حديث وشجون

«من غير ليه»

إيمان راشد
إيمان راشد

نص قانون الأحوال الشخصية فى حالة طلاق الزوجين على أن تكون البنت فى حضانة الوالدة وحتى زواجها.. وأجبر الرجل على إعداد مسكن للحاضنة يليق بمكانتها الاجتماعية لها ولابنتها ولم ينص على أن البنت بمجرد انتهاء دراستها الجامعية تلغى حضانة الأم لها وتعيش بمفردها.. وقد سن القضاء ذلك واستشفه من الدين والشرع وروح القانون بغيا لاصلاح المجتمع.

كذلك فإن مجتمعنا الشرقي يرفض تماما أن ينفرد الشباب بمسكن خارج إطار الأسرة إلا فى حالة الزواج وينفر ولا يستسيغ تصرف من يفعل غير ذلك هذا للشاب فما بالك بالفتاة.....

حديثى هذا بمناسبة ما شاهدته  مؤخرا لمسلسل بعنوان "ليه لأ" للفنانة المحترمة أمينة خليل التى أعتز بها وبكل من فى المسلسل، القصة تدور حول فتاة تمردت على عادات وتقاليد الأسرة ولحكم الأم المسيطرة من وجهة نظرها والمتحكمة فى تصرفاتها بعد وفاة الوالد.. فتركت المنزل يوم عقد قرانها وسط ذهول العريس والأهل وهربت واستأجرت شقة تعيش فيها بمفردها وتلتقى بأصدقائها من الجنسين فيها فى إطار صداقة محترمة.. وعندما أعيتها الحيل لإيجاد سبل العيش عملت كسائقة لسيارة أجرة معرضة نفسها للعديد من المشاكل.. وقامت البنت بكل هذه التصرفات بدعوى الحرية.. ونسى المؤلف أو تناسى أن الحرية مشروطة بالمسئولية تجاه المجتمع والمحيطين وحتى لو اعتبر هو ما كتبه حرية خاصة.. أقول له لا فأنت تؤثر سلبا أو إيجابا فيما يعرض فالشاشة تدخل كل البيوت ولا نقول عليكم بتحويل القناة فمن منا يستطيع أن يمنع ابنه أو ابنته من مشاهدة ما يعرض. نحن فى مجتمع شرقى متدين.. وأنا لست بناقدة فنية ولكنى أعتقد أن خبرتى فى الحياة تمنحنى بعض الحقائق الإجتماعية.

الفن رسالة سامية ترتقى بالمشاعر والأفعال قد تكون فى تابلوه جميل أو شعور راق أو مسلسل وفيلم هادف.

 فمثلا أفلام الأبيض والأسود كانت رغم بساطتها فى تناول الأفكار تصل أحيانا الى السذاجة بفكر اليوم إلا أنها  كانت تهدف لتوضيح الحلال والحرام والخير والشر.

الفنانون قدوة لشبابنا يقلدونهم تقليداً أعمى فى ملابسهم وتصرفاتهم خاصة المراهقين منهم فارحمونا وكونوا لهم قدوة صالحة واتقوا الله فى أنفسكم وابنائنا يرحمكم الله وماتقولوش ليه، من غير ليه.. واعذرونى يمكن أكون دقة قديمة.