سر ولع المصريين القدماء بـ «زهرة اللوتس»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لغز الحضارة المصرية واللغة الفلسفية لقصة الخلق، والمفهوم الجمالي عند قدماء المصريين أينما نظرت فى التراث الفني لقدماء المصريين وجدت زهرة اللوتس فهي في الأيادي، تمسك بها لتستنشق عبيرها وهى فوق رؤوس السيدات ، تعطرها و تزينها وهى فوق تيجان أعمدة المعابد وفي الحلي والمجوهرات ، و فوق لفائف المـومياوات قبل أن تدفن  هي زهرة الجمال الإلهي الذي انبثق من مياه الأزل «نون» عند النشأة الأولى ، كما أكده الباحث الأثري مجدي شاكر .


وأضاف شاكر، أن لقد جاء في ثامون الأشمونيين أن أول ما ظهر من «نون» في الأزل كانت زهرة اللوتس، كما ذكرت نصوص إنشاء معبد إدفو أن خروج «رع» النور الإلهي، و تجليه أول مرة كان من فوق زهـرة لوتس التي خرجت من مياه الأزل .

والرمز في زهـرة اللوتس يأتي من تأمل المصري القديم لتلك الزهرة ، فوجد فيها رمزاً عميقاً يحكى قصة الخلق، وهى قصة تقوم في جوهرها على انبثاق النور من الظلمة، وخروج النظام من الفوضى وخروج الجمال الإلهي على شكل زهرة لوتس من الوحل .

انظر إلى زهرة اللوتس بروعتها و جمالها كيف تخرج الزهرة الأكثر جمالا من قلب الوحل و الطين ؟ يا له من تناقـض عجيب فزهرة اللوتس لا تنمو إلا في مستنقعات الوحل و الطين.

 وترمـز زهرة اللوتس أيضاً إلى عناصر الخلق الأربعة، فجذورها في الطين وسيقانها في الماء، وأوراقها في الهواء، و تمتص زهرتها عنصر النور من الشمس كل صباح ، أي أنه عند شروق شمس كل يوم جديد تخرج زهـرة اللوتس من تحت سطح ميـاه المستنقعات وتتفتح أوراقها لتستقبل نور الشمس و تمتصه بداخلها، و مع غروب الشمس تعود فتغلق الزهرة أوراقها و تغطس تحت سطح الماء لتنتظر شروق الشمس من جديد في صباح اليوم التالي .

وبالتالي يظهر الأمر كأنه يوجد هناك علاقة خفية تربط بين زهرة اللوتس و بين النور، وكأنها تأبى أن تحيا إلا في النور، فلا حياة إلا في وجود النـور، وعندما يختفي النور لا تستطيع زهرة اللوتس أن تبقى فوق السطح بين عالم الأحياء عالم الظاهر، و أنما تفضل أن تنزل إلى عالم الباطن «العالم السفلى» و ترتحــل مثل «رع» في «الدوات»  أي عالم الباطن "، و تعـود وتولد معه من جديد عند شروق كل يوم جديد تأملوا  هذا الفكر الفلسفي العميق .

كان لزهرة اللوتس مكانة عظيمة  في الوجدان المصري، حيث كانت تستخدم في جميع المناسبات والاحتفالات والمآدب.

بجانب كونها مكون رئيسي وعطر رئيسي محلي بجانب ما كان يستورد من بلاد بونت وبلاد سومر والعراق بل العطور القديمة وهى صاحبه القدرة على جعل مستنشقيها مسترخي وصافي الذهن فحينما نشاهد أي صوره بها زهرة لوتس أو عطرها يستنشقها أي شخص فيدل أنه في حالة تأمل وصفاء ذهني وكانت تستخدم من قبل الملوك للشفاء الجسدي والروحي وتستخدمها الكهنة في المعابد والطقوس.

وأوضح شاكر، أن استخدمتها لربات البيوت بشكل يومي في زينتهم وفى الأكل حتى كانت تؤكل وزيتها لها خصائص علاجية وتجميلية عديدة فزهرة اللوتس القديمة لها خصائص عديدة في الشفاء والعلاج والتجميل وعطر أخاذ حتى اشتهرت مصر بالشعب النظيف محب الجمال 
ارتبط  المعبود «نفرتوم» في الفلسفة المصرية بالعطور، و خصوصا عطر اللوتس باعتبار العطر جزء من أدوات الزينة أو لعلاقته بالحب و الرومانسية
و تستطيع روائح معينة أن تستدعى ذكرياتك المنسية فجأة و بشكل تلقائي هذا الظهور للذكريات من أعماق العقل الباطن أو اللاوعي إلى وعى اليقظة هو ما عبر عنه المصري القديم بصورة رأس المعبود نفرتوم وهي تخرج من زهرة اللوتس وصوره في هيئة رجل يحمل فوق رأسه زهرة لوتس.
كان قدماء المصريين على دراية عميقة بتأثير الروائح على وعى الإنسان و عرفوا كيف يستخدمون تلك المعرفة في تنشيط الذاكرة الروحانية و الاتصال بالعوالم الأخرى، وهى 
علوم فقدتها الإنسانية بمرور الزمن .

وأكد شاكر ، أن المصري القديم كان يتصل بروح نفرتوم و يستحضره بشكل يومي مع كل زهرة لوتس يستنشقها.

اقرأ أيضاً: «ستان وقلوب»| كمامات الـ«فالنتين».. أبرز هدايا عيد الحب