقتبل عمرها تزوجت وانجبت ولدا، وعندما تم شهره الثاني هربت وتركته يواجه الحياة بدونها، ولكن ليس بيدها شيئا، حي كانت قسوة الأب واساءته لها أقوى منها مما جعلها تهرب وتعمل لدى أسرة فرنسية في الجزائر، ثم سافرت إلى فرنسا واختفت تماما من حياة ابنها.
عاش الطفل عبد الرحمن في رعاية جدته التي اعتبرها أمه الحقيقية حتى بلغ من العمر 14 عاما وبعد أن اكتشف الحقيقة ذهب في رحلة للبحث عن أمه الحقيقية في رحلة دامت 59 عاما.
انتقل عبد الرحمن للعيش في العاصمة البلجيكية بروكسل وتزوج واصبح ابا لخمسة أطفال وجد لعشرة أحفاد ولكنه لم يتوقف عن البحث عن امه قائلا :" أنه لم يفقد الأمل يوما في ايجادها وكان دائما هناك صوتا في أذنه يقول له أنه سيلتقي بها يوما ما".
وبالفعل أتضح أن الصوت على حق واستطاع تعقبها ووجد بعد 59 عاما أنها تعيش في دار مسنين في مدينة ليون الفرنسية.
لم يستطع عبد الرحمن من مقابلة أمه في البداية خوفا عليها من الصدمة، حيث أنها قد اصيبت مؤخرا بجلطة دماغية، ولكن بعد تعافيها التقيا بعضهم البعض واحتضنت يمبنة أبنها لأول مرة بعد فراق دام 73 عاما.
