بعد كورونا.. حالة مرضية ليس لها علاج بسبب «المضادات الحيوية»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

«بوست» نشره أحد الأطباء على صفحات السوشيال ميديا ينذر بكارثة صحية جديدة تهدد حياة الملايين، ما أثار الذعر والخوف والتساؤل حول هذ الموضوع، وذلك بعد أزمة فيروس كورونا.


فجاءت نتائج تحليل أحد المرضى أنه يعاني من حالة مرضية ليس لها علاج، وذلك بسبب الاستهلاك الخاطئ للمضادات الحيوية والذي جعل الجسم ينتج مناعة مقاومة ضد كل الأدوية من هذا النوع.. كارثة بكل ما تحمل الكلمة من معنى تجعل الأطباء يقفون عاجزين عن تقديم العلاج لمرضاهم.

 
توصيات منظمة الصحة العالمية أكدت أن مقاومة المضادات الحيوية من التهديدات العالمية "العشرة" الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية، والتي يترتب عليها تكاليف طائلة، فضلا عن ما تسببه من وفيات وإعاقات، مما يثير الذعر للانتشار العالمي السريع للبكتيريا المقاومة لعدة أدوية أو لجميعها والتي تعرف باسم "الجراثيم المستعصية" والمسببة لحالات عدوى يتعذر علاجها بالموجود حالياً من أدوية مضادة للميكروبات، وأشهرها المضادات الحيوية.  


وأكدت المنظمة أنه بالكاد وجود أي مضادات جديدة للميكروبات قيد التطوير السريري، وفي عام 2019 حددت المنظمة 32 مضاداً حيوياً قيد التطوير السريري، منها 6 مضادات فقط صُنفت على أنها مبتكرة، وإن لم يغير الناس طريقة استعمالهم للمضادات الحيوية الآن، فإن مصير هذه المضادات الجديدة سيكون نفس مصير الموجودة حالياً، وبالتالي ستفقد مفعولها.  


وقد أدرج في عام 2019 مؤشر جديد عن مقاومة مضادات الميكروبات في إطار رصد أهداف التنمية المستدامة، واستعمال بيانات من 25 بلداً وأرضاً ومنطقة عن التهابات مجرى الدم الناجمة عن المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، كما قُدمت بيانات من 49 بلداً عن التهابات مجرى الدم الناجمة عن الإشريكية القولونية، ووجد المعدل المُلاحظ في المتوسط لمقاومة الميثيسيلين بنسبة 12,11%، ومعدله بالنسبة إلى السيفالوسبورين 36.0%. 


وأشارت تقديرات المنظمة في عام 2018 إلى أن نصف مليون حالة جديدة تقريباً مصابة بالسل المقاوم للريفامبيسين في العالم، ومعظمها من حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة، وهو واحد من أشكال السل المقاوم لأقوى دواءين مضادين للسل، ولم يُكشف إلا عن ثلث المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة والذي يقترب عددهم من نصف مليون مصاب، وجاءت نسبة من يتكلل شفاؤهم بالنجاح أقل من 60%.  


وجاءت التقديرات في عام 2018 إلى أن نسبة 3,4% من حالات السل الجديدة و18% من الحالات المعالجة سابقاً شهدت إصابتها بالسل المقاوم للأدوية المتعددة، وأن ثمة خطراً كبيراً يشكله ظهور مقاومة السل للأدوية الجديدة التي تمثل الملاذ الأخير لعلاج السل المقاوم للأدوية.  


دكتور على عوف رئيس شعبة الأدوية بالغرف التجارية، يؤكد أن المضادات الحيوية سلاح قوي استراتيجي مهم لمواجهة الميكروبات وله مقاليد وأساسيات معينة للتعامل معه، والمشكلة الحقيقية تكمن في تحور الميكروبات بشكل مستمر وعند كثرة تناول المضادات الحيوية بشكل خاطئ تبدأ في التعرف عليها وتشكيل مناعة ومقاومة ضدها.  


وأوضح رئيس شعبة الأدوية أنه يجب زيادة وعي المواطنين بضرورة استخدام المضاد الحيوي في الوقت المناسب وليس في أوقات عشوائية.. فالعالم أجمع بلا استثناء لا يستخدم المضاد الحيوي إلا بناء على «روشتة» من الطبيب وبعد إجراء تحليل مزرعة سواء بول أو دم للتأكد من نوع العلاج الصحيح الذي يجب تناوله، لكن للأسف مصر تعاني من سوء استخدام المضادات الحيوية وفي أحيانا كثيرة جدا يتم صرف الطبيب للمضاد الحيوي بدون إجراء أي تحليل وكذلك المريض قد يصرف العلاج بنفسه من الصيدليات، لذا لابد من وجود رقابة مشددة على استهلاك المضادات الحيوية. 


وأضاف أنه يوجد حاليا في معظم غرف الرعاية المركزة بالمستشفيات فيروس يطلق عليه «مارسا» وهو نوع من أنواع الميكروبات شديدة المناعة والمقاومة ضد جميع المضادات الحيوية، والتي تظهر دائما لدى الأشخاص الذين يتناولون مضادات حيوية بكثرة وبدون داعِ. 

 

اقرأ ايضا || تحذير من تناول «المضاد الحيوي» دون الإصابة بـ«كورونا»