أغانى الحب من أروع الأعمال الأدبية من مصر الفرعونية

أغانى الحب في مصر الفرعونية
أغانى الحب في مصر الفرعونية

شيرين الكردي

المصريون القدماء تقدموا في كل شيء تقريبًا، سواء ماديًا أو معنويًا، وفي «عيد الحب» نلقي الضوء على كيفية تناول المصريون القدماء للحب وكيف كانت أغاني الحب من أروع الأعمال الأدبية في مصر القديمة، ويوضح الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار مكتبة الإسكندرية، كيف كان الحب مهمًا جدًا في مصر القديمة، وكيف كانت  أغاني الحب من أروع الأعمال الأدبية من مصر الفرعونية.

 

حيث يؤكد «عبد البصير»، أن كاتبي الأغاني نجحوا في التعبير عن مشاعر النساء القوية تجاه عشاقهن، وتصور الحب كحالة شعرية فريدة. وتمتلئ بالإيحاءات الحسية الصريحة، ومثلت تعبيراً متحرراً عن الحب والجنس في مجتمع المدينة المفتوح.

 

«الأغانى والشعر »

ونوه «عبد البصير» إلي أن الأغاني تحمل في طياتها رسالة غير مباشرة عن الحب والرغبة الحميمة بين العاشق والمعشوقة، لكنها تلمح ولا تصرح بأية أنشطة جنسية صريحة، واهتم مؤلفوها بمديح الحب والسعادة والدعوة للاستمتاع بالحياة، واستخدمت البيئة النباتية وعناصرها الزخرفية بكثافة في هذه الأغاني، فتعدد ذكر الأحراش، والحقول، والحدائق، والبساتين، وكانت الحقول والحدائق أمكنة محببة للقاء بين العاشقين.

 

أغاني الحب 

وعبرت أغاني الحب في حالات كثيرة عن قصة حب تنتهي بنهاية سعيدة، ويشكل المكان والزمان عنصرين مهمين من عناصر قصة الحب، وكانت المناسبات الاحتفالية أوقاتًا جيدة لممارسة الحب بين العشاق والعاشقات، وكان مكان الحب، حيث يلتقي العشاق، أهم عناصر أغاني الحب، والذي كان حديقة غالبًا، وقد ترمز الحديقة عمومًا إلى فتاة أو إلى الطبيعة الجنسية الأنثوية، علاوة على كون الحديقة مكانًا رائعًا شديد الخصوصية والحميمية للعاشق أن يلتقي فيه بمعشوقته.

 

واستخدمت الأغاني أجزاءً من جسد المحبوبة بشكل رمزي وعميق. وتكونت العناصر الزخرفية، التي لعبت دورًا محوريًا في أغاني الحب، من الأشجار والفواكه والخضراوات والأزهار، وكان من بين النباتات المثمرة لذيذة المذاق التين والتفاح والجميز، وكانت توحي عادة بفكرة الخصوبة والتواصل والارتواء، واختيرت الأزهار الملونة والعطرية الفواحة.

وتعد لغة النباتات الخاصة بالأشجار والفاكهة فريدة جدًا وتعبر تعبيرًا حيًا وحقيقيًا عن الحب وتؤسس له، وكانت بيئة الحب هذه طبيعية للغاية، مليئة بكل العناصر التي تساعد على تحقيق الحب وازدهاره، وكانت البيئة الطبيعية خير مكان للحب، وإذا لم يمارس فعل الحب فيها، فإنها كانت مقدمة مناسبة لأدائه في مكان آخر، وحملت رائحة الأشجار والفواكه دلالات جنسية قوية وساعدت كثيرًا في خلق بيئة مناسبة لممارسة الحب.

نصوص مصرية قديمة

وعبرت نصوص مصرية قديمة عديدة عن أهمية تأثير الرائحة على الرجال والنساء على حد سواء في الإعداد للقاء الجنسي، وعكست بشكل ملحوظ موائد النبلاء ومناظر الأعياد وبردية تورين الجنسية، من عصر الدولة الحديثة، (وما ظهر فيها مثل أزهار اللوتس، والأقماع العطرية... إلخ) أهمية العطر ودلالاته الجنسية.

 

وذُكر مرارًا نبيذ العنب، المستخرج من الكروم والذي كان واحدًا من أفضل أنواع الخمور، في أغاني الحب، وتظهر إحداها فكرة السكر من الخمر كأحد مظاهر الأعياد والاحتفالات ومدلولاتها الجنسية، هذه مصر الفرعونية التي احتفلت بالحياة وقدست الموت كحياة ثانية وبوابة للحياة الأبدية!