الدين هو الباعث الأول لقيام الحضارة المصرية القديمة

الحضارة المصرية القديمة
الحضارة المصرية القديمة

دراسة أثرية للباحث الآثرى على محمد أحمد بكلية الآثار جامعة جنوب الوادي تؤكد أن الديانة لم تؤثر في حضارة مثلما أثرت في الحضارة المصرية القديمة ، فهى الباعث الأول لقيام هذه الحضارة حتي وصلت إلي أوج المجد والقداسة .

ويوضح الآثرى على محمد أحمد أن كل ديانة سواءً أكانت تنزيلية أم وضعية تقوم على أسس خمسة وهى الآلهة في الوضعية، والإله الواحد (الله) عز وجل في التنزيلية والعُبًاد الذين يؤدون العبادات للآلهة ويتبركون بها ويتوسلون لها لتحقيق سعاداتهم الدنيوية والرضا عنهم وحمايتهم في حياتهم الآخروية والوسطاء بين الآلهة والمتعبدين (الكهنة) وما شابه مهماتهم من رجال الدين والشعائر والطقوس التى يقوم بها المتعبدون بعد تصديقهم وإيمانهم بما ورد عن الإله تصديقًا وإيمانًا جازمًا في قلوبهم (العقائد) التي يهدفون من ورائها كسب رضا الإله وأماكن للعبادة.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن المصري القديم آمن بالله عز وجل ولكن جسّد قوته في بعض الأشكال كالحيوانات والشمس والقمر وغيرها وكان للكهنة في مصر دور بارز خلال فترات التاريخ المصري حتي ارادوا تغيير في مفاهيم الديانة المصرية القديمة وادخال بعض الإصلاحات عليها وقدرتهم علي قوي الطبيعة بإجراء بعض الطقوس السحرية .

ويضيف الدكتور ريحان ان أماكن العبادة كانت تحت إشراف الكهنة (رجال الدين)، وتمثل شخصية الملك أمنمحات الأول ظاهرة لها عظيم الأثر في تاريخ مصر القديمة ، حتى قبل تسلمه عرش مصر، ومن ثم أثر الدين في منهجه في الحكم وأهم مخلفاته ، حتى وفاته وما رافقها من طقوس جنائزية ومن ثم نتتبع أثر الدين في بناء مدفنه وقد دخلت أسماء الآلهة في تركيب أسمائه جميعها؛ وذلك من أجل كسب ود عبادها وولاء مراكز عبادتها، وقام كذلك وعن قصد بإدخال اسم الإله أمون ضمن تركيبة اسمه وجعله إله الدولة الأول الذي غطى على جميع الآلهة المصرية وأدمج في بعضها مثل الآلهة رع فصار الإله أمون – رع أو بعد أن ورث مهام وصفات بعضها الآخر مثل ما حصل مع الإله مين.

ويشير الدكتور ريحان طبقًا لما جاء في الدراسة إلى أن الملك أمنمحات الأول وظّف الأدب الأسطوري لإضفاء شيء من الصفات البطولية والإعجاز على نفسه حينما كان وزيرًا في أواخر مدة حكم الأسرة الحادية عشرة ومن ثم نجده يوظف الدين وبخاصة النبوءة الدينية خير توظيف في أمر تسلمه عرش مصر، وهذا ما ورد في نبوءة نفرتي التي صورت أمنمحات بصورة المنقذ الذي سوف يأتي بعد فوضى وغياب للعدالة فيعمل على استعادة الاستقرار وتحقيق العدالة بفضل ما كان يمتلك من عقلية سياسية وإدارية فذة وقد تسلم الملك امنمحات الأول عرش مصر وهي ما زالت تعاني من مخلفات الفوضى السياسية والضعف الاقتصادي التي مرت بها البلاد طيلة عصر الفوضى والتي استمر من نهاية الأسرة السادسة وحتى نهاية الأسرة العاشرة.

ويتابع طبقًا لما جاء في دراسة الآثرى على محمد أحمد بأن الملك امنمحات الأول مات على إثر مؤامرة دبرت له داخل قصره من حاشيته. وكانت الطقوس الجنائزية المرافقة لجنازته ومكان دفنه في مجموعته الهرمية التي بناها في عاصمته الجديدة "ايت ثاوي"، تشير بوضوح إلى أنه كان يعمل على إعادة ما كان سائدًا أإبان حكم فراعنة مصر أيام الدولة القديمة وكيف كانت الشعائر والطقوس الدينية تلعب دورًا كبيرًا في مراسيم تجهيز ودفن الملوك .

ولقد أثّر الدين أيضا في العقيدة المصرية القديمة حيث نجد أن المصري القديم آمن بالحياة الآخري ، بالبعث والخلود والحياة الآخري بسبب حبه وخوفه من معبوداته حيث كانت عقيدة الموت راسخة في ذهنه وأعد لها العدة منذ حياته حيث أنه اهتم بالقبر عن المنزل أو اهتم بالتدين عن الحياة والبذخ اهتم بالتقرب للآلهة لأنه اعتقد أن القوة تكمن في تلك المخلوقات الإلهية .

ولفت الدكتور ريحان إلى أن المصريون القدماء صوروا آلهتهم بأشكال عديدة ومع أن الألهة المجسمة تمثل شكلًا واحدًا فقط من الأشكال الرئيسية فإن هذه الفئة واسعة وتشمل عدة أنواع مختلفة قد تأخذ شكل آدمي أو شكل مزدوج أو شكل ّ مركب وقد تشمل الفئة تأليه الأشياء غير الحية وفي حين أن المصريين لم ّ يفرقوا بين الألهة المجسمة وغيرھم من الألهة وهذه الفئة كانت من أهم الألهة في مصر القديمة وكان الشكل المجسم مستخدم أكثر من أي شكل آخر في الأيقونة الدينية لتوضيح التفاعل بين البشر والآلهة .

اقرأ أيضا:مناقشة مستقبل الإعلام في العصر الرقمي بجامعة القاهرة