حكايات الحوادث| «العنيف.. وحمالة الأسية‎»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انفجرت الزوجة في بكاء مرير، تضرب صدرها ذاهلة، تئن أنينا مكتوما كاليائس المصروع، تكتم صرخة أحست أنها ستنطلق، ترمق أطفالها الثلاثة بنظرات حزن، وشفقة، بعدما اعتدى عليها زوجها بالضرب، وقام بطردها من المنزل.

اقرا ايضا|كيد الحماوات.. وليلة الحب الأخيرة‎ |حكايات الحوادث

استجمعت الزوجة قواها، واتخذت القرار، وتوجهت إلى محكمة الأسرة بمصر الجديدة، تتأمل وجوه الواقفين، والذين كان بعضهم يتأفف، ويتذمر، والبعض الآخر يسلي نفسه ويتصفح هاتفه الجوال في ملل واضح، ونفاذ صبر، ازداد تقطيب وجهها ثم بدأ عبوسه يتحول لغضب عارم، مر عليها الوقت متثاقلا،  وما إن تردد على سمعها صوت الحاجب يطلبها للدخول أمام أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات، انهارت فوق أقرب مقعد، تهادى صوتها هادئ النبرات، يشوبه ألم وحسرة قائلة: لقد طردني زوجي من المنزل برفقة أطفالي الثلاثة بعد عشرة عمر تعدت ١٧ عاما، ذقت خلالها الأمرين، وتحملت عنفه، وسفره الدائم، ووقوفي بجانبه، أساعده في مشروعه الخاص، وبعد أن فتح الله عليه فوجئت به يقوم بتسجيل كل ممتلكاته باسم والدته، ويضع الأموال في حسابه بالبنك، ورغم ذلك لم اعترض، وكنت راضية، ومطمئنة كونه شريك حياتي الذي أحببته.

وبصوت مخنوق، أجهشت في البكاء قائلة: ومع مرور الأيام، وتحملت لسبابه وإهانته، شعرت بأن هناك امرأة أخرى في حياته، حيث لم يوليني أي اهتمام، ويثور في وجهي لأتفه الأسباب، حتى اكتشفت الفجيعة، حيث تزوج من صديقة عمري، ودون علمي، وما إن واجهته بحقيقة الأمر، وأمطرني بكلمات السباب، والشتائم بأبشع الألفاظ، ليس ذلك فقط بل قام بالاعتداء علي بالضرب المبرح، أمام أطفالنا الذين أصابتهم حالة من الرعب، والهلع، وانهمروا في بكاء شديد، من هول مايرونه، غير أنه سلبني كل حقوقي، وتسبب في ضياع مدخراتي، ورفض كل محاولات الأصدقاء، والأقارب للصلح بيننا، ولم أسلم من تهديداته لي بعد أن قام بطردي من المنزل، وامتنع عن الإنفاق على أولاده، أو حتى إعادة جزء بسيط لي من حقوقي، وتركني معلقة بعد أن عشت معه ١٧ عاما، لذا أتقدم برفع دعوى طلاق منه للضرر.