انتخابات كتالونيا| استحقاق برلماني بشوائب الانفصال ومخاوف كورونا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

توجه الناخبون في إقليم كتالونيا، اليوم الأحد 14 فبراير، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية داخل الإقليم، والتي تُجرى وسط مخاوف وباء كورونا في البلاد، والذي يُتوقع أن ينال من مشاركة الناخبين خلاف المرة السابقة للانتخابات.

وتشير الاستطلاعات إلى أن نسبة المشاركة لن تتجاوز 60% من إجمالي الناخبين، في وقتٍ بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات المنصرمة أكثر من 80%.

وعشية الانتخابات، وجه رئيس الوزراء الإقليم، بيري اراجوني، النداء للناخبين بالمشاركة في محاولة لتفادي ما يخشى أنه قد يكون إقبالاً ضعيفًا تاريخيًا.

وقال زعيم الإقليم: "لا يتعين أن يبقى أي مؤيد أو مدافع عن حزب «اسكويرا ريبابليكانا» وعن بناء جمهورية كتالونية في منزله غدا الأحد".

وتابع قائلًا: "سيواصل هذا الشعب المعركة من أجل الحرية".

وتخيم أجواء تفشي وباء كورونا في الإقليم، لدرجة أنه تم تخصيص آخر الساعات الأخيرة من الاقتراع، الذي سيمتد حتى الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت القاهرة)، ستخصص للأشخاص المصابين بعدوى "كوفيد-19" والموضوعين قيد الحجر الصحي.

وشهد إقليم كتالونيا خلال آخر أسبوعين فقط تسجيل ما يربو على 51 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا.

ذكرى الانفصال حاضرة

وفي الأثناء، تُجرى الانتخابات بعد أكثر من ثلاثة أعوام على محاولة الانفصال الفاشلة التي كانت بدءًا من الفاتح من أكتوبر عام 2017، حينما نظمت السلطات في كتالونيا استفتاء رفضت مدريد إجازته.

وشهد يوم الاستفتاء أحداثًا داميةً بعدما حاولت السلطات المركزية بكل الوسائل منع إجراء الاستفتاء، وصلت إلى لجوء الشرطة إلى أعمال قمعٍ بحق بعضٍ ممن كانوا يريدون الذهاب إلى مراكز الاقتراع.

وأتت نتيجة الاستفتاء بموافقة أكثر من 90% من الناخبين على الانفصال، في وقتٍ بلغت نسبة المشاركة فيه 46%. وعزف غالبية المؤيدين للبقاء ضمن إسبانيا عن المشاركة في الاستفتاء آنذاك.

وعلى ضوء تلك النتائج، أقر برلمان إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا في 26 أكتوبر من العام ذاته، لتنفصل كتالونيا بصورةٍ أحاديةٍ عن إسبانيا.

لكن هذا الانفصال لم يدم سوى ليومٍ واحدٍ، فسرعان ما فرضت الحكومة المركزية في مدريد برئاسة ماريانو راخوي آنذاك الحكم المباشر على كتالونيا، وألغت الحكم الذاتي الذي يتمتع به إقليم كتالونيا، وأقالت برلمان الإقليم.

واعتقلت السلطات عددًا من قيادات الإقليم، وعلى رأسهم نائب زعيم الإقليم أوريول جونكيراس، فيما لاذ زعيم الإقليم وقتها كارلس بوجديمون بالفرار إلى بلجيكا، وهو لا يزال في المنفى خارج الإقليم إلى حد الآن.

وأُجريت انتخابات إقليم كتالونيا بعد ذلك في 21 ديسمبر، وتمكن خلالها أنصار بوجديمون من الانتصار، إلا أن المحكمة العليا في البلاد رفضت أن يتولى بوجديمون رئاسة حكومة الإقليم من المنفى.

توقعات بتقارب النتائج

وهذه ثاني انتخابات برلمانية داخل إقليم كتالونيا منذ محاولة الانفصال الفاشلة في أكتوبر عام 2017.

وتشير استطلاعات الرأي إلى نتائج متقاربة جدًا بين ثلاثة أحزاب، وهي الحزبان الانفصاليان الرئيسيان في كتالونيا "معا من أجل كتالونيا" واليسار الجمهوري في كتالونيا، من جهةٍ، وهما يشكلان الحكومة الراهنة والحزب الاشتراكي الكتالوني وهو فرع من الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بزعامة رئيس الحكومة المركزية بيدرو سانشيز.

ويتوقع أن ينجح الائتلاف الحاكم الحالي في الاستمرار في الحكم، لكنه سيجد صعوبة في الوصول إلى الأغلبية المطلقة، والمقدرة بـ28 مقعدًا من أصل 135 مقعدًا في برلمان الإقليم.

اقرأ أيضًا: بمشاركة مصابي كورونا .. انطلاق الانتخابات في كتالونيا اليوم